أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سحت

صفحة 287 - الجزء 1

  ضرَبتْ معارِفَها الرّواسِمُ بَعدَنا ... وسِجالُ كلّ مُجلجِلٍ سجّامِ

  وأرض مسجومة: ممطورة. وناقة سَجوم ومِسجام: درور، وقد سَجَمتْ. وسجم عن الأمر: أبطأ وانقبض. ورجل سَجوم عن المكارم، ومنه بعير أسجم: لا يرغو.

  سجن - {السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ} وقرئ السَّجن، ورجل مسجون، وقوم مسجَّنون، وسجّنوهم، وتوعّدهم السّجّان.

  ومن المجاز: سجَن لسانَه، واسجُنْ لسانك. وفي الحديث: «ليس شيء أحقّ بطول سجن من لسان». وسجَن الهمَ: أضمره؛ قال:

  ولا تسجنَنّ الهَمّ إنّ لسجنِهِ ... عَناءً وحَمّلْهُ المَطيّ النّواجِيَا

  وضربٌ سَجِينٌ: يُثبت المضروب مكانَه ويحبسه.

  سجو - سجا اللّيل والبحر إذا سكن سُجُوّاً، وليل وبحر ساجٍ؛ قال:

  يا حَبّذا القمراءُ واللّيلُ السّاجْ ... وطُرُقٌ مثلُ مُلاء النّسّاجْ

  وريح سَجْواء: ليّنة. وناقة سجواء: تسكن حتى تُحلب، وقد سَجَتِ الرّيح والحَلوبة. وهو على سجيّة حميدة وسجِيّات وسجايا وهي ما سجا عليه طبعه وثبت. وسَجّى الميتَ تسجية: غطّاه بثوب وهو من سجا اللّيلُ.

  ومن المجاز: سَجِ معايبَ أخيك. وامرأة ساجية الطَّرف: فاترته.

  سحب - سحَب ذيلَه فانسحب، وأسحبَه الذيل. ومطرتْهم السّحابة والسّحاب والسّحائب والسُّحُب.

  ومن المجاز: سحَبَتْ فيها الرّياحُ أذيالَها، وانسحبتْ فيها ذلاذلُ الرّيح، واسحبْ ذيلك على ما كان مني، وتقول: ما استبقَى الرجلُ ودَّ صاحبه بمثل سحْبِ الذيل على معايبه. ورجل سَحوب: أكول شروب، وسحَبتُ وتسحّبتُ من الطعام والشراب: تكثرت لأن من شأن المنهوم أن يجترّ المطاعم إلى نفسه ويستأثر بها على أصحابه. وأقمتُ عنده سَحابة نهاري: طوله، قيل ذلك في نهارٍ مُغيم ثمّ ذهب مثلاً في كلّ نهار.

  سحت - سَحَتَ شعرَه في الحلْق أو في الجزّ: استأصله. وسحَتَ الشّحمَ عن اللّحم: قشره. وسَحَتَ وجهَ الأرض: سَحَاه. وسُحِتَ في ختان الصَّبيِّ: بُولغ فيه واستُقصيَ حتى نُهِكَ. وفلان يأكل السُّحْتَ، وأسحَتَ في تجارته: كسب السُّحْتَ.

  ومن المجاز: {فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذابٍ}: فيُجهدكم به. وفلان مسحوت المِعدة: شرِهٌ.

  سحج - سحَج جلدَه عودٌ أو غيرُه: قشره. وحمار مُسحَّجٌ: مُعَضَّض، وعليه المساحج والمكادم: آثار العض.

  ومن المجاز: سحجَتِ الرّياحُ الأرضَ، ورياح سواهج سواحج.

  سحح - سحَ الماءُ، وسحَّه غيرُه، يقال: سحابة سَحوح، وسَحّتِ السّماء مطرها، وسحّ المطرُ والدّمعُ.

  ومن المجاز: استنشدته قصيدة فسحّها عليّ سَحّاً. وفرس مِسَحٌ: عدّاء. وشاة ساحٌ: تسُحّ الودَك لسمنها، وسحّتْ سُحوحاً. وتمر فَذٌّ وسَحٌ: متفرّق. و «يمين الله سحّاء لا يَغيضها شيء اللّيلَ والنّهارَ». وغارة سحّاء: شعواء.

  سحر - كلّ ذي سُحْر وسَحْر أو سَحَر يتنفّس وهو الرّئة.

  ومن المجاز: سَحَرَه وهو مسحور، وإنّه لمسحَّر: سُحِر مرّة بعد أخرى حتى تخبّل عقله {إِنَّما أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ} وأصله من سَحَرَه إذا أصاب سَحْرَه. ولقيته سَحَراً وسُحرةً وبالسَّحَر وفي أعلى السَّحَرَين وهما سَحَرٌ مع الصُّبْح وسَحَرٌ قبله كما يقال: الفجران للكاذب والصّادق، وأسحَرْنا مثل أصبَحْنا، واستَحَرُوا: خرجوا سَحَراً. وتسحّرتُ: أكلتُ السَّحور، وسحرني فلان، وإنّما سمّي السَّحَر استعارة لأنَّه وقت إدبار اللّيل وإقبال النّهار فهو متنفَّس الصُّبح. ويقال: انتفخ سَحْرُه وانتفختْ مساحره إذا ملَّ وجبن. وانقطع منه سَحْري إذا يئستَ. وأنا منه غير صريمِ سَحْر: غير قانط وبلغ سَحَرَ الأرض وأسحارَها: أطرافها وأواخرها استعارة من أسحار اللّيالي. وجاء فلان بالسّحْر في كلامه. وفي الحديث: «إن من البيان لسحراً».