أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رقل

صفحة 247 - الجزء 1

  وإنّك لا تدري علامَ يتراقُ هَرَمُك أي على أيّ شيء يتناهى رأيك ويبلغ آخره. وما ذا تختار من استرقاق اللّيل. وترقرق السّراب؛ قال ذو الرّمّة:

  يدوِّمُ رَقراقُ السّرَابِ برَأسِهِ ... كما دوّمتْ في الخيطِ فَلكةُ مِغزَلِ

  وكأنّه رقراق السّراب. ورقرقَ الشّرابَ: مزجه. ورقرقَ الطِّيبَ في الثوب؛ قال الأعشى:

  وتبردُ بَرْدَ رِداء العَرُو ... سِ باللّيل رَقرَقتَ فيهِ العَبِيرَا

  ورقرقَ الثّريدَ بالدّسم. وماء السّيف يترقرق في صفحتيه، وماؤه في متنه رقراق.

  رقل - ناقة مِرقال، ونوق مراقيل، وأرقلتْ في سيرها: أسرعتْ.

  ومن المجاز: أرقل القوم إلى الحرب؛ قال النّابغة:

  إذا استُنزِلوا للطّعنِ عَنهنّ أرْقَلُوا ... إلى المَوْتِ إرْقالَ الجِمالِ المَصَاعب

  وفلان يُرقل في الأمور، وهو مِرقال في النّوازِل، وقيل لهاشم بن عُتْبة: المرقال لإرقاله في الحروب. وأرقلتْ إليهم الرّماح؛ قال الهذلي:

  أما إنّهُ لوْ كانَ غيركَ أرْقَلَتْ ... إلَيهِ القَنَا بالرّاعِفاتِ اللهاذِم

  وقال الرّاعي:

  بسُمرٍ إذا هُزّتْ إلى الطّعنِ أرْقَلَتْ ... أنابيبها بينَ الكُعوبِ الحوادِرِ

  وتقول: ما هم رِجال إنّما هم رِقال؛ جمع رَقْلة وهي النّخلة الطويلة.

  رقم - فلان يلبس الرَّقْم وهو الوشي. وفي الحديث: «وما أنا والدّنيا والرَّقم». ورقَم الثوبَ وغيره: وشاه. ورقَم الكتابَ: بيّنَ حروفَه، ونقّطه ورقّمه، و {كِتابٌ مَرْقُومٌ} ومُرقَّم. والتاجر يرقُم الثِّياب ويرقِّمها: يُعلمها، وثياب مرقومة ومرقَّمة. وللحمار رَقْمتان في يديه: نقطتان سوداوان كالدّرهمين. وكأن عيونهم عيون الأراقم وهي الحيات الرُّقش، وكأنّه أرقم يتلمّظ. وتقول: فلان يَهدي إلى اللَّقَم بالرّقيم والأرقم أي بالكتاب والقلم.

  ومن المجاز: «هو يرقُم في الماء» ويرقُم حيث لا يثبت الرَّقْم، مثل في الذي يعمل ما لا يعمله أحد لحِذقه ورفقه؛ قال:

  سأرقُم في الماء القَراح إليكُمُ ... على نأيكم إن كان في الماء راقمُ

  وأرض مرقومة: فيها نُبَذ من النّبات. وما وجدت فيها إلّا رَقْمةً من كلأ. ورقَم البعيرَ: كواه؛ قال حسّان:

  نَسَبي أصيلٌ في الكِرامِ ومِذوَدي ... تكوي مراقمُهُ جُنوبَ المُصْطلي

  أي مكاويه، الواحد مِرقَم. ورقَم الخبز بالمِرقَم. وتقول: هو سيّد قرم على غرّته للسؤدد رقم.

  رقن - رقَّنَ الكتابَ: كتبه كتابةً حسنة. والترقين: الترقيش؛ قال رؤبة:

  دارٌ كخَطّ الكاتِبِ المُرَقِّنِ

  وفي نوابغ الكلم: العلم درس وتلقين لا طِرس وترقين. وثوب مُرقَّن: مصبَّغ. ورقّن رأسه بالحنّاء. وترقّنتْ وارتقنتْ واسترقنَتْ: تضمّختْ بالرَّقون والرِّقان وهو الزّعفران.

  رقي - رَقَى في السُّلَّم وارتَقَى وترَقّى، ورَقِيَ السّطحَ والجبلَ وارتقاه وترقّاه، وهذا جبل لا مَرْقَى فيه ولا مُرْتَقَى، وهو صعب الرُّقيّ والرَّقْي؛ قال:

  أنتَ الذي كَلّفتَني رَقْيَ الدَّرَجْ ... على الكَلالِ والمَشيبِ والعَرَجْ

  وهو راقٍ من الرُّقاة، ورقّاء نافع الرُّقَى، ورَقاني بِرُقية كذا، ويقال: باسم الله أرقيك والله يشفيك؛ وقد رُقي وسُقيَ حتى شُفي وعُوفي، وسليم مَرْقيٌ، ولدغته حيّة لا تقبل الرُّقَى، واسترقاه لداء به.

  ومن المجاز: ما زال فلان يترقّى به الأمر حتى بلغ غايته. والجود مَرقاة ومِرقاة إلى الشرف. والمجد صعب المراقي.