أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خدش

صفحة 155 - الجزء 1

  وقد خَدَرَ الأسدُ في عرينه وأخدَرَ. وليلٌ مُخْدِرٌ وخُداريٌ: مظلم. وشَعر خُدارِيٌ وجارية خُدارِيّة الشَّعر. وهودج مَخدور: مستور. وإنّه ليساترني ويخادرني. وخَدِرَ النهارُ إذا لم تتحرّك فيه ريح ولم يوجد فيه رَوْحٌ؛ قال طرفة:

  ومَكانٍ زَعِلٍ ظُلْمَانُهُ ... كالمَخاضِ الجُرْبِ في اليوْم الخَدِرْ

  ويعفورٌ خَدِرٌ: كأنّه ناعِسٌ من سُجُوّ طرْفِه وضعفِه. وخَدِرَتْ عِظامُه: فترت. وخَدِرَتْ عينه: ثقلتْ من حِكّةٍ وقذى.

  خدش - أصَابه خَدْشٌ في جلده، وبه خُدُوشٌ، وخدّشوه تخديشاً. وشُدّ الرّحلَ على مَخْدِش بعيرك ومِخْدَشه وهو كاهله، روي بالفتح، وقيل: سمّي بذلك لقلّة لحمه، وبالكسر، وقيل: لأنّه يَخْدِشُ الفم. ويقال لطَرَفَيْ كتفيه ابنا مِخْدَشٍ.

  ومن المجاز: وقع في الأرض تخديشٌ وهو القليل من المطر. وبقلبه خَدْشَةٌ وهي الشيء من الأذى.

  خدع - خَدَعَه وخادَعَه واختَدَعَه وخدّعَه وتخدّعَه وتخادعوا، وهو لا يَنخدع، وفلان خَدّاعٌ وخُدَعَةٌ وخَيْدَعٌ، وهذه خُدْعَةٌ وخَدْعَةٌ وخِدْعَةٌ منه وخَديعة وخُدَعٌ وخدائعُ، وتخادَعَ لي فلان إذا قبل منك الخديعة وهو يعلمها. وخبّأ الشيءَ في المخدَع وهو المخزن من الإخداع بمعنى الإخفاء.

  ومن المجاز: طريق خادع: مخالفٌ للقصد حائد عن وجهه لا يُفطن له. وغرّهم الخَيْدَعُ أي السراب أو الغول، وذئب خَيْدَعٌ. وسُوقهم خادعة: متلوّنة تقوم تارة وتكسد أخرى. وخدَعَ الدهرُ: تلوّن. وفلان خادع الرأي والخلق. وخدَعَ المطرُ: قلّ. وفي الحديث: «يكون قبل الدّجّال سنون خدّاعة». وخدَعَت عين الشمس: غارت، من خدَع الضبُّ إذا أمعن في جحره وجعل في ذنابته عقرباً يمتنع بها من الحارش وهي خديعة منه، وضبٌ خادعٌ وخَدِعٌ. وخدَع خيرُ فلان. ورجل خادع: نَكِد. وخدَع الريقُ في الفم: قلّ وجفّ. وما خدَعتْ في عيني نعسة؛ قال راشد بن شهاب:

  أرقت فلَم تخدَعْ بعينيَ نعسَةٌ ... ووالله ما دهري بعشق ولا سُقمِ

  ولوى فلان أَخْدَعَه: أعرض وتكبّر. وسوّى أخدعه: ترك الكبر؛ قال جرير:

  وكنّا إذا الجَبّارُ صَعّرَ خَدَّهُ ... ضرَبناه حتى تَستَقيم الأخادعُ

  خدل - امرأة خَدْلَة: ممتلئة الأعضاء من اللحم مع دقّة العظام، ونساءٌ خدْلات، وسُوق خِدال؛ قال ذو الرُّمّة:

  رَخيماتُ الكَلامِ مُبَتَّلاتٌ ... جوَاعلُ في البُرَى قصَباً خِدالا

  وقد خَدِلَتْ خَدالة وخَدِلت خَدلاً. وتقول: لها قوام عدْل وقصب خدْل.

  خدم - هي ريّا المُخدَّم وهو المُخَلخَل. وفي مثل: «كالممهورة إحدى خَدَمَتَيها». وفي سوقهن الخَدَمُ والخِدامُ. وخدّمها زوجها، وامرأة مُخَدَّمة مُخدَّمة: من الخَدَمة والخِدْمة. وخَدَمَه خِدْمة. وهو مؤدِّب الخُدّام والخَدَم، وهو من المقدَّمين المخدَّمين؛ قال:

  مُخدَّمون ثِقالٌ في مَجالِسِهم ... وفي الرّحالِ إذا وافَيتَهم خَدَمُ

  واستخدمته، وتخدّمت خادماً: اتخذته، ولا بدّ لمن ليس له خادم أن يختدمَ أي يخدم نفسه، وهذا خادمنا، وهذه خادِمنا، للغلام والجارية.

  ومن المجاز: فضّ الله خَدَمَتَكم. وأبدت الحرب عن خِدام المخدَّرات إذا اشتدّت. ومُخَدَّم سراويله يتذبذب، وكذلك خَدَمَة سراويله، وخدمة إزاره وهي أسفله عند الكعب. وفرس مخدَّم: تحجيله فوق أرساغه. وطاحت خِدام الإبل وهي سيور فوق أرساغها تُشدّ إليها الشرائج، الواحدة خَدَمة. وشاة خَدْماءُ: بينة الخُدْمَة بوزن الحُمرة وهي بياض في الأوظفة. وسقى أعرابيّ ماءَ المزمَّل فقال: هو ماء مخدوم. وسمعتهم يقولون: هذا القميص يخدم سنة، وهذا ثوب سخيف لا يخدم.