أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ضبع

صفحة 371 - الجزء 1

  وقال معنُ بن أوس:

  عُذافرَةٌ ضبطاءُ تَخدي كأنّها ... فنيقٌ غدا يحمي السّوامَ السّوارِحَا

  ومن المجاز: هو ضابطٌ للأمور. وفلان لا يضبِط عمله: لا يقوم بما فُوّض إليه، ولا يضبِط قراءتَه: لا يُحسِنها. وبلد مضبوطٌ مطراً: معمومٌ بالمطر.

  ضبع - الضِّباع أخبث السّباع وهؤلاء أخبث الضّباع. وتقول: كأنّه ضِبْعانٌ أمدر بل هو منه أغدر. وضبعتِ الخيلُ والإبل وضبّعتْ: مدّت أضباعها في السّير. وفرسٌ ضابع. ومرّتِ النجائب ضوابعَ؛ وقال:

  كلّفتها المَهريّة الضّوابعا

  واضطبع بالثوب وتأبّط به: أدخله من تحت يده اليمنى وألقاه على منكبه الأيسر. وضَبِعتِ النّاقةُ، وبها ضَبَعَةٌ: شهوة للفحل، وناقة ضَبِعَةٌ. وكنّا في ضُبْع فلان وضَبْعه وضِبْعه: في كنفه.

  ومن المجاز: أكلتْهم الضّبُع: إذا أسنتوا. وجذب بضَبْعه، وأخذتُ بضَبْعَيْه، ومددتُ بضبعيه إذا نعشتَه ونوّهتَ باسمه. وتقول: حلّوا برباعهم فمدّوا بأضباعهم. وضَبَع النّاس عليهم إذا دَعَوْا عليهم لأنّ الداعيَ يرفع يديه ويمدّ ضَبعيْه؛ قال رؤبة:

  وما تني أيدٍ علَينا تَضبَعُ ... لما أصَبناها وأخرَى تَطمَعُ

  ضبن - احتمله في ضِبْنِه وهو ما بين الإبط والكشح، واضطَبَنه.

  ومن المجاز: خرج في ضُبْنته وضَبْنته وضِبْنته: في أهله وعياله لأنّه يضطبنهم في كنفه. وهم في أضبانِ الجبل: في مضايقه.

  ضجج - لهم ضجيج وضَجاج وضِجاج، وقد ضَجّوا؛ قال:

  ذكرتكِ والحجيجُ لهم ضَجيجٌ ... بمكّةَ والقلوبُ لها وجيبُ

  وضجّ البعيرُ من الحِمل. وفي مثل: «إن ضَجّ فزدْه وِقْراً». وسمعتُ له ضَجّة منكرة.

  ضجر - ضَجِرَ من كذا وتضجّر منه وهو اغتمام وضَيْق نفَسٍ مع كلام، ورجُلٌ ضَجِر ومتضجّر. وضجِرَتِ النّاقة ضَجَراً، وإنّها لضَجورٌ إذا شَقّ عليها الحلب فكثر رغاؤها. وفي مثل: «إنّ الضَّجورَ تحلب العُلبة».

  ضجع - طابَ مَضجعك ومضطجعك. وضجَع الرّجُلُ واضطجع، وأضجعته أنا، وأضجعتِ المرأةُ صبيّها، وضاجعها. ونِعم الضّجيع. ورجلٌ ضاجع ومضطجع، وهو حسَن الضِّجْعة.

  ومن المجاز: ضجّع في الأمر: قصّر فيه. وتضاجع عن الأمر: تغافل عنه. ورجلٌ ضُجَعَةٌ وضُجْعيّ وضِجْعيّ: لازم لبيته لا يكاد يبرح كالداريّ. وتضجّع السّحابُ: أربّ. وفلان لا يتحلحل عن مكانه حتى يتحلحل الجبل عن مَضجعه وعن مضاجعه. ونجوم ضواجع: مائلة للغروب؛ قال:

  أُولاك قبائلٌ كبَناتِ نَعشٍ ... ضَواجعَ ما يَغُرنَ مع النّجوم

  وقال رؤبة:

  واستورَدَ الغورَ سهيلٌ ضَاجعا ... كالعَسجديّ استورَدَ الشّرائعا

  نسبة إلى فحل. وضَجَعتِ النّجوم، وضَجعتِ الشّمسُ وضجّعتْ: مالت للمغيب؛ قال حُميد:

  وعاوٍ عوَى واللّيلُ مستحلِسُ الندى ... وقد ضَجعتْ للغوْر تاليةُ النّجم

  وأضجعَ الرُّمحَ للطعن؛ قال امرؤ القيس:

  وظلّ غلامي يُضجِع الرّمحَ حوْلَهُ ... لكلّ مهاةٍ أوْ لأحقبَ سَهْوَقِ

  طويل. وأراك ضاجعاً إلى فلان: مائلاً إليه. ووقعوا على مَضاجع الغيث: على مساقطه. وباتت الرّياض مَضاجعَ للغيث. واضطجع فلان في السّجود إذا لم يتجافَ، وكره ابن مسعود، رضي الله تعالى عنه، أن يسجد الرّجل مضطجعاً أو متورّكاً. وفلان يحبّ الضَّجْعةَ: الدّعة والخفضَ؛ قال فَضالة بن شَريك:

  وساهمتُ البُعوثَ وساهموني ... ففازَ بضَجْعَةٍ في الحَيّ سهمي