أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رفأ

صفحة 240 - الجزء 1

  تَرغَم من فلان: ما تَنقِم منه؛ قال أبو ذؤيب يصف ربرباً:

  وكُنّ بالرّوْضِ لا يَرْغَمْنَ واحدَةً ... من عَيشهنّ ولا يدرِينَ كيفَ غَدُ

  ولي عند فلان مَرْغم: طِلْبة. وترغّمتُ فلاناً: فعلتُ ما كرهه. وراغم أباه: فارقه على رَغْم منه وكراهة وذهب في الأرض مُهاجراً، ومنه قيل للمَهْرب والمَذْهب: المُرَاغَم أي موضع المراغمة والمُتَرَغَّم والمَرْغَم. وما لي عنك مُرَاغَم {يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَماً كَثِيراً}؛ قال:

  وأندَى أكُفّاً والأكُفُّ جَوَامِدٌ ... إذا لم يَجِدْ باغي النّدَى مُتَرَغَّمَا

  وقال:

  إذا الأرضُ لم تَجْهَلْ عليّ فُرُوجُها ... وإذْ ليَ عن دارِ المَذَلّةِ مَرْغَمُ

  وفلان لا يُرَاغِم شيئاً إذا لم يُعوِزه شيء.

  رغو - رغا البعيرُ رُغاءً ورَغوة واحدة وأرغيتُه أنا. وأرغى الضّيفُ ونبَح إذا ضربَ ناقتَه لترغُوَ فيسمعَ الحيّ رُغاءها فَيُضيفوه. وأتيتُه فما أثغى ولا أرغى: ما أعطى شاةً ولا بعيراً، وتراغَتِ الرّكابُ. وارْتَغَيْتُ الرَّغوَة بالمِرْغاة وهي ما تُتاع به؛ قال:

  فأعطَيتُها عُوداً وتُعتُ بتَمرةٍ ... وخيرُ المراغي قد علمتَ قِصارُها

  وأرغى اللّبنُ ورغّى: ظهرت رُغوته ورَغوته ورِغوته.

  ومن المجاز: رغا الرّعد وسمعتُ رُغاء الرّعد. وأتاك خير له رُغاء إذا كان كثيراً. وفلان يُرْغِينا الحديثَ: يُقِلّ منه كالرّغوة؛ وأنشد ابن الأعرابيّ:

  مِنَ البِيضِ تُرْغِينا سِقَاطَ حَديثِها ... وتَنْكُدُنا لَهْوَ الحَديثِ المُمَنَّعِ

  أي تستخرج منّا الحديث الذي نمنَعُه إلّا منها. وكانت عليهم كراغية البَكر أي اشتدّتْ عليهم كَرُغاء سَقْب ناقةِ صالح؛ قال الأخطل:

  لعمري لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ ... على جانِبِ الثَّرْثارِ رَاغيَةَ البَكْرِ

  أي الشّؤمَ والشّدّةَ.

  رفأ - هذا مرفأ السّفن وقد أرفؤوها إلى الشّطّ.

  رفت - رفَتَ الشيءَ: فتّه بيده كما يُرفَت المَدَر والعظم البالي حتى يترَفّت. وعظمٌ رُفات. وفي ملاعبهنّ رُفات المسك وفُتاتُه. وضربه فرفَتَ عنُقَه. ويقال فيمن يتحمّل ما يتعذّر عليه التفصّي منه: «الضّبُع ترفُت (وترفِت) العظام ولا تعرف قدرَ استها»: تأكل العظام ثمّ يعسُر عليها خُروجُها. وارفَتّ الحبلُ: انقطع.

  ومن المجاز: هو الذي أعاد المكارم فأحيا رُفاتها وأنشر أمواتها.

  رفث - رفَث ورفِث في كلامه وأرفَثَ وتَرَفّثَ: أفحش وأفصح بما يجب أن يكنى عنه من ذِكر النكاح. وقد ترافَثَ الرّجلان، ورافَثَ صاحبَه مُرافثة. وتقول: ما هذه منافثه إنّما هي مرافثه. وإيّاك والرَّفَثَ، وما لك تَرْفُث؛ قال العجّاج:

  ورُبّ أسرابِ حَجِيجٍ كُظَّمِ ... عَنِ اللَّغَا ورَفَثِ التّكَلُّمِ

  ورفَث إلى امرأته: أفضى إليها {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ}. وقيل الرّفَثُ بالفرج: الجماع، وباللّسان: المواعدة للجماع، وبالعين: الغَمْزُ للجماع.

  رفد - رفَدَه وأرفده: أعانه بعطاء أو قول أو غير ذلك. وفلان نِعمَ الرّافد إذا حَلّ به الوافد. ورافده وترافدوا. وهو كثير الأرفاد والمرافد. وعظيم الرَّفد والرِّفد والمِرْفد؛ قال:

  رَفدتُ ذوي الأحسابِ منهم مَرَافدي ... وذا الذَّحلِ حتى عادَ حُرّاً سَنيدُها

  دَعِيُّها. واسترفدته فأرفدني، وارتفدت منه: أصبت من رِفْده، وارتفدت مالاً: اكتسبته؛ قال الطرمّاح:

  عَجَباً ما عجِبْتُ للجامعِ الما ... ل يُبَاهي بهِ ويَرْتَفِدُهْ

  ويُضيعُ الذي قد أوْجَبَهُ اللّ ... هُ عَلَيهِ فليسَ يَعْتَهِدُهْ