أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

حوق

صفحة 148 - الجزء 1

  عانَتَه: يَحْفَظُها ويَجْمَعُها. وحَوّطْتُ حائطاً. وأحاط بهم العدو. وقد احتاط في الأمر واستحاط، سمعتهم يقولون: فلان يستحيط في أمره وفي تجارته أي يبالغ في الاحتياط ولا يترك.

  ومن المجاز: أحاط به علماً: أتى على أقصى معرفته، كقولك قتله علماً، وعلمه علم إحاطة إذا علمه من جميع وجوهه لم يَفُتْه شيءٌ منها، وأحيط بفلان: أُتيَ عليه، وفلان مُحَاطٌ به إذا كان مقتولاً مأتيّاً عليه {وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ} {وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ}. وأنا أُحَوِّطُ حول ذلك الأمر وأُدَوِّرُ، وحَاوِطْه فإنّه سيلينُ لك أي دَاوِرْه، كأنّك تَحُوطُه وهو يَحُوطُك؛ قال ابن مقبل:

  وحاوَطْتُه حتى ثَنَيْتُ عِنَانَهُ ... على مُدْبِرِ العِلْبَاءِ ريّانَ كاهِلُهْ

  ووقعوا في تُحِيطَ أي في سنة تُحِيطُ بالناس تهلكهم، وفي تَحُوطَ: من حَاطَ به بمعنى أحاطَ، أو على سبيل التفاؤل، وتِحِيطَ بكسر التاء للإتْباعِ؛ قال أوس بن حجر:

  الحَافِظ النّاس في تِحِيطَ إذا ... لم يُرْسِلوا خَلفَ عائِذٍ رُبَعَا

  وإذا نزل بك خطب، فلم يحطك أخوك، وترك معونتك قيل: حاطَكَ القَصَا، وهو تهكُّم أي حاطَك في الجانب القَصا وهو البعيد، يقال: نسبٌ قصا، وبلدٌ قصا، ومعناه لم يحطك لأنّ من يحوط أخاه يدنو منه ويسانده لا أن يحلّ منه في نجوة، ومثله: فأُعتبوا بالصيلم، ووصله بطول الهجران، ثمّ كثر حتى قيل: حُطْني القصا وإلّا نكّلت بك أي تباعد عني؛ وقال بشر:

  فحاطونا القَصَا ولقَد رَأوْنا ... قريباً حيثُ يُستَمَعُ السِّرَارُ

  حوق - حُقْتَ البيت بالمِحْوَقة، وبيت مَحُوق. ورمى بالحُواقة. وتقول: إذا غاب الحُوق وجبت الحقوق.

  ومن المجاز: اجتاحوا مالَه واحتاقوه من ورائه إذا أتوا عليه. وسمع غلام من العرب يقول لآخر قد أحرق كرانيفَ النخلة: سحقت النخلة حتى تركتها حُوقة أي مَحُوقة، كأنّه حاقها حينَ لم يُبقِ لها كِرنافةً. وحَوّق فلان على فلان إذا عرقل عليه كلامه، أي عوجه وخلطه عليه، ومعناه جعله مثل الحُواقة في اختلاطه.

  حوك - ما رأيتُ عنده إلّا الحاكة والحَوَاكَة، وأتيته في محَاكَته.

  ومن المجاز: الشاعر يَحُوك الشِّعر حَوْكاً، والمطر يحوك الرياض. وهذا على حَوْك هذا إذا كان مثله في السنّ أو الهيئة. وهم ناس ليست عليهم حَوْكة قريش أي لا يشبهونهم.

  حول - حال عليه الحَوْل. وحالت الدار وأحالت وأحولت، ورسم حَوْليٌ ومُحِيلٌ ومَحُول وحائل. وحالت الناقة، وهي حائل: غير حامل. وهذه امرأة لا تضع إلّا تحاويل ولا تلد إلّا تحاويل، أي تلد سنة وسنة لا، ومنه تحاويل الأرض وتحويلاتها، أي تُزرع سنة وسنة لا، للتقوية. وحال الرجل يحول حَوْلاً إذا احتال، ومنه لا حول ولا قوّة إلّا بالله، وعن النضر: أنّه فسّره بالتحرّك، من حال الشخص يحول إذا تحرّك، واستحِلْ هذا الشخص أي انظر هل يتحرّك، ورجل حُوَّلٌ وحُولَةٌ وحَوَاليٌ، وما أحْوَلَ فلاناً، وحال بين الشيئين حَيْلُولة، وبينهما حائل، وحال الشيءُ واستحال: تغيّر، وحال لونه، وعَظْم حائل. ويقولون: والله لا يحور ولا يحول. وحالت القوس: انقلبت عن حالها التي غمزت عليها. وأحاله غيره فهو حائل ومُحَالٌ ومستحيل، وشيءٌ مستقيم ومُحَالٌ، وأحال في كلامه، وقد أَحَلْتَ فيما قلتَ. وتقول: هو قوي المَحال شديد المِحال كثير المُحال. وحال عن مكانه: تحوّل. وحال في متن فرسه: وثب عليه، وحال عنه: سقط، واستوى على حال متنه. وحاولته: طلبته بحيلة. وتحوّلتُ كسائي: جعلت فيه شيئاً وحملته. وجاءنا يحمل حالاً على ظهره أي كارة. وأحلته عليه بكذا فاحتال. وفي عينه حَوَلٌ وقد حَوِلَتْ وأَحْوَلَتْ واحوالّتْ. وأَحال عليه بالسوط يضربه؛ قال طرفة:

  أحلْتُ عليها بالقَطيعِ فأجذَمتْ ... وقد خَبّ آلُ الأمعزِ المتوقِّدِ

  وقال:

  وكنتُ كذئبِ السّوء لما رأى دَماً ... بصاحبِه يوماً أحال على الدّمِ

  أي أقبل عليه يلغ فيه (وَ {لا يَبْغُونَ عَنْها حِوَلاً} أي تحَوُّلاً. وامرأة مُحَوِّلٌ: مِعقاب تحمل مرّة ذكراً ومرّة أنثى، وقد