أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ضحك

صفحة 372 - الجزء 1

  وهو طيّب المَضاجع وكريم المَضاجع، كما يقال: كريم المفارش وهي النّساء.

  ضجم - رجُلٌ أضجمُ: بيِّن الضّجَم وهو عوج في الأنف وفي الفم.

  ومن المجاز: قَلِيبٌ أضْجَمُ وقُلُبٌ ضُجْمٌ: حُفِرَ غير مستوٍ؛ قال العجّاج:

  عن قُلُبٍ ضُجْمٍ تُورّي مَن سَبَرْ

  يريد الجراحات. وتضاجَمَ الأمرُ: اختلف.

  ضحضح - ما الضّحضاح كالغَمر، وضَحضَحَ السرابُ وتَضحضَح.

  ومن المجاز: «جاء بالضِّحّ والرّيحِ»: بالشيء الكثير، والضِّحّ: ضوء الشمس.

  ضحك - افترّ عن ضاحكته وضواحكه وهي ما تقدّم من أسنانه، وبدت مباسمه ومضاحكه، وضحِك ضَحْكاً وضِحْكاً واستضحك وتضاحك وتضحّك، وأضحكته وضحّكته وضاحكته، وتضاحكوا، ورجل ضحّاك وضَحوك وضُحَكةٌ وهو ضُحَكة وأخوه ضُحْكَةٌ: مضحوكٌ منه، وجاء بأضحوكة وبأضاحيك، وتقول: ما أضاحيك إلّا أضاحيك.

  ومن المجاز: ضحِكتِ الأرضُ عن النّبات، وضحكت الرّياض عن الزّهر. وضحِك العارضُ: برَق. وسحابٌ ضاحك. وطريق ضحوك وضحّاك المطالع: واضح. والنَّوْرُ يضاحك الشمس؛ قال الأعشى:

  يضاحكُ الشّمسَ منها كوكبٌ شرِقٌ ... مؤزَّرٌ بعميمِ النّبتِ مكتهِلُ

  وله رأيٌ ضاحك: ظاهر لا لَبس فيه. وإنّ رأيك ليضاحك المشكلاتِ. وعنده ضَحِكات القلوب وهي الخيار من الأموال والأولاد التي تفرّح القلوب. وأضحكَ حوضَه: ملأه حتى يفيض. وتبسّم الطَّلعُ وضحِك: تفلّق. ويقال: ما أكثر ضاحكَ نخلكم. ومنه: الضَّحْك: الطَّلع. والغدير يضحك في الرّوضة: يتلألأ. وضَحِكتِ الأرنبُ: حاضت. وتزعُم العرب: أن الجنّ تمتطي الوحشَ وتجتنب الأرانب لمكان حيضها ولذلك يستدفعون العين بتعليقِ كعابها.

  ضحل - بلدكم مَحْل وماؤكم ضَحْل: قليل، ومنه قولهم: كأتان الضَّحْل وهي الصّخرة في الماء.

  ضحو - جئته ضَحْوة وضُحًى وضَحاءً وضُحِيّاً، وضاحيته: أتيته ضَحْوة، نحو: غاديته وراوحته. وضاحاني رسولُك، وضَحّينا بني فلان، نحو: صبّحناهم، وضحّى قومَه: غدّاهم فتضحّوا، ودعاهم إلى ضَحائه. وضحّى إبله: رعاها ضَحاء. ورأيتُ ناقتكم تتضحّى بأسفل الجبل. وضحِ غنمَ فلان، ويقال: ضحّيتُ الإبل عن الوِرد وعشّيتها عنه أي رعيتها الضَّحاء والعِشاء حتى ترِد وقد شبِعتْ. وضَحِيتُ للشّمس وضَحَيْتُ. وأنا أضْحَى كلَّ نهار. واضحَ يا رجلُ. ونزلوا بضاحية البلد وضواحيه: بظاهره. وهم ينزلون الضّواحيَ. وهو من قريش البطاحِ لا من قريش الضّواحي. وبدا ضاحي رأسِه وضَواحي رأسه. وفعلَ ذلك ضاحيةً: علانية؛ قال:

  فقد جَزَتْكم بنو ذبيانَ ضاحيَةً ... بما فعلتم ككَيلِ الصّاعِ بالصّاع

  وأنشدني بيتَ شعرٍ ليس فيه حلاوة ولا ضَحاء أي ليس بواضح المعنى. وفرسٌ أضحَى وجَمَلٌ هِجانٌ ولا يقال: أبيضُ. وليلةٌ إضْحِيَانَةٌ ويومٌ إضْحِيانُ وضَحْيَانَةٌ وضَحْيَانُ. وسِراجٌ ضَحْيانُ. وقيل للقمر: ما أنت ابن ثمان، قال: قمرٌ إضْحِيان. وجاء بأُضْحِيّةٍ سمينة وبضَحِيّةٍ وبأضحاةٍ وبأضاحيّ وضَحايا وأضاحٍ.

  ومن المجاز: ضَحّى عن الأمر وعَشّى عنه إذا تأنّى عنه واتّأد ولم يعجل إليه. وفي مثل: «ضَحِ رُويداً وعشِّ رويداً». قال زيد الخيل:

  فلو أنّ نضراً أصلحتْ ذاتَ بينها ... لضَحّتْ رويداً عن مطالبها عمرو

  وأصله: من تضحية الإبل عن الوِرد. وأضحَى عن الأمر: بعُدَ عنه. والقطا تُضْحي عن الماء. وضَحَا ظِلُّه إذا مات، من قولهم: شجرة ضاحيةُ الظلّ أي لا ظلّ لها، ومفازة ضاحِيَةُ الظّلال؛ قال:

  وقَحّمَ سيرَنا من قُورِ حِسْمَى ... مَرُوتُ الرِّعيِ ضاحيةُ الظّلالِ