أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خزر

صفحة 160 - الجزء 1

  الكفّ بالنوال، ومخروق الكفّ: لا يليق شيئاً؛ قال الشمّاخ:

  معي كلُ خِرْقٍ في الغزاةِ سميذَعٍ ... وفي الحَيّ دارِيِّ العشيّاتِ ذَيّالِ

  الداريّ: المتطيّب. وناقة خرقاء: لا تتعاهد مواضع قوائمها من الأرض. وريح خرقاء: لا تدوم على جهة في هبوبها، وصفت بالخُرْق كما وصفت بالهَوَجِ. واستعار المِخراق للسيف من قال:

  أنا ابنُ توٍّ ومَعي مِخراقي ... أطنُّ كلَّ ساعدٍ وسَاقِ

  كما شبّهه الآخر به في قوله:

  كأنّ سُيوفَنا منّا ومِنهُمْ ... مَخارِيقٌ بِأيدي لاعِبِينَا

  خرم - خَرَمَ الشيءَ: خرقه. وخرم الخرزَ: أثآه. وهو مخروم الشفة والأنف. ورجل أخرمُ: مخروم وترة الأنف. واخترمهم الدّهر وتخرّمهم؛ قال أبو ذؤيب:

  سَبَقُوا هَويَّ وأعْنَقُوا لهَوَاهمُ ... فتُخُرِّموا ولكلِّ جَنبٍ مَصرَعُ

  وطلع مَخْرِمَ الجبل وهو أنفه. وهو طلّاع المخارم. وعيش خُرَّمٌ: ناعم. وعن بعض العرب: كان أخي معها بعيشٍ خُرَّمٍ، فقيل له: ما الخرَّم؟ فقال: العيش الرغد؛ وقال:

  فخصَّ بها أوطانَ خَوْدٍ غَريرَةٍ ... منعَّمَةٍ لاقتْ منَ العيشِ خُرَّمَا

  لها قَدَمٌ مخصُورَةٌ غيرُ شَثْنَةٍ ... وكعبٌ تَراهُ وارِيَ الحَجْمِ أدرَمَا

  سنام وارٍ: سمين. وتخرّم فلان: ذهب مذهب الخُرّمِيّةِ.

  ومن المجاز: تخرّمَ أنفُ فلان: سكن غضبه. وذهب فلان دليلاً فما خرَم عن الطريق، إذا لم يعدل عنه. وخرَمته الخوارِمُ إذا مات. وهذَّ السورة هذّاً: ما خرَم منها حرفاً. ورجل أخرم الرأيِ: ضعيفه. ويمين ذات مَخارِمَ، ولا خير في يمين لا مخارم لها وهي المخارج، وهذه يمين طلعت في المخارم إذا كانت لها مخارج؛ قال:

  ولا خَيرَ في مالٍ بغيرِ رَزِيّةٍ ... وَلا في يَمينٍ غير ذات مَخارِمِ

  خزر - رجل أخزرُ: ينظر بمؤخر عينه، وقيل هو الذي ضاقت عينه وصغرت، وامرأة خزراء، وقومٌ خُزْرٌ، وبعينه خَزَرٌ، وهم إلينا خُزْر العيون؛ قال الأخطل:

  خُزرُ العيونِ إلى رماحٍ بعدَ ما ... جعلَتْ لضَبّةَ بالرّماحِ ظِلالا

  وهو نظر العداوة؛ قال:

  وإنّني أرَى عُيُوناً خُزْرَا ... وإنّهُم ليَطلبُونَ وِتْرَا

  وبه سمّي الخَزَرُ جيل من الترك. وكلّ خنزير أخزَرُ؛ قال جرير:

  لا تَفْخُرُنَّ فإنّ اللهَ أنزَلَكُم ... يا خُزْرَ تغلبَ دارَ الذّلِّ والعارِ

  أراد يا خنازير تغلب. وخنزر الرجلُ: إذا نظر بمؤخر عينه، وإذا قبض جفنيه ليحدّد النظر قيل: قد تخازر؛ قال العجّاج:

  لقد تخازَرْتُ وما بي من خَزَرْ

  وهي تمشي الخَيْزَرَى والخَوْزَرَى أي المشية التي فيها تفكّك أي اضطرب واسترخاء، كأنّما تتحلّل أعضاؤها، وينفكّ بعضها من بعض في تبخترها؛ قال:

  والنّاشئات الماشيات الخَوْزَرَى

  ويصدّقه الخَيْزَلَى والخَوْزَلَى، كأنّها تنخزل أي تنقطع كقوله:

  تمشي رُوَيداً تكادُ تَنغَرِفُ

  وأنشد يعقوب يصفها بالكسل:

  ثِقَالُ الضُّحَى في بَيتِها مُرْجَحِنَّةٌ ... وتمشي العشيّ الخيزَلى رخوَة اليَدِ

  وأكلَ الخزيرة والخزيرَ. وتقول: قَرَّبَ إليهم قصعة من الخزير ثمّ قعد ينظر إليهم نظر الخنزير، وكأنّ قدّها غصن بانٍ أو قضيب خيزران؛ وأشار الخليفة بخَيزُرانته أي بقضيبه.