حفظ
  وهو نَصٌّ مكشوف، وبرهانٌ جليّ ينادى على صحّة ما ذكرتُ في {يُخادِعُونَ اللهَ}، وحَاشَى اللهَ. وهذا البلد مَمَرُّ العساكر ومَدَقُ الحوافر. وفلان يملك الخُفّ والحافِرَ.
  ومن المجاز: وطئه كلُّ خُفٍّ وحافر. ورجع إلى حافِرَتِه أي إلى حالته الأولى. ورجع فلان على حافِرَتِه إذا شاخَ وهَرِمَ. والتَقَوْا فاقْتَتَلُوا عند الحَافِرَة. والنّقْدُ عند الحافِرَةِ والحافِرِ، وقد ذكرتُ حقيقة الكلمة في الكشّافِ عن حقائق التنزيل. وحَفَرَ فُوه وحَفِرَ إذا تأكّلَتْ أسنانُه، وفي أسنانه حَفْرٌ، وحَفَرٌ. وفَمُ فلان محفورٌ أي حَفَرَه الأُكَالُ. وحَفَرَتْ رواضِعُ المُهر إذا تحرّكتْ للسقوط، لأنّها إذا سقطت بقيتْ منابتُها حَفْراً، فكأنّها إذا نَغَضَتْ أخذَتْ في الحَفْرِ، وأحْفَرَ المُهْرُ إذا حَفَرَتْ رواضعُه. وحَفَرَ الفصيلُ أُمّه حَفْراً، وهو استلالُه طِرْقَها حتى يستَرْخيَ لحمُها بامتصاصه إيّاها. وما من حامل إلّا والحمل يَحْفِرُها إلّا النّاقةَ أي يَهْزِلُها. وحكى أبو زيد: لو كانت العنز غَزِيرَةً لحَفَرَها ذلك، لأنّهم يُلِحّون عليها في الحَلْب لغَزَارَتِها فتَهْزِلُ. وحَفَرْتُ ثرى فلان إذا فتّشْتَ عن أمره؛ قال أبو طالب:
  أفيقوا أفيقوا قبلَ أن يُحْفَرَ الثّرَى ... ويُصْبِحَ مَن لم يَجنِ ذنباً كذي الذنبِ
  وتحَفّرَ السيلُ: اتخذ حُفَراً في الأرض؛ قال أوس:
  إذا مَسّ وَعْثَاءَ الكَثِيبِ كأنّمَا ... تحَفّرَ فيهِ وَابِلٌ مُتَبَعِّقُ
  حفظ - هو من الحُفّاظِ، وهم الكرام الحَفَظَةُ. واستَحفَظَه مالاً أو سِرّاً {بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتابِ اللهِ}. وحَافَظَ على الشيء. وهو محافِظٌ على سُبْحَةِ الضُّحَى: مواظبٌ عليها {حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ}. واحتَفَظَ بالشيء، وتحفّظَ به: عُنيَ بحفظه، واحتَفِظْ بما أعطيتُك فإنّ له شأناً. وعليك بالتحفّظ من الناس وهو التوقّي. وحفّظَه القرآن. وهو حَفِيظٌ عليه: رقيب. وتَقَلّدَتْ بحَفِيظِ الدُّرّ أي بمحفُوظِه ومكنونه لنَفَاسته. وهو من أهل الحَفيظَةِ والحِفْظَة، وهم أهلُ الحَفَائِظِ والمُحْفِظات وهي الحَمِيّة والغضبُ عند حفظ الحُرْمة. وفي المثَل: «المَقْدُورَةُ تُذْهِبُ الحَفيظَةَ» يُضرب في وجوب العفو عند المقدرة؛ وقال الحطيئة:
  يَسُوسُونَ أحلاماً بَعيداً أنَاتُها ... وإن غَضِبُوا جاء الحَفيظَةُ والجِدُّ
  وقال العجّاج:
  وَحِفْظَةٍ أكُنُّها ضَمِيرِي
  وقال القَطَاميّ:
  أخوكَ الذي لا تملِكُ الحِسَّ نَفسُه ... وتَرْفَضّ عند المُحْفِظاتِ الكتائِفُ(١)
  ويقولون: ألك مُحْفِظَة أي حُرْمة تُحْفِظُك أي تُغضبُك، يقال أحْفَظَه كذا أي أغْضَبَه. واذهَبْ في حَفيظَةٍ: في تَقِيّة وتَحَفُّظٍ؛ قال عمر بن أبي ربيعة:
  وقالتْ لأختيها اذْهَبا في حَفيظَةٍ ... فزْورَا أبا الخَطّابِ سِرّاً فسَلِّمَا
  ومن المجاز: طريقٌ حافِظٌ: واضح. قال النضر: هو البيّن، يَستَقيمُ لك ما استَقَمتَ له مثلَ مَحَزّ العنق، فأمّا الطريق الذي يقود اليومين، ثمّ ينقطع، فليس بحافِظٍ.
  حفف - حفُّوا به واحتَفُّوا: أطافوا، وهم حافُّونَ به. وحَفَفْتَه بالناس: جعلتَهم حافّين به. و «حُفّتِ الجنّةُ بالمَكَارِهِ» {وَحَفَفْناهُما بِنَخْلٍ}. ودخلتُ عليه وهو محفوفٌ بخَدَمه. وهودجٌ مُحَفَّفٌ بالديباج؛ قال امرؤ القيس:
  رَفَعْنَ حَوَايَا واقْتَعَدْنَ قَعَائِداً ... وحَفّفْنَ من حَوْكِ العراقِ المنمَّقِ
  وجلسوا حَفَافَيه، وحَفَافَيْ سريره وهما جانباه. وركبت في مِحَفّتِها. وهو رجلٌ محفوفٌ بثوب. وما بقي من شَعره إلّا حِفَافٌ وهو طُرّةٌ حول رأسه. وحَفّتِ المرأةُ وجهَها واحتَفّتْه: أخذتْ شعره. وحَفّ الفرسُ والريح والطائر والسهم حَفيفاً وهو صوت مروره. ولأغصان الشجرة حَفيفٌ.
(١) الحس مصدر حسست له أحس بالكسر: رققت له. والكتائف الأحقاد.