أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رغف

صفحة 239 - الجزء 1

  يتوب ضربت الملائكة وجهه عن حَوضي». ولي عنه مَرْغَب. وخطب فلان فأصاب المَرْغَب؛ قال العجّاج:

  إنّ لَنا فَحلاً هِجاناً مُصْعَبا ... نجلَ مُفَدّاةَ التي تخَطَّبَا

  زَيْدُ مَنَاةٍ فأصَابَ المَرْغَبَا ... فأكثرَا إذْ وَلَدَا وَأطْيَبَا

  مُفَدّاةُ أمُّ سَعد بن زيدِ مناة. وما لي فيه رَغْبة ورُغْبَى ورَغْبَاء. واللهمّ إليك الرَّغباء ومنك النَّعماء. وقد فترَتْ رَغَباتهم. وإلى الله أرغب، وإليه أرفع رغبتي أن يعصمني. ورغّبتُه في صحبته. وتراغبوا في الخير. وإنّه لوهوب للرّغائب وهي نفائسُ الأموال التي يُرغب فيها، الواحدة رغيبة. وتقول: فلان يُفيد الغرائب ويُفيء الرّغائب. ورجل رَغيب: واسع الجوف أكول. وقد رَغُبَ رُغْباً. و «الرُّغب شؤم».

  ومن المجاز: واد رغيب: كثير الأخذ للماء، وواد زهيد: قليل الأخذ. وحوض وسقاء رغيب. وفرس رغيب الشَّحْوة: واسع الخطْو كثير الأخذ من الأرض. وتراغب الوادي: اتّسع. ورَغِبَ رأيُه أحسَنَ الرُّغْبِ: إذا كان سخيّاً واسع الرّأي. وأرغب الله قدرك: وسّعه وأبعد خَطوه؛ وأنشد الأصمعيّ:

  ومدّ بضَبْعيك يَوْمَ الرِّهَا ... نِ منجِبَةٌ أرغَبَتْ قَدْرَكَا

  رغث - رَغَثَ الجديُ أمَّه: رضعها وهي رغوث كحَلوب ورَكوب. وفي مثل: «آكَلُ من بِرْذَوْنَةٍ رَغُوث»؛ وقال طرفة:

  فليتَ لنا مكانَ المَلْكِ عمرٍو ... رَغوثاً حوْلَ قُبّتِنا تَخُورُ

  وتقول: ليت لنا مكانك رَغوثاً بل ليت لنا مكانك بُرْغوثاً.

  ومن المجاز: رجل مَرغوث: كَثُر عليه السّؤّال حتى نَفِدَ ما عنده. وفلان أمواله مرغوثه فما لأحد عنده مغوثه.

  رغد - عيش رَغْدٌ ورَغَد ورَغِد وراغدٌ ورغيد: طيّب واسع، وهو في رَغَد من العيش، وقد رغِد عيشه رَغَداً، ورَغَد رغْداً. وقوم رَغَدٌ ونساء رَغَد: ذوو رغَدٍ، وقد أرغد القوم: صاروا في رغد، وأرغد الله عيشهم. وانزل حيث تسترغد العيش. وتقول: الأمن في العيشة الرَّغيده أطيب من البَرْنيّ بالرَّغيده؛ وهي الزُّبدة؛ قال ابن عنقاء الفزاريّ يصف قَحْطاً:

  إذا لم يكُنْ للقَوْمِ إلّا رَغيدَةٌ ... يُخَصّ بها المَفطومُ دونَ الأكابرِ

  وبنو فلان في العيش الرّاغد في الرُّطَب والرَّغائد.

  رغف - تقول: همّته في رَغيف وغَريف وهو ما يُغرَف من البُرْمة. وقَدّم إليهم رُغفاناً ورُغُفاً وتَرَاغيفَ؛ قال:

  ما لكَ مَهزُولاً وأنتَ بالرِّيفْ ... وأنتَ في خُبْزٍ وفي تَرَاغيفْ

  ومن المجاز: وجه مرغَّف: غليظ.

  رغم - ألقاه في الرَّغام: في التراب.

  ومن المجاز: ألصقه بالرَّغام إذا أذَلّه وأهانَه، ومنه رَغَمَ أنفُه ورَغِم، ولأنفه الرُّغم والرَّغم والمَرْغَم، وهذا مَرغمة للأنف. وتقول: فلان غَرِم ألْفا ورَغِم أنفا. وفعلت ذلك على رَغْم أنفه وعلى الرَّغم منه؛ قال زهير:

  فرَدّ علَينا العَيرَ مِن دونِ إلْفِهِ ... على رَغْمِهِ يَدْمَى نَسَاه وفائِلُهْ

  على رغم العَير وإلفُه الأتان. ولأطأنّ منك مَراغِمك: أنفك وما حوله؛ قال:

  قضَوْا أجَلَ الدّنيا وأُعطيتُ بَعدَهم ... مَراغِمَ مِقْرادٍ على الذُّلّ راتِبِ

  من أقرد إذا سكتَ ذُلًّا؛ وقال الشمّاخ:

  وإنْ أبَيتَ فإنّي واضعٌ قَدَمي ... عَلى مَرَاغِمِ نَفَّاخِ اللّغاديدِ

  وأرغمه الله تعالى، وفي حديث عائشة رضي الله تعالى عنها في المرأة تتوضّأ وعليها الخِضاب «أُسلتيه وأرغميه». أي أهينيه وارمي به عنكِ. ويقولون: ما أرغَمُ من ذلك شيئاً أي ما أكرهه وما أنقِمه. وما أرْغَمُ منه إلّا الكَرَم. وما