أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ريث

صفحة 263 - الجزء 1

  ريث - راثَ عليَّ خبرك، وفي مثل: «ربَّ عجلة تعقب رَيْثاً». واسْتَرَثْتُهُ: استبطأته؛ قال:

  فشَمَّرَ أرْوَعَ لا عاجِزاً ... جَباناً ولا مُستراثاً خَذُولا

  وما فلان بمستراث النُّصرة. وتقول: قد استغثته فما استرثته. وهو رائث وريِّثٌ، وما ريَّثَك وما بطأ بك. ورجل مُريَّث العينين: بطيء النّظر. وما قعدتُ لفلان إلّا ريثما قال كذا. وما يستمع لموعظتي إلّا رَيْثَ أتكلّم؛ قال الرّاعي:

  فقلتُ ما أنا مِمّن لا يُوَاصِلُني ... وما ثَوَائيَ إلّا رَيْثَ أرْتحِلُ

  ريد - جبل ذو حُيود وذو رُيود وهي حروف ناتئة في أعراضه. وبدا رَيْدٌ من الجبل. وريح رَيْدة ورادَةٌ ورَيْدانَةٌ: ليّنة.

  ريش - سهمٌ مَريش ومُريَّش. وقد راشه يَريشه، وريَّشت السّهمَ ثلاثَ رِيشات.

  ومن المجاز: رِشْتُ فلاناً: قوّيتُ جناحه بالإحسان إليه فارتاش وتريّش؛ قال:

  فرِشْني بخَيرٍ طالَ ما قد بَرَيْتَني ... فخَيرُ الموَالي مَن يَرِيشُ وَلا يَبري

  وقال:

  إذا كُنتَ مُختارَ الرّجَالِ لنَفْعِهِمْ ... فرِشْ وَاصْطَنعْ عندَ الذينَ بهم تَرْمي

  وقال النّابغة:

  كم قد أحَلّ بدارِ الفقرِ بعد غِنًى ... قَوْماً وكم رَاشَ قوْماً بعدَ إقتَارِ

  يَرِيشُ قَوْماً ويَبرِي آخرِينَ بهِمْ ... لِلّهِ مِن رَائِشٍ عمرو وَمِنْ بارِ

  وقال القطاميّ:

  وراشَتِ الرّيحُ بالبُهمَى أشاعرَهُ ... فآضَ كالمَسَدِ المَفتولِ إحْنَاقَا

  أي غرزتْ فيها السّفا؛ وقال ذو الرّمّة:

  ألا هَلْ ترَى أظعانَ مَيّ كأنّها ... ذُرَى أثأبٍ رَاشَ الغُصُونَ شَكيرُها

  وقال أيضاً:

  أفانين مَكتُوب لها دُونَ حَقّها ... إذا حملُها رَاشَ الحجاجينِ بالثُّكْلِ

  أي مكتوب لها الثُّكل دون تمام الحمل، وجعل الله اللّباس ريشاً: زينة وجمالاً {قَدْ أَنْزَلْنا عَلَيْكُمْ لِباساً يُوارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً} مستعار من الرّيش الذي هو كُسْوَةٌ وزينَةٌ للطائر؛ قال جرير:

  فَرِيشي منكُمُ وهوَايَ مَعكُم ... وإن كانَتْ زِيارَتُكُمْ لِمَامَا

  «ولعنَ اللهُ الرّاشِيَ والمرتَشِيَ والرّائشَ». وهو المتوسّط الذي يريشُ هذا من مال هذا. وفلان له رِياش: لباس وحُسن حالٍ وشارة. واشترى عليّ كرّم الله تعالى وجهه قميصاً بثلاثة دراهم فقال: الحمد لله الذي هذا من رياشه. وأجاز النّعمان النابغة بمائة من عصافيره بريشها: برحالها. وقيل كانت الملوك يجعلون في أسنمتها ريشاً ليُعلم أنّها حِباء ملكٍ. وبُردٌ مُريَّش كقولهم: مُسهَّم؛ قال الأعشى:

  يَرْكُضْنَ كُلَّ عَشِيّةٍ ... عَصْبَ المرَيَّشِ والمَرَاجِلْ

  ويقال للنّاقة: إنّها لمريَّشة اللّحم مرهفة السّنام: يراد خفّة اللّحم وقلّته من الهزال من قولهم: أخفّ من ريشة وهو من المجاز اللّطيف المسلك. وقالوا: راشه السّقم: أضعفه. ورمحٌ راشٌ: خوّار وهو فَعْلٌ أو فاعل كشاكٍ.

  ريط - خرجتْ تسحب رَيْطتها وهي ملاءة ليست بذات لِفْقَين، وقيل كلّ ثوب رقيق ليّن: رَيْطة، وهنّ يسحبن الرَّيْط والرِّياط ورَيْطاتِ الخزّ والقصَب.

  ومن المجاز: خرج مشتملاً برَيْطةِ الظّلْماء. وهو يَجُرّ رياطَ الحمد؛ قال:

  يجرّ رِياطَ الحَمدِ في دارِ قَوْمِهِ

  ريع - طعام كثير الرَّيْع. وأراعت الحِنْطة وراعت: زكت، وأراعها الله تعالى. وأراع النّاسُ هذا العامَ: زكتْ زروعهم. ونزلوا بِرَيع وبِرِيع رفيع وريعةٍ رفيعةٍ وهي المرتفعُ من الأرض. وتقول: يبنون بكلّ ريعه ومُلْكهم {كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ}.