أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زوق

صفحة 278 - الجزء 1

  زور - زرته زوْراً وزيارة، وأزرته غيري، واعفوني عن الزِّيارات. وفلان مَزُور غير زوّار. وأقبلَتِ المُزْدارَةُ، وهم زوّار قبر النبيّ ÷. واستزرته فزارني وازدارني، وهم يتزاورون، وبينهم تزاوُر. وهو زَوْرُ صدقٍ، وزَوْرٌ كريمٌ، وهي وهم وهنّ زَوْر؛ قال:

  ومشْيهُنّ بالكَثيبِ مَوْرُ ... كما تهادَى الفَتَياتُ الزَّوْرُ

  وزوّروا صاحبهم تزويراً إذا أكرموه واعتدّوا بزيارته. وتقول: استضأتُ بهم فنوّروني وزرتهم فزوّروني؛ وقال الكميت:

  وجَيشٍ نَصِيرٍ جاءنا عن جَنابَةٍ ... فكان علَينا وَاجِباً أنْ يُزَوَّرَا

  وهو زِيرُ نساء، وفتيَةٌ أزْوارٌ. وفي صدره زَوَرٌ: اعوجاج. ورجل أزْوَرُ. وازورّ عنه وتزاور وازْوَارَّ {تَتَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ}. وهو شاهد زُور. وما له زُور ولا صَيّور: قوّة رأي، وما في هذا الحَبْل زَوْر. وفرس عظيم الزَّوْر وهو أعلى الصّدر. وزوّر الطائرُ: أكل حتى ارتفع زوْره. وزوّرتَ عليّ: قلتَ الزُّور.

  ومن المجاز: زوّر الحديثَ: ثقّفَه وأزال زَوَرَه أي اعوجاجه. وتزوّرَه: زوّره لنفسه؛ قال:

  أبلِغْ أمِيرَ المؤمنينَ رِسالَةً ... تزَوّرْتُها من مُحكماتِ الرّسائلِ

  وألقى زَوْره: أقام. وكلمة زَوْراء: دنيّة معوجّة. ومنارة زَوْراء: مائلة عن السَّمْت. ورمى بالزَّوْراء: بالقوس. وفَلاةٌ زَوْراء: بعيدة. وهو أزور عن مقام الذّلّ. وتقول: قوم عن مواقف الحقّ زُور، فعلهم رياء وقولهم زُور؛ وما لكم تعبدون الزُّورَ وهو كلّ ما عُبد من دون الله. وأنا أُزيركم ثنائي، وأزرتكم قصائدي.

  زوق - أنت «أثقلُ عليّ من الزّاووق» وهو الزئبق. يقال: درهم مُزَأبَقٌ ومزوَّق بمعنى، ومنه: زَوَّقوا المساجد: زيَّنوها بالنّقوش لأن النّاقش يجعله في أصباغه. ويقال للمرأة: تزيّني وتزيّقي، وهو تَفَيْعَلَ نحو تَدَيَّن، ويجوز أن يكون تَفَعّلَ من زيَّق البناء لأن المتحسِّنة تسوّي أمرها وتثقّفه بالزِّينة.

  ومن المجاز: كلام مزوَّق، وقد زوّقته تزويقاً. وعن يونس: قال لي رؤبة: حتى متى تسألني عن هذه الأباطيل وأزوّقها لك، أما ترى الشّيب قد بلّع في رأسك؟ وتقول: هذا شعر مزوَّق لو أنّه مروَّق؛ إذا كان محبَّراً غير منقَّح.

  زول - الدنيا وشيكة الزَّوال، والدنيا ظلّ زائل. وأزلته عن مكانه. وزاول الشيء حتى رفعه عن مكانه: عالجه. وزاوله ساعة حتى صرعه.

  ومن المجاز: زالت له زائلة: شَخَصَ له شَخْص. وفي حديث سَلَمَة بن الأكوع: «قد خالطه سهماي ولو كان زائلة لتحرّك». وفلان رامي الزوائل إذا كان طَبّاً بإصباء النّساء؛ وقال:

  وكنتُ امرَأً أرْمي الزّوَائِلَ مَرّةً ... فأصبَحتُ قد وَدّعتُ رَميَ الزَّوائلِ

  كان يصيدهن بشبابه فتقعّده الكِبرُ. وأرى النّجومَ تزول ولا تغيب أي تلمع وتتحرّك. وليل زائل النجوم: طويل؛ قال:

  وَلي منكَ أيّامٌ إذا شحَطَ النَّوَى ... طِوَالٌ ولَيلاتٌ تَزُولُ نجُومُها

  وزالتِ الخيل بركبانها. وزِيل بنَعشه: رُفع نعشُه، عبارة عن موته. وفتى زَوْلٌ: خفيف ظريف، وفتاة زَوْلة، وفتية أزوال، وفَتَيات زَوْلات، ومنه سير زَوْل: عجب في سرعته وخفّته. ثمّ قيل: شَتْوة زَوْلة: عجيبة في بَردها وشدّتها. وهذا زَوْلٌ من الأزوال: عجب من العجائب. وزالتِ الشّمسُ زَوَالاً، وقيل الصّواب: زُؤولاً وزِيالاً، وهو أن تَدحَضَ عن كبد السّماء. وزِيل زَوِيلُه وزَوالُه إذا استُفِزّ من الفَرَق، وهو من إسناد الفِعل إلى مصدره. وزال عنه ملكُه. وأزال عنه يده وتصرَّفَه. وهو ممارس للأعمال مُزاول لها، ومللتُ مُزاولة هذا الأمر. وتقول: ما زال هذا الأمر مداوَلاً فيهم مزاوَلاً بأيديهم.

  زون - تقول: أحسن من الزُّون ومن رياض الحُزُون؛ وهو بيت الأصنام.