أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

عضي

صفحة 425 - الجزء 1

  عضه - رماه بالعَضِيهة أي بالإفك. ويا لَلعَضيهة، وحقيقة عَضَهته: قطعت عِضاهَه، كقولهم: نَحَتَ أثْلَتَه وعَصَبَ سَلَمَتَه. وتقول: نضبتْ مياههم وقُطعتْ عِضاههم. ويقال للمنتحل شِعرَ غيره: فلان ينتجبُ غير عِضاهه، والانتجاب: انتزاع النَّجَبِ وهو اللِّحاء؛ قال جندل الراجز:

  يا أيّها الزّاعمُ أنّي أجتَلِبْ ... وأنّني غيرَ عِضاهي أنتجبْ

  كذبتَ إنّ شرّ ما قيلَ الكذِبْ

  عضي - قال #: «لا تَعضِيَةَ على أهل الميراث». أي لا يدخل عليهم الضّرر بقسمةِ نحو السّيف والخاتم. وعضّيتُ القومَ: فرّقتهم أحزاباً؛ قال:

  وعضَّى بني عوفٍ فأمّا عدوَّهم ... فأرضَى وأمّا العزَّ منهم فغَيّرَا

  وشيء مُعضًّى: مفرَّق. وَ {جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ}. وتقول: أُمِروا أن يكونوا للرّسول مُعِزّين فكانوا عليه عِزين، وأن يجعلوا القرآن عظاتٍ فجعلوه عِضين.

  عطب - عطِب مالُهم، وأعطبتْه النّوائبُ. وتقول: لا تنس ما نقم الله من حاطب وما كاد يقع فيه من المعاطب. وتقول: رُبّ أكلةٍ من رُطَب كانت سبباً في عَطَب. وأجد ريحَ عُطْبَةٍ أي قطنةٍ محترقةٍ. واعتطب النّارَ إذا أخذها في عُطْبَةٍ؛ قال ابن هرمة:

  فجئتُ بعُطبتي أسعَى إلَيها ... فما خابَ اعتطابي واقتداحي

  عطر - مررتُ بنسوةٍ معاطيرَ وعَطِراتٍ؛ قال:

  تضَوّع مسكاً بطنُ نعمان أن مشَتْ ... به زَينَبٌ في نسوَةٍ عَطِراتِ

  وامرأة عَطِرة ومِعطير ومِعْطار، وقد عطِرتْ وتعطّرتْ واستعطرت، ولها عُطورٌ وأعطار؛ قال أبو النّجم:

  نومَ العروس البكر في عُطورِها ... من مسك دارينَ ومن عَبيرها

  والعطر: اسم جامع للأشياء التي تعالَج للطيب، وهو عطّار ماهر في العِطارة. ونوقٌ عطِرات ومعاطير: حِسان كرام. وتقول: يا مدَّعي الكتابة أنت عنها مُطرَّد، بينك وبين عُطاردَ شأو عَطَرَّد أي طويل ممتدّ.

  عطس - عطَس عَطْسةً أتبعها صرخةً تخلع القلب، وخُلقَ السِّنَّوْرُ من عَطْسة الأسد، وتقول: فلان عَطسةُ فلان أي يشبهه في خَلْقِه وخُلُقِه. وأخذه العطاس. وتقول: فلان يعطُس ويعطِس بأنفِ أصيدَ شامخ ويكشر عن أنياب أسْوَد سالخ. وهو أشمّ المَعطِس من قوم شُمّ المَعاطس. ورددتُه معطَّساً: مرغَماً؛ قال منظور بن فَروة:

  أُبرئ ذا الصّادِ وأكوي الأشوَسا ... حتى يُردّ خاسئاً معطَّسا

  ويقال للهالك: عطَستْ به اللُّجُم أي أصابته بالشؤم، بفتح الجيم وضمّها، جمع: لُجْمة ولجام وهي الطِّيَرة لأنّها تلجم عن الحاجة أي تمنع، وذلك أنّهم كانوا يتطيّرون من العطاس فإذا غدا الرّجل لسَفَره فسمع بعاطس يعطِس تطيّر ومنعه ذلك من المضيّ. ويقال: أصابه اللُّجَم العطوس والعاطس فيُجعل واحداً كالصُّرَد؛ قال:

  إنّا أناسٌ لا تزال جزورنا ... لها لُجَمٌ منَ المنيّةِ عاطِسُ

  وقال رؤبة:

  ألا تخافُ اللُّجَمَ العطوسا

  ومنه قيل للظبْي النّاطح: العاطس وهو الذي يستقبلك لكونه متطيَّراً منه. ومن المستعار: عطَس الصّبح إذا تنفّس، ومنه قيل للصبح: العُطاس، تقول: جاءنا فلان قبل طلوع العُطاس وهبوبِ العُطّاس.

  عطش - «من أصابه العُطاشُ أفطر». وزرعٌ معطَّش، وعطّشتُ الإبل إذا زدتَ في ظِمئها. وتطاولتْ عليها المعاطش أي مواقيتُ الظِّمء. ونزلنا بأرض مَعْطَشَةٍ. وإذا كانت الإبل بأرض عَطِشة كانت أصبر على العطش. وتقول: إنّك إلى الدّم عَطْشان كأنّك عَطْشان؛ هو سيف عبد المطّلب ابن هاشم وهو القائل فيه: