أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شلل

صفحة 337 - الجزء 1

  شلل - جاء يَشُلّ النَّعَمَ، وهو شَلّال النَّعَم. وذهبوا شِلالاً: متفرّقين؛ قال ذو الرّمّة:

  أمَا والذي حَجّتْ قُرَيشٌ قَطِينَهُ ... شِلالاً ومولَى كلّ بَاقٍ وهالِكِ

  وشَلّتْ يدُه شَلَلاً، ولا تَشْلَلْ يداك؛ قال الحطيئة:

  لقد قاتَلتَ أمسِ قتالَ صِدْقٍ ... فلا تَشْلَلْ يَداكَ أبا الرَّبَابِ

  ويقال: لا تَشْلَلْ ولا تَكْلِلْ. وألقى على الفرس شَليله: جُلّه. ولبس الشّليل تحت الدّرع وهو ثوب يُلبس تحتَها؛ قال دريد:

  تَقولُ هلالٌ خارجٌ مِن سَحَابَةٍ ... إذا جاء يَعدو في شَليلٍ وقَوْنَسِ

  وقال أوس:

  وجِئنا بها شَهْبْاءَ ذاتَ أشِلّةٍ ... لها عارِضٌ فيهِ الأسِنّةُ تَلمَعُ

  وشلشل الماءَ: قطّره بتتابع.

  ومن المجاز: الصّبح يَشُلّ الظّلام؛ وقال:

  واللّيلُ مُنهَزِمُ الظّلامِ يَشُلّهُ ... ضَوْءٌ كناصِيَةِ الحصَانِ الأشقَرِ

  وعين شَلّاء: ذهب بصرها، وقد أشلّه الله تعالى. وفي ثوبك شَلَلٌ: أثر سواد أو غيره لا يذهب.

  شلو - إئتِني بِشِلْوٍ من أشلائِها. وأشليتُ الكلبَ للصيد والشاةَ للحلب: دعوت؛ قال:

  أشلَيتُ عنزِي ومَسَحْتُ قَعْبي

  وقام إلى فرسه بأشْلاء اللّجام. ورأيتُه معَرَّقاً كأشلاء اللّجام وهي سيوره؛ قال امرؤ القيس:

  فقمنا بأشْلاء اللّجامِ ولم نَقُدْ ... إلى غُصْنِ بَانٍ ناضِرٍ لم يُحَرَّقِ

  ومن المجاز: بقيتْ أشلاء من تميم: بقايا. وأدركه فاشتلاه واستشلاه: استنقذه.

  شمت - شَمِتَ به وأشمت به العدوَّ، {فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ}. وبات بليلة الشَّوامت: بليلة شديدة تُشمِتُ به الشّوامت، وبات طَوْعَ الشّوامت: كما أحَبّ من يَشْمَتُ به؛ قال النّابغة:

  فارْتاعَ من صَوْتِ كَلّابٍ فباتَ لَهُ ... طوْعَ الشّوَامتِ من خوْفٍ ومن صَرَدِ

  وشَمّتَ العاطِسَ. وملِكٌ مُشمَّتٌ: مُحيّاً؛ قال كثير:

  كأنّ ابنَ لَيلى حينَ يَبدو فتَنجَلي ... سُجوفُ الخِباء عن مَهيبٍ مُشمَّتِ

  ولا ترك الله تعالى له شامتةً: قائمةً. وفُسر قول النّابغة: بأنّه بات طوعاً لقوائمه.

  شمخ - شَمَخَ بأنفِه. وجبل شامخ، وجبال شوامخ وشُمَّخٌ؛ ولبعضهم:

  ترَى شُمَّخَ الأطوَادِ من شُمّ خِنْدِفٍ ... ذُراهنّ في ضَحضَاحِ بحركَ تَغْرَقُ

  شمر - شمّر أذيالَه. وتشمّر للعمل. ونزف ماءُ البئر وانشمر: ذهب. ولِئَةٌ منشمرة: لازقة بأسناخ الأسنان. وأجاءه الخوفُ إلى شرٍّ شِمِرٍّ أي خافَ شَرّاً فردّه الخوفُ إلى شرّ منه؛ قال طَلْقُ بن حنظلة:

  والهِقْلُ قد أيْقَنَ بالشّرّ الشِّمِرّ ... يَفْرِي بهِنّ في الخَبَارِ والصُّحَرْ

  يَدِفّ بَينَ الطّيرَانِ والحُضُرْ

  ومن المجاز: شمّر للأمر، وشمّر له أذيالَه، ومنه: رجل شَمَّرِيّ وشِمِّرِيّ. وشمّرْ هذا الشيءَ: أرسلْه. وشمّرتُ السّهمَ: أرسلته؛ قال الشمّاخ:

  كما سَطَعَ المرّيخُ شمّرَهُ الغَالي

  وشَمّرَ المَلّاحُ السّفينة. ونَجاء مُشمِّر: جادّ؛ قال النمر:

  وقالَ أخو جَرْمٍ ألا لا هَوَادةٌ ... ولا وَزَرٌ إلّا النَّجَاء المُشَمِّر

  وقال النّابغة:

  مُشمِّرينَ على خُوصٍ مُزَمَّمَةٍ ... تَرْجو الإلهَ وتَرْجو البِرَّ والطُّعَمَا

  الأرزاق، مشمِّرين: جادّين. وشمّرتِ الحربُ، وشمّرتْ عن ساقِها؛ قال بشر: