أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سيح

صفحة 316 - الجزء 1

  سالكها. وأرض ساهرة: سريعة النبات كأنّها سهِرتْ بالنّبات؛ قال:

  يَرْتَدْنَ ساهِرَةً كأنّ غَميمَها ... وجَميمَها أسدافُ لَيلٍ مُظْلِمِ

  وبرق ساهر، وقد سَهِر البرقُ إذا باتَ يلمَع. وعين ساهرة: تجري لا تفترُ. و «خير المال عين ساهرة لعين نائمة». وهي عين صاحبها لأنّه فارغ البال لا يهتمّ بها. وليل فلان ساهر؛ قال النّابغة:

  كتَمتُكَ لَيلاً بالجَمُومَينِ ساهرَا ... وهَمّينِ هَمّاً مُستَكِنّاً وظاهرَا

  سهك - إنّه لسَهِك الرّيح، وفيه سَهَكٌ وهو ريح العرق والصدإ، ورأيتهم سهِكين من صدإ السّلاح. والرِّياح تسهَك التراب عن وجه الأرض: تسحقه، وريح سَيْهوك. وسَهَك العطرَ: سحقه. وبعينه ساهك: عائر.

  سهل - أمر سَهْلٌ، وقد سَهُل بعد صعوبته، وسهّله الله تعالى، وما تَسَهّلَ لي أن أفعل ذلك، وتساهل الأمر عليه: ضدّ تعاسرَ عليه. وأسهلَ الدواءُ بطنه. والأرض سهلٌ وحَزْن، وسُهول وحُزون، وسُهولة وحُزونة، وقد أسهلوا إذا نزلوا من الجبل إلى السّهل. وجاء السيل بالسِّهْلة وهي الرّمل ليس بالدِّقاق.

  ومن المجاز: رجل سَهْل الخلق: سهْل المَقادَة والقياد. وكلام فيه سُهولة، وهو سَهْل المأخذ.

  سهم - معه قوس وأسهُمٌ وسِهام، وأجالوا السِّهام. ورجل ساهم الوجه، وفي وجهه سُهوم، ووجوه سواهم وسُهَّمٌ؛ قال عنترة:

  والخيلُ ساهمَةُ الوُجوهِ كأنّمَا ... سُقيَتْ فوَارِسُها نَقيعَ الحَنظَلِ

  وسُهِمَ الرّجلُ وهو مسهوم: أصابه السُّهام من وهج الحَرّ.

  ومن المجاز: أصابه في القِسمة كذا سَهْماً، وله سهمان من المغنم. ولي في هذا الأمر سُهْمة: نصيب، وأخذتَ نَهمتك من النّوم وسُهمتك: حاجتك ونصيبك. واستهموا وتساهموا: اقترعوا، وساهمته فسهَمْته: قارعته فقرعته، وتساهموا الشيء: تقاسموه؛ قال:

  تَساهَمَ ثَوْباها ففي الدِّرْعِ رَأدَةٌ ... وفي المِرْطِ لَفّاوَانِ رِدفُهما عَبْلُ

  وأُسهِمَ للغازي. وفلان مسهَّم له في كذا. وانكسر سهم بيته: جائزه. وضَرَب المسّاحُ بسهمه في الأرض وهو مقدار ستّ أذرع يَمْسح به.

  سهو - إنّه لساهٍ بيّن السَّهْو، وسها في الصّلاة وسها عنها. وفي مثل: «إن المُوَصّينَ بنو سَهْوانَ». وهو يُساهي أصحابه: يخالقهم ويُحسن عِشرتهم، وفيه مساهلة ومساهاة. وقوس سَهْوة: سهْلة؛ قال ذو الرّمّة يصف صائداً:

  قليلُ تِلادِ المالِ إلّا سِهَامَهُ ... وإلّا زَجُوماً سَهوَةً بالأصابعِ

  وبغلة سَهْوة: سهلةُ السّير. وافعلْ ذلك سَهْواً رَهْواً: بغير تقاضٍ ولا لِزَازٍ. وحمَلَتْ به أمّه سَهْواً: على حَيْض. وفي بيته سَهْوة: بيت خَفيّ صغير منحدر في الأرض وسَمكه مرتفع. وفلان لا يَفرُق بين السُّها والفَرْقَد وهو كوكبٌ خفيّ صغير مع أوسط بنات نعش يُسمّى أسْلَمَ.

  سيب - ساب الماءُ يَسيب سَيباً، وهذا سِيبُ الماء: لمجراه.

  ومن المجاز: الحيّةُ تَسيب وتناسب. وسابتِ الدابةُ وسيّبتُها أنا، ودوابُّهم سوائبُ وسُيَّبٌ: مهمَلة. وعبده سائبة من السّوائب. وسابَ في منطقه: أفاض فيه من غير رَويّة. وفاض سَيبُه على النّاس: عطاؤه. ووجد فلان سَيْباً: رِكازاً «وفي السُّيُوب الخُمُسُ». وسَيّبَ الفرسُ جُردَانَهُ إذا أدْلى.

  سيح - ساح الماءُ على وجه الأرض سَيْحاً، وماء سائح وسَيْح، وأساح فلان نهراً: أجراه؛ قال الفرزدق:

  وكمْ للمُسلِمِينَ أسَحتُ فيهِمْ ... بإذنِ اللهِ من نَهْرٍ ونَهْرٍ

  وكِساء مُسَيَّح: مُخَطَّط.

  ومن المجاز: ساح الرّجل في الأرض سِياحة، ورجل سائح وسيّاح {فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ}. وشُبّه الصّائمُ به فقيل له: سائح؛ قال أبو طالب: