أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حفث

صفحة 132 - الجزء 1

  فيها المخالبَ وهي المَناجِلُ أي تكسّرتْ زروع الأرض وتفتّتَتْ لفرط يُبْسِها فجزّوها. وتحَطّمَ البَيْضُ عن الفراخ؛ قال كعب بن زهير:

  رَوَايا فِرَاخٍ بالفَلاةِ تَوَائِمٍ ... تحَطّمَ عنها البَيْضُ حُمْرِ الحَوَاصِلِ

  ومن المجاز: أصابتهم حَطْمَةٌ أي أزْمَةٌ؛ قال:

  إنّا إذا حَطْمَةٌ حَتّتْ لنا وَرَقاً ... نُمارِسُ العودَ حتى ينبتَ الوَرَقُ

  وراعٍ حُطَمٌ وحُطَمَةٌ، كأنّه يَحْطِم المالَ لعُنْفِه في السَّوْقِ؛ قال:

  قد لَفّها اللّيلُ بسوّاقٍ حُطَمْ

  و «شَرُّ الرِّعَاء الحُطَمَةُ». وحَطَمَتْه السنُّ العاليةُ. وحطمتْ فلانةُ زوجَها إذا أسنّ وهي تحتَه، وحطم فلاناً قومُه إذا أسنّ بين أظهرهم. ومنه الحديث: «وذلك بعد ما حَطَمْتُمُوه». ورجل حُطَمَةٌ: أكول. ونعْمَ حاطُومُ الطعام البطيخُ! ولا تَحْطِمْ علينا أي لا ترعَ عندنا فتفسدَ علينا المرعى.

  حظر - حُظِرَ عليه كذا: حيل بينه وبينه. {وَما كانَ عَطاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً}. وهذا مَحْظُورٌ: غير مباح. والغنم في الحَظيرة وفي المُحْتَظَر، واحتَظَر لغنمه: اتخذ حَظيرَةً، وحِظارُه ما يُحْظَر به من السَّعَفِ والقصب وهو حائطُ الحَظِيرَة.

  ومن المجاز: هو نَكِدُ الحَظِيرَة: للبخيل. وفلان يمشي بالحَظِر، وجاء بالحَظِر الرَّطْبِ، يقال للنمام والكذاب، لأنّه يستوقد بنمائمه نار العداوة ويَشُبّها، ألا ترى إلى قولهم (سمعته من العرب):

  تَشَبَّبي تَشَبُّبَ النّميمه ... جاءتْ بها زَهْراً إلى تميمَه

  يخاطب النُّوَيْرَة إذا أراد إحياءها؛ وأنشد يعقوب:

  من البِيضِ لم تَصطَدْ على خيلِ لامَةٍ ... ولم تَمشِ بينَ الحَيّ بالحَظِرِ الرَّطْبِ

  والحَظِرُ الشجرُ الذي يُحْظَرُ به.

  حظظ - إنّه لذو حَظّ عظيم من المال، وذو حَظّ من العلم. ولهم حظوظٌ وأحَاظٍ، وأصله أحَاظُّ، جمع أحَظَّ؛ قال:

  ولكن أحَاظٍ قُسّمَتْ وجُدُودُ

  وقد حُظِظْتَ يا رجل وحَظِظْتَ مثل مَسِسْتَ، وأنتَ مَحْظُوظٌ وحَظِيظٌ، وهو أحَظُّ من غيره.

  حظي - حَظِيَ فلان عند السلطان. وحَظِيَ بالمال. وتقول: ما حَليَ بطائل ولا حَظِيَ بنائل. وحَظِيَتْ فلانةُ عند زوجها. ورجلٌ حَظِيّ: بيّن الحُظْوَة والحَظْوَة والحِظْوَة بثلاث لغات، وبيّن الحِظَةِ. وفي مثل: «إلّا حَظِيّةً فلا أَلِيّةً». ولفلان كثير من الحَظَايا. وأحْظاه الله بالمال والبنين. وتهلّلْتُ في وجهه وأحْظَيْتُه. وفي مثل للضّعيف: «إنّما نَبْلُكَ من حِظَاءٍ» جمع حُظْوَة وحَظْوَةٍ وهي سهم صغير بلا نصل.

  حفث - يقال لمن انتَفَختْ أوداجُه غضباً: «قد احْرَنْفَشَ حُفّاثُه». وتقول مُنيتُ بالصِّلّ النّفّاث فتمنّيتُ نفخَ الحُفّاث.

  حفد - حَفَدَ البعيرُ حَفْداً، وحُفُوداً، وحَفَداناً: أسرع في سيره ودارَكَ الخَطْوَ؛ قال حُمَيْدُ بن ثَوْرٍ:

  فَدَتْهُ المطايا الحافِداتُ وقَطّعَتْ ... نِعَالاً له دونَ الإكامِ جُلُودُها

  وأحْفَد بَعِيرَه.

  ومن المجاز: حَفَدَ فلان في الأمر واحتَفَدَ: أسرع فيه، وخفّ في القيام به. وحَفَدْتَ فلاناً: خدمتَه وخففتَ إلى طاعته. ورجل مَحْفُود: مَخْدومٌ مُطاع. وهو حَافِدُ فلان، وهم حَفَدَتُه أي خَدَمُه وأعوانُه، ومنه قيل لأولاد الابن: الحَفَدة {بَنِينَ وَحَفَدَةً}. وهو من حَفَدَة الأدب.

  حفر - حَفَرَ النهرَ بالمِحفار، واحتَفَرَه. وكثر الحَفْرُ على الشّطّ أي تراب الحَفْر. ودَلَّوه في الحُفْرَة والحَفِيرة والحفيرِ وهو القبر. وحَفَرَ عن الضّبّ واليَرْبُوع ليستخرجه، ويُتّسَعُ فيه فيقال: حَفَرْتُ الضّبّ واحتَفَرْتُه. وحافَرَ اليربُوعُ إذا أمعن في حَفْرِه. وفلان أرْوَغُ من يربوعٍ مُحَافِرٍ،