أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

خزن

صفحة 161 - الجزء 1

  خزز - ما مَسَسْتُ حريرةً ولا خَزّةً ألينَ من كفّه. ومَسُّه مسُ الخُزَزِ وهو الذكر من الأرانب؛ وجمعه خِزّانٌ وخِزَازٌ؛ قال:

  كما انقَضّتْ خَوَافي أُمّ لُوحٍ ... مَلُوعٍ أبصرَتْ مَثوَى خِزَازِ

  وخزَزتُه بسهم واختزَزتُه: أصبته وأنفذته، وطعنته فاختزَزْته؛ قال بعض السعديّين:

  فاختَزّهُ بسَلِبٍ مَدْرِيِ ... عاري الكعوبِ غيرِ ذي شَظيّ

  كأنّما اختَزّ بزاعِبِيّ

  وقال ابن أحمر:

  حتى اخْتَزَزْتُ فُؤادَهُ بالمِطْرَدِ

  ومن المجاز: خزَّ الحائط بالشوك لئلّا يُتَسَلّق إذا غرزه في أعلاه. وخزَزْتُه ببصري واختزَزْتُه إذا أخذته عينك.

  خزع - خزَعَ الحبل فانخَزَع. ولحم مُخزَّع: مقطّع، وما ذقت خُزاعة من لحم أي قطاعة. وخزَع عن أصحابه وتخزّع: تخَلّف؛ قال حسّان:

  فلمّا هَبَطنَا بطن مَرٍّ تخَزّعَتْ ... خُزاعَةُ عنّا بالجموعِ الكراكِرِ

  وتخزّعوه بينهم: توزّعوه. واختزع عوداً من الشجرة. واختزع شيئاً من مال فلان. واختزِعْ من جِوالقك تمراً واجعله في الآخر حتى يتعادلا.

  خزق - خَزَقَه بالرمح: طعنه به فأنفذه. وخزَقَ السهمُ الهدَفَ وخسقه. وأنفذُ من خازقٍ وهو النصل أو السنان.

  ومن المجاز: خَزَقَ الطائر: رمى بذَرْقه. وخزَقْتُه ببصري: حدجته.

  خزل - ضربَه فخَزَله نصفين؛ وقال الأعشى:

  ملء الشِّعار وصِفر الدّرْعِ بهكَنَة ... إذا تَقُومُ يكادُ الخَصرُ يَنخزِلُ

  ورَجلٌ أخزَلُ ومخزولُ الظهر: مكسوره.

  ومن المجاز: كلمته فخجل وانخزل، وانخزل في مشيته: استرخى كأنّ الشوكَ شاك قدمه. وهي تنخزل في مشيتها: تنقطع إذا رفلت. وأقدمَ على الأمر ثمّ انخزل عنه أي ارتدّ وضعف. وانخزل عن جواب ما قلت له. والسحاب إذا رأيته متثاقلاً كأنّه يتراجع قالوا: تراه ينخزل. وخزله إذا عابه. واختزل شيئاً من المال.

  خزم - خَزَمَ البعيرَ: ثقب وترة أنفه، وجعل فيها حلقة من شعر وهي الخِزامة، والجمع الخزائم؛ قال يصف النساء:

  ألا لا تُبالي العيسُ مَن شدّ كورَها ... علَيها وَلا مَن راعَها بالخزائِمِ

  أي عطفها. وتقول: ما رأيت منك ولا من أبيك أخْزَم. وتلك شِنشِنة ورثتها مِن أخزَم. وأطيب من نَفَس النُّعامَى بين ورق الخُزامَى.

  ومن المجاز: خزَمتُ أنف فلان، وجعلتُ في أنفِه الخِزامة، وفي أنوفهم الخزائم إذا أذلَلته وتسخرته. وما هم إلّا كالنعام المخزَّم أي حمقى، ومعنى التخزيم أن مناقيرها مثقوبة كما تثقب أنوف الإبل؛ قال:

  سينهَى ذوي الأحلام عني حُلومُهم ... وأرفعُ صَوْتي للنّعامِ المُخَزَّمِ

  أي أزجر الحمقى وأهتف بهم حتى يكفّوا عني، وأمّا العقلاء فتكفينِيهم عقولهم. وخزَمتُ شِراكَ نعلي: ثقبته وشددته، وشراك مخزوم. وخزَمتُ الكتاب، وكتاب مخزوم إذا ثقبته للسَّحاةِ. وخازمته: خاصرته. وتخازم الجيشان: تعارضا. ولقيتُه خِزاماً: وِجاهاً؛ قال ابن فَسْوَةَ يصف ناقته:

  إذا هوَ نحّاها عن القصْدِ خازَمتْ ... به الجَوْرَ حتى تَستقيم ضحى الغدِ

  أي ذهبت به خلافَ الجَوْرِ، كأنّها تباري الجور حتى تغلبه، فتأخذ على القصد. وأعطوا القرآن خزائمه أي انقادوا له، وتقول: أطيعوا الله وعزائمه وأعطوا القرآن خزائمه.

  خزن - خزن المالَ في الخِزانة: أحرزه. واختزنه لنفسه، واستخزنَه المالَ، وله مخزَن حريز، وهو صاحب مخزن الأمير.

  ومن المجاز: اطلب من خزائن رحمة الله تعالى، واخزن