أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رهم

صفحة 262 - الجزء 1

  ومُرَهَّق النّيرانِ يُحمَدُ في ال ... لأواء غَير مُلَعَّنِ القِدْرِ

  وقال ابن هرمة:

  خيرُ الرّجالِ المُرَهَّقُونَ كَما ... خيرُ تلاعِ البلادِ أكْلَؤها

  ومن المجاز: رهِقَه الدَّين، ورهِقتْه الصّلاة، وأرهَقوا الصّلاة: أخَّروها إلى آخر وقتها حتى تكاد تفوت. وقد أتينا البلد في العُصَيرِ المُرْهَقة. وقد أرهقكم اللّيل فأسرعوا. وصلّى الظُّهر مُراهِقاً: مدانياً للفوات. وكان سعد إذا دخلَ مكّة مراهقاً خرج إلى عرفة قبل أن يطوف.

  رهل - فيه رَهَلٌ: رَخاوة في انتفاخ. وأصبح فلان مهبَّجاً مُرَهَّلاً: قد انتفخت محاجره من كثرة النّوم وقد رهّله النّوْمُ.

  رهم - أرهمتِ السّماءُ: جاءت بالرِّهام والرِّهَم، ووقعتْ رِهْمة: مطرة ليّنة صغيرة القطر. وروضة مرهومة؛ قال ذو الرّمّة:

  أوْ نَفحَةٌ من أعالي حَنْوَةٍ مَعَجَتْ ... فيها الصَّبا مَوهِناً والرّوْضُ مَرْهُومُ

  وقد رُهِمَتِ الأرضُ. وتقول: مراهم الغوادي مراهم البوادي. ونزلنا بفلان فكنّا في أرهم جانبيه: في أخصبهما.

  رهن - قبض الرَّهْن والرُّهون والرِّهان والرُّهُن، واسترهنني فرهَنتُه ضيعتي، ورهنتها عنده، ورهنتها إيّاه فارتهنها مني، وراهَنتُه على كذا رِهاناً ومراهنة، وتراهَنَا عليه إذا تواضعا الرُّهون، وسبق يوم الرِّهان.

  ومن المجاز: جاءا فرَسَيْ رِهان: متساويين. وإنّي لك رَهْنٌ بكذا ورهينَةٌ به أي أنا ضامنٌ له؛ وأنشد أبو زيد:

  إنّي ودلْويَّ لها وصاحبي ... وحوْضَها الأفيَحَ ذا النَّضَائِبِ

  رَهْنٌ لها بالرِّيّ غيرِ الكاذِب

  وقال:

  إنّ كَفّي لكِ رَهْنٌ بالرّضَا

  ورِجله رهينة أي مقيَّدة؛ قال السّمهريّ بن أسد العُكليّ:

  لقد طرَقَتْ لَيلى ورِجْلي رَهينَة ... فَما رَاعني في السّجنِ إلّا سَلامها

  وفلان رَهْنٌ بكذا ورهين ورَهينة، ومرتَهَن به: مأخوذٌ به {كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ} {كُلُّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}. والإنسان رَهْنُ عمله. والخلق رهائن الموت؛ قال:

  أبَعْدَ الذي بالنَّعفِ نَعْفِ كُوَيْكِبٍ ... رَهينَة رَمسٍ ذي تُرَابٍ وجَندَلِ

  ورهَنَ يدَه المنيَّةَ إذا استماتَ؛ قال الأخطل:

  ولقد رَهنتُ يَدي المَنيّةَ مُعلِماً ... وحَمَلتُ حينَ تَوَاكَلَ الحُمّالُ

  ونعمة الله راهنة: دائمة. وهذا الشيء راهن لك: معدّ. وطعام راهن، وكأس راهنة: دائمة لا تنقطع، وأرهن لضيفِه الطعامَ والشراب: أدامهما. ورهن بالمكان: ثبت وأقام. وأرهنَ الميتَ القبرَ ضمّنه إيّاه وألزمَه.

  رهو - {وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً}: ساكناً كما هو، وعيشٌ راهٍ: ساكن. وقيل جَوْبَة بين ماءين قائمين. والرَّهْوُ ما اطمأنّ من الأرض وارتفع ما حوله. ومرّ بأعرابيّ فالج فقال: سبحان الله رَهْوٌ بين سَنامين، والرَّهوةُ مثله. ويقال: طلعَ رَهْواً ورَهْوة وهو نحو التلّ؛ قال ذو الرّمّة:

  يُجَلّي كمَا جَلّى على رَأسِ رَهْوَةٍ ... منَ الطّيرِ أقنى يَنفضُ الطَّلَّ أزْرَقُ

  وجاءت الخيل رَهْواً: متتابعة. وأتاه بالشيء رَهْواً سهواً أي عفواً سهلاً لا احتباس فيه؛ قال:

  يَمشينَ رَهْواً فلا الأعْجازُ خاذِلَةٌ ... وَلا الصُّدورُ على الأعجازِ تَتّكِلُ

  ريب - {لا رَيْبَ فِيهِ}. ورابني منك كذا وأرابني. وفلان مُريب. وهذا أمرٌ مُريب، وهو ذو رِيبةٍ ورِيَب. وارتبتُ به واستربت وتريّبت؛ قال العجّاج يصف ثوراً:

  وَاستَمَعَ الأصْوَاتَ أوْ تَرَيَّبَا

  وأصابه رَيْبُ المنون. ولا تَرِبْه بشيءٍ: لا تفعل به ما يَشُكّ له في الأمن والسّلامة.