أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

أوس

صفحة 24 - الجزء 1

  واستأنَى في الطعام: انتظَرَ إدراكَه. واسْتَأنَيْتُ فلاناً: لم أُعْجِلْهُ. واستأنَى به: رَفَقَ به. ويَستأني بالجِراحة: ينتظرُ مآلَ أمرِها؛ قال ابن مُقْبِل:

  وقوْم بأيْديهِمْ رِمَاحُ رُدَيْنَة ... شَوَارِعُ تَسْتَأني دَماً أوْ تَسَلَّفُ

  تَنتَظِرُه أو تتعجّلُه. وآنَيتُ الأمرَ: أخّرتُه عن وقتِه. يقال: لا تُؤنِ فُرْصَتَك؛ وقال الحُطَيئَةُ:

  وآنَيْتُ العِشاء إلى سُهَيْلٍ ... أوِ الشِّعْرَى فطَالَ بيَ الأنَاءُ

  أوب - تَهْنِئُكَ أوْبَةُ الغائب. وفلانٌ أوّاهٌ أوّابٌ تَوّابٌ أي رَجّاعٌ إلى التوبة. وآبتِ الشمسُ: غابت. وفي الحديث: «شَغَلونا عن الصلاةِ الوُسْطَى حتى آبَتِ الشمسُ ملأ اللهُ قلوبَهم نَاراً». وغابَتِ الشمسُ في مآبِها أي في مغربِها. وآبَ بيده إلى سيفه ليَسْتَلّه، وإلى سَهمِه ليرْميَ به، وإلى قَوْسِه ليَنْزِعَ فيها. وأوّبوا تأويباً: ساروا النهارَ كلّه. ولهم إسْآدٌ وتأويبٌ. وما أعْجَبَ أَوْبَ يَدَيْها أي رَجْعهما في السّير. ويقال للمُسرع في سَيرِه: الأَوْبُ أَوْبُ نَعامَةٍ؛ وقال كَعْب:

  كأنّ أَوْبَ ذِرَاعَيْها إذا عَرِقَتْ ... وقد تَلَفّعَ بالقُورِ العَسَاقِيلُ

  أَوْبُ يدَيْ فاقِدٍ شَمطاءَ مُعوِلَةٍ ... ناحَتْ وجاوَبَها نُكْدٌ مَثاكِيلُ

  وهذا كَلامٌ ليسَ له آيِبَةٌ ولا رائحةٌ أي مرْجُوعٌ وفائدةٌ. وأُبْتُ بني فلان، وتأوّبْتُهم: جئتُهم ليلاً. قال امرؤ القيس:

  تَأوّبَني الدّاءُ القَديمُ فَغَلّسَا ... أُحاذِرُ أنْ يَرْتَدّ دائي فأُنْكَسَا

  وآبَكَ ما رَابَكَ دُعاء سُوء. وتقول لمنْ أمرْتَه بخُطّةٍ فعَصَاك ثمّ وقع فيما يَكْرَه آبَكَ أي آبَكَ ما تكرَه. قال رجل من بني عُقَيل:

  أخَبّرْتني يا قلبُ أنّكَ ذو غَرًى ... بلَيْلى فَذُقْ ما كنتَ قَبلُ تَقُولُ

  فآبَكَ هَلّا واللّيالي بِغِرّةٍ ... تُلِمّ وفي الأيّامِ عَنْكَ غُفُولُ

  وجاؤوا من كلّ أوْبٍ أي من كلّ وجْهٍ ومَرْجع. ورَمَينا أَوْباً أو أَوْبَين وهو الرِّشْقُ، وهما شاطئا الوادي وأَوباه. وكنتُ على صَوْبِ فلانٍ وأَوْبِه أي على طريقته ووجهِه. وما يُدْرَى في أيّ أَوْبٍ هو. وما زالَ هذا أَوْبَه أي طريقتَه وعادتَه.

  أود - آدَهُ الحِمْلُ أي أثقَلَه. وآدَتِ الخيلُ الأرضَ بكثرتها. وآدَ العُودَ: اعتَمَدَ عليه فثَنَاه، وانآدَ: انْغَطَفَ. وتقول: رجعتُ منه بالداهية النّآد وبالصُّلب المُنْآد. وأَوِدَ الشيءُ وتأوّد وفيه أَوَدٌ أي عِوَجٌ.

  ومن المجاز: آدَني هذا الأمرُ: بلَغَ مني المجهُودَ والمشَقّة. وآد الفَيْءُ انثنى ورجَع، وآدَ العَشِيُ؛ قال المُرَقِّشُ:

  والعَدْوَ بَينَ المَجْلِسَينِ إذا ... آدَ العَشِيُّ وتَنادَى العَمّ⁣(⁣١)

  أور - لَفَحني أُوارُ النارِ، وأُوَارُ الشمس، ومررتُ بتَنّورٍ فَلَفَحني بأُوَارِه.

  ومن المجاز: كادَ يُغْشَى عليه من الأُوَارِ وهو العَطَش، كما قيل له الحَرّةُ؛ قال:

  ظَلِلنْا نَخْبِطُ الظَّلْماء ظُهْراً ... لَدَيْهِ والمَطيُّ بهِ أُوَارُ

  جَوّعَهم حتى أظلَمَتْ أبصارُهم، فكأنّهم ظُهراً في لَيلٍ مُظْلِم. ورَجُلٌ أُوَارِيّ: شديدُ العطش.

  أوس - آسَهُ أوْساً وإياساً، كقولك عاضَهُ عَوْضاً وعِياضاً. تقول: بِئسَ الإيَاس بِلالٌ من إياس؛ أراد بِلالَ بنَ أبي بُرْدَةَ وإياسَ بنَ مُعاوية بنِ قُرّةَ. واسْتآسَني فأُسْتُه. قال الجَعْديّ:

  ثَلاثَةُ أهْلِينَ أفْنَيْتُهُمْ ... وكانَ الإلَهُ هوَ المُسْتَآسَا

  أوق - ألقى عليه أَوْقَه وركب فوْقَه أي ثِقْلَه.


(١) العم: جماعة الناس. وتنادوا: تجالسوا في النادي.