أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

عطن

صفحة 426 - الجزء 1

  مَن خانَه سَيفُه في يومِ ملْحمَةٍ ... فإنّ عطشان لم يَنكُلْ ولم يَخُنِ

  ومن المستعار: أنا شديد العطش إلى لقائك، وبي عطش إليك. وفلانة عطشى الوشاح.

  عطط - جذبتُ ثوبه فانعطّ. وطعنة كعطّ البُرْد وهو شَقّ من غير بينونةٍ؛ قال:

  وإن لجّوا حلفتُ لهم بحِلْفٍ ... كعطّ البُرْدِ ليسَ بذي فُتوقِ

  وعن المفضَّل: قرأتُ في مصحف (فَلَمّا رَأى قَمِيصَهُ عُطّ مِنْ دُبُرٍ). وفتقٌ واسع المَعَطّ.

  عطف - عطفتُ عليه عُطوفاً، وعطَفه الله تعالى عليه عَطْفاً، وفلان أهل أن يُعطَفَ عليه ويُتعَطّف، وخير النّاس العطّاف عليهم: العطوف على صغيرهم وكبيرهم. والرجل يعطِف الوسادةَ: يَثنيها فيرتفقُها. وظبيةٌ عاطفٌ: تعطِف جيدَها إذا ربضتْ، وظباء عواطفُ. وهزّ عِطفيْه فرحاً. وثنى عني عِطفَه: أعرض. وما تثنيني عليهم عاطفةُ رحِم. وناقة عَطوفٌ: تعطِف على البوّ فترأمه. ووتِّروا العطائف: القسيّ، الواحدة: عَطِيفة؛ قال ذو الرّمّة:

  وأشقرَ بلَّى وشيَه خفقانُه ... على البيض في أغمادها والعطائِفِ

  الأشقر: البُرد المستَظَلّ به. وتعطّفتْ عليك الأملاكُ إذا كانت أطرافُه ملوكاً. وفلان يتعاطف في مشيه إذا حرك رأسَه. وامرأة ليّنة المعاطف. وتقول: رزقك اللهُ عيشاً تلين لك مثانيه ومعاطفه وتدنو عليك مجانيه ومقاطفه. وتعطّف بالعِطاف والمِعْطَف واعتطف، وعطّفتُه إيّاه؛ قال الأشعثُ بن قيْس:

  ولقد دخلتُ على عليٍّ دَخْلَةً ... فخرَجتُ عنه ما أُقلُ عِطافا

  وقال ابن مُقْبل:

  شُمّ مخاميص ينسيهم معاطفَهم ... صكُّ القِداح وتأريبٌ على اليَسَرِ

  وقال ابن كُرَاع:

  وإذا الرّكابُ تكلّفَتها عُطّفَتْ ... ثَمَر السّياطِ قَطوفُها ووَسَاعُها

  ولا تَرْكَب مِثفَاراً ولا مِعطافاً أي مُقدِّماً للسّرج ولا مؤخِّراً له.

  عطل - عَطّلوا ديارَهم: تركوها خالية، ودار معطَّلة. وتعطيل البئر: أن لا تورَدَ. وعُطّلتِ الإبلُ: تُركتْ بلا راع. وكلّ ما تُرك ضائعاً فقد عُطّل، كتعطيل الحدود والثغور. وتعطّل فلانٌ: بقي بلا عملٍ، وهو يشكو العُطْلة. وعَطَلتِ المرأةُ وعَطِلتْ وتعطّلتْ: فقدتِ الحَلْي، وعطّلها صاحبُها، وهي عاطل وعُطُل، وهنّ عواطل؛ قال الشمّاخ:

  دَارَ الفتاة التي كنّا نقولُ لها ... يا ظَبيَةً عُطُلاً حُسّانةَ الجيد

  وقال لبيد:

  يرُضْن صِعابَ الدّرّ في كلّ حِجّةٍ ... وإن لم تكن أعناقهنّ عواطِلا

  وتقول: لا غرو أن تحسُد الحاليَ العاطلْ وينافس النّاقصُ الفاضلْ. وتقول: ربّ عاريةٍ عُطُل لا يشينها العُرْيُ والعَطَل، وكاسيةٍ حاليةٍ لا يزينها الحَلْيُ والحُلَل. وقوسٌ عُطُل، وقِسِيّ أعطال: بلا أوتار. وأعطال الرِّجال: عُزْلُهم. وأعطال الخيل: ما لا قائد له. وامرأة وناقة عَيْطل: طويلة في حُسنٍ، وإنّها لحسنة العَطَل.

  عطن - ضرب القومُ بعَطَن إذا أناخوا حوْل الماء بعد السّقي. وفي الحديث: «حتى رَوي النّاسُ وضربوا بعَطَنٍ». والعطن والمَعْطِن: المُناخ حول الوِرد، فأمّا في مكانٍ آخر: فمُراحٌ ومأوًى. وقد عَطَنتِ الإبلُ عُطُوناً، وإبل عواطن، وأعْطَنّاها؛ قال لبيد:

  عافَتَا الماءَ فلَم نُعْطِنْهما ... إنّما يُعطِنُ من يرْجو العَلَلْ

  وتقول: الإبل تحنّ إلى أعطانها والرّجال إلى أوطانها.

  ومن المستعار: فلان واسع العَطَن إذا كان رَحْب الذّراع. ويقال للمنْتن البَشَرة: ما هو إلّا عَطين وهو الإهاب الذي يُعْطَن أي يُنْضَح عليه الماء ويُطوَى ليلين شَعره، وقد عَطِن وعطَنتُه.