أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سمع

صفحة 308 - الجزء 1

  ملوَّن من تهاويل الوَشْي. وسمّط قصيدته، وقصيدة مسمَّطة: شُبّهت أبياتها المقفّاة بالسُّموط. ولك «حُكْمك مسمَّطاً»: مرسَلاً لا اعتراض عليك؛ وقال الفرزدق للَهْذَم حين عاذ بقبر أبيه: يا لهذم لك حكمك مسمَّطاً، فقال: ناقة كَوْماء سوداء الحدقة. ورأيته متسمِّطاً لحماً يحمله. ورأيتُ سُمَيطاً وسَمِيطاً من الآجرّ وهو القائم بعضه على بعض. ونعلٌ سُمُطٌ وأسماط: لا رقعة عليها؛ وأنشد أبو زيد:

  بِيضُ السّواعِدِ أسماطٌ نعالُهمُ ... بكلّ ساحَةِ قومٍ منهُمُ أثَرُ

  وسراويلُ أسماطٌ: غير محشوّة؛ قال:

  يُلِحْنَ من ذي زَجَلٍ شِرْوَاطِ ... مُحتَجزٍ بخَلَقٍ شِمْطاطِ

  على سَرَاويلَ لَهُ أَسْماط

  ورجل سِمْطٌ: خفيف في جسمه داهية في أمره.

  ومن المجاز: قول الطرمّاح:

  فلمّا غدا استَذرَى له سِمط رملَةٍ ... لحَوْلَينِ أدْنَى عَهدِهِ بالدَّواهِنِ

  أراد الصّائد جعله في لزومه للرّملة كالسِّمط اللازم للعنق.

  سمع - سمِعتُه وسمِعتُ به، واستمعوه وتسامعوا به، واستمع إلى حديثه، وألقى إليه سَمْعَه، وملأ مِسْمَعيه ومسامعه وسامعته، وهو مني بمرأى ومَسمَع. وسَمّع به: نوّه به. وفعل كذا رِياء وسُمْعة وسَمْعة، وإنّما يفعل هذا تَسمِعةً وترئية. وذهب سِمْعه في النّاس: صيته، ويقال: لا وسِمْعِ الله، يعنون لا وذكر الله؛ قال الأعشى:

  سمعتُ بسِمْعِ الباعِ والجودِ والنّدى ... فألْقَيتُ دَلْوي فاستَقَتْ برشائِكا

  و «أسمَعُ من سِمْعٍ» وهو ولد الذّئب من الضّبع. وضربه على أمّ السَّمع وأمّ السَّميع وهي أمّ الدّماغ. واللهمّ سَمْعاً لا بَلْغاً وسِمْعاً لا بِلْغاً، بالفتح والكسر. وهذا حسن في السَّماع وقبيح في السَّماع. وأصابَ فلاناً سَماعُ سوء؛ قال الشمّاخ:

  وأمرٍ تَشتَهيهِ النّفسُ حُلوٍ ... تركتُ مَخافَةً سُوء السّمَاعِ

  وباتوا في لَهوٍ وسَماع، وغنّتْهم مُسمِعَةٌ ومُسمِعاتٌ.

  ومن المجاز: «سمِع الله لمن حمِده»: أجاب وقبل. والأمير يسْمَع كلام فلان؛ وقال:

  تَمَنّى رِجالٌ ما أحَبّوا وإنّما ... تَمَنّيتُ أن أشكُو إلَيها فتَسْمَعَا

  وأخذ بمِسْمَع المزادة والدّلو والزّبيل وهو العروة؛ قال:

  ونعْدِلُ ذا الميل إنْ رَامَنَا ... كما يُعدَلُ الغَرْبُ بالمِسمَعِ

  وأسمعتُ الزّبيلَ: جعلتُ له مِسْمَعاً.

  سمق - سَمَقَ النّباتُ والشجرُ سُمُوقاً: طال وعلا. وكذبٌ سُماق، وحَلِفٌ سُماق: شديد قد سمق على كلّ كذب وحلف. وكأنّه الثّور بين السَّميقَين وهما عودان تحت غَبْغَب الثّور الدّائس، لُوقيَ بين طرفيهما وأُسِرا بخيط.

  سمك - سَمَكَ اللهُ السّماء و {رَفَعَ سَمْكَها}. وهو ربّ المَسْموكات السّبع. واطلبْ لي سِماكاً أسمُك به الحائط والسّقف. وسنام سامِك تامِك: مرتفع.

  ومن المجاز: بعير طويل السَّمْك وإبل طوال السَّمْك؛ قال ذو الرّمّة:

  نجائِبَ مِنْ نِتاجِ بَني غُرَيْرٍ ... طِوالَ السَّمْكِ مفرِعَةً نِبَالا

  وفرس مسموك الجوانح: وثيقها؛ قال مكحول بن عبد الله:

  ذَريني وعُدّي من عيالكِ شطْبَةً ... عنوداً ومسموكَ الجوانح أقوَدَا

  سمل - ثوب أسمال: أخلاق، وما عليه إلّا سَمَلٌ وإلّا أسمال، ودخل عليّ وعليه أسمالُ مُلَيَّتَينِ. وقد أسمَلَ الثوبُ. وما في الحوض إلّا سَمَلَةٌ وسَمَلٌ: بقيّة ماء. وسَمَلْتُ عينه: فقأتُها، ومنه بنو السَّمّال؛ وقال أبو ذؤيب:

  فالعَينُ بَعدَهُمُ كأنّ حِداقَها ... سُمِلَتْ بشوْكٍ فهيَ عُورٌ تَدمَعُ