أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زنر

صفحة 277 - الجزء 1

  صدرُه. وسألتُه مسألة فتزنّد إذا ضاق بالجواب وغضب؛ قال عديّ:

  إذا أنتَ فاكَهتَ الرّجالَ فلا تَلَعْ ... وقلْ مثلَ ما قالُوا ولا تَتَزَنّدِ

  الوَلْعُ: الكَذِب وقد وَلَعَ يَلَعُ. وللفرس مَنْخَر لم يُزنَّد: لم يُضيّق حين خُلِق؛ قال طلْق بن عديّ:

  ومنخَر إذْ قُيّضَ لم يُزَنَّد

  وفلان واري الزِّناد «وكابي الزِّناد». و «ورِيتْ بك زِنادي» وأنا مُقتدِح بزَنْدك وكلّ خير عندي من عِنْدك. وما رأيتُ من يديها إلّا كَفّيْها وزَنْديها وهما عَظْما السّاعد شُبّها بزَنْدَي القَدْح.

  زنر - شدّ الزُّنّار أو الزُّنّارة على وسطه. وتزنّر النّصرانيُّ. وتقول: رمى الله تعالى بالزنانير أصحابَ الزّنانير؛ أي بالحصى.

  ومن المجاز: تزنّر الشيءُ: دقّ حتى صار كالزُّنّار. وزنّر إليّ بعينه وزنّرَتْ عينُه إذا دَقّقَ النّظر.

  زنق - زنَق الفرسَ الجموحَ إذا جعل حلْقة في جِلْدَةٍ تحت الحَنَك الأسفل، فيها حبل يُشدّ في رأسه وهو الزِّنَاق، وجاء يقوده بالزِّناق. وزنقه: شكله في القوائم الأربع بزناقه: بشِكاله.

  ومن المجاز: لأقودَنّك بالزِّناق إلى موقف الوِفاق. ورأيٌ زَنيق: مُحكم. وتقول: هذا تدبير أنيق ورأي زنيق.

  زنم - له عَنْزٌ مزنَّمَة وذاتُ زنَمَتَين.

  ومن المجاز: وضع الوَتر بين الزَّنَمَتَين وهما شرْخا الفُوق. وفي فلان زَنَمة خير وزَنَمَة شرّ: علامة. وفلان زَنيم ومزَنَّم: دَعِيّ معلَّق بمن ليس منه؛ قال:

  زَنيمٌ تَداعاهُ الرّجالُ زِيادَةً ... كما زِيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكارعُ

  وهم يقتَفُون المُزَنَّم وهو ما صَغُر من النَّعَم لأن التزنيم يكون في حال الصِّغَر.

  زنن - فلان يُزَنّ بكذا: يُتّهَم به، وزنَنتُه به وأزنَنتُه. وقلتُ مرّة لبعض أشياخي: إن فلاناً يُبَخَّلُ وكان أبوه مُبَخَّلاً، فقال: حَامَى على أمّه أن تُزَنّ بغير أبيه، وهو من الكلام المتَبَاري في الحسن لفظُه ومعناه. وتقول: أبو زَنّه شرّ منه أخو زَنّه؛ وهو الذي زُنّ زَنّة أي اتُّهم اتّهامة.

  زني - هو زانٍ بَيّن الزِّنا والزِّناء بالمدّ والقصر؛ قال الفرزدق:

  أبا خالِدٍ مَنْ يَزْنِ يُعْلَمْ زِنَاؤهُ ... ومَن يَشرَبِ الخُرْطوم يُصبحْ مُسكَّرَا

  قال الفرّاء: المقصور من زَنَى والممدود من زانى. يقال: زاناها مُزاناةً وزِناء. وخرجت فلانة تُزَاني وتُباغي، وقد زَنَى بها، وجمع بين الزُّناةِ والزّواني. وزَنّاه تزنِيَة: نسبه إلى الزِّنا. وهو ولدُ زَنْية وزِنْية، وإنّه لِزنية، بالفتح والكسر. وتقول: ما كلّ نازٍ بزانٍ.

  زوج - هو زوجها وهي زوْجه وزوجته، وهما زوجان، وله عدّة أزواج وزوْجات. وله زوجان من حمام وزوجا حَمام. واشتريتُ زوجَي نعال. وخلق اللهُ النّبات أزواجاً: أصنافاً وألواناً {وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِ زَوْجٍ}: من كلّ لون. وهذا زوجُه أي قرينُه؛ أنشد ابن الأعرابيّ:

  لنا نَعَمٌ لا يَعْتَرِي الذّمُّ أهلَها ... سواءٌ علَينا ذاتُ زَوْجٍ وطالِقُ

  أي ذات ولَد ومنفردة {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ}: وقرناءهم، وزوّجتُ إبلي: قرنتُ بعضها ببعض. {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ}. وتزوّجْتُ فلانة وبفلانة، وزوّجنيها فلان وزوّجني بها. {وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ}. وتزوّج في بني فلان، وتزوّجتُ فيهم، وبينهما حقّ الزَّواج والزَّوجيّة. والهديل يزاوج العِكْرِمة.

  ومن المجاز: تزاوجَ الكلامان وازدوجا. وقال هذا على سبيل المزاوجة والازدواج. وأزوجَ بينهما وزاوج.

  زود - هم مِلاء المزاود، وما في مِزودي كفُّ سويق. وتزوّد منّا فلان.

  ومن المجاز: التقوى خيرُ زاد، وتزوّدوا من الدنيا للآخرة. وهو زاد الرَّكب وهم أزواد الركب. وزوّدته كتاباً إلى فلان، وتزوّد من الأمير كتاباً إلى عامله. وتزوّد مني طعنة بين أذنيه وسِمَةً فاضحة بين عينيه. وتقول: هيهات إن زُبَيْده لا تُشَبَّه بزُوَيْده؛ وهي امرأة من المهالبة.