أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

دهر

صفحة 199 - الجزء 1

  إذا شُقّ بُرْدٌ شُقّ بالبردِ برقعٌ ... دواليك حتى كلُّنا غيرُ لابِسِ

  دوم - دام الشيء دوْماً ودواماً، ولا أفعله ما دام كذا. وأدام الله عزّك. وأنا أستديم الله نعمتك. ودام على الأمر وداوم عليه. وظِلٌ دَوْمٌ: دائم؛ قال حاجب بن زُرارَةَ في يوم جَبَلَةَ:

  شَتّانَ هذا والعناقُ والنَّوْمْ ... والمشربُ الباردُ في الظِّلِ الدَّوْمْ

  ودام المطر أيّاماً. ومطرتهم السماء بديمة وديم، وديَّمتْ وأدامت. وشرب المدامة والمدام: سميت لأن شربها يُدام أيّاماً دون سائر الأشربة. وقطعوا ديْمومة ودياميم وهي الأرض التي يدوم بُعدها، والأصل دَيَّمُومَةٌ فَيْعَلُولَةٌ من الدوام، كالكينونة من الكون.

  ومن المجاز: ماء دائم: ساكن لا يجري. وأدمْتُ القِدر ودَوَّمتها: سكَّنتُ غليها، ودَوِّمْ قِدرك وأدمها. واستدمتُ الأمرَ: تأنّيتُ فيه؛ قال قيس بن زهير:

  فلا تَعجَلْ بأمرِكَ واستَدِمْهُ ... فما صَلّى عَصاكَ كمُستَديمِ

  والطائر يَدُوم حول الماء ويَحُوم، ومنه الدُّوّامة. ودَوَّم الطائر في الهواء وتداوم، وطيور متداوماتٌ: حُلَّق، ومنه دوّمت الشمس في كبد السماء؛ قال ذو الرّمّة:

  والشمس حَيرَى لها في الجوّ تَدويمُ

  ودوَّم الزعفرانَ في الماء: دافه وأداره فيه. وديمَ بفلان وأديم به واستدام. وأخذه الدُّوَام وهو الدُّوَار. ودوَّمتِ الخمرُ شاربها.

  دون - هذا دون ذاك أي هو أخسّ منه، وأدنى منزلةً. ودونه خرط القتاد أي أمامه. وجلس دونه أي تحته. وشيء دون: هين. ودونك هذا الشيء: خذه. ودوَّنَ الكتب: جمعها. وهو ديوان الحساب، وهي دواوينه.

  دوي - خرجوا من الدَّوّ والدَّوِّيّة والدّاوِيّةِ وهي المفازة. وما بالدّار دَوِيٌ: أحد؛ قال:

  دَوِّيَّةٌ لَيسَ بها دَوِيُ ... للجِنّ في حافاتِها دَوِيُ

  للنحل والفحل الهادر والريح والموج وغيرها دويٌ. وقد دوّى تدوية. ودوّى الطائر: دار في الجوّ ولم يحرّك جناحيه. وداء دويٌ: شديد. وقد دَوِيَ الرجل دَوًى فهو دَوٍ، وامرأةٌ دَوِيَةٌ. وداويته بالدواء والأدوية. واستمدّ من الدواة، وجمعها الدَّوَى والدُّوِيُ والدِّوِيُ. وتقول: إنّ في بعض الدُّوِيّ كلّ داء دويّ؛ وما على لبنك دُواية ودِواية وهي جلدة تعلوه وتعلو المرق والماء الراكد. ودوّى اللبن مثل رغّى. وادّوَيت إذا أكلتها.

  ومن المجاز: داويت الفرس: سقيته اللبن وصنعته؛ قال:

  وداويتُها حتى شتَتْ حَبَشيّةً ... كأنّ عليها سُندساً وسُدوسَا

  ورجُلٌ دَوًى: أحمق، سمّي بمصدر دَوِيَ وحُقَّ له.

  دهدي - دهْديتُ الحجر فتدهدَى. وكأنّه دُهْدِيَّةُ الجُعَل ودُحروجته.

  دهر - مضت عليه أدهر ودهور، وكان ذلك دهر النجم حين خلق الله النجوم: تريد في أوّل الزمان وفي القديم. ورأيتُ شيخاً دُهريّاً دَهرِيّاً: مسنّاً ملحداً يقول بقدم الدهر. ودَهَرَهُم أمرٌ: أصابهم به الدهر. ومضت دهور دهارير: طوال. ورأيته يُدهور اللُّقم: يعظمها ويتلقمها. ووقع في الدّهاريس وهي الدّواهي.

  ومن المجاز: ما ذاك بدَهْرِي، جعلوا دَهَرَه الفعل لكونه فيه.

  دهس - مشينا في دَهاس وهو رمل لا تغيب فيه القوائم. وعنز دهساء: بينة الدُّهسة وهي لون الرمل يعلوه أدنى سواد.

  دهش - دَهِش، ودُهِش، فهو دَهِش، ومدهوش، وأصابه دَهَشٌ ودهشة، وأدهشه الحياء.

  دهق - أدهق الكأس، وكأس دِهاق. وغمز ساقه بالدّهَقِ. وتقول: عنقه في وَهَق ورجله في دهَق.

  دهم - جاء في عَددٍ دُهْمٍ كغمامٍ دُهْمٍ. ودهَمتهم الخيل ودهِمتهم: غشيتهم. «وأشأمُ من الدُّهَيْمِ».

  ومن المجاز: ادْهامَّتِ الروضة. وأصابتهم الدُّهَيماء وهي الداهية لظلمتها. ونصبوا الدَّهماء وهي القِدر. وأصفقتْ