أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

فرس

صفحة 469 - الجزء 1

  مجرَّب. وفُرَّ الأمرُ جذَعاً إذا عُووِد من الرّأس. وفاررته مُفارَّة: فتّشتُ عن حاله وفتَّش عن حالي. وفرس ذابل الفَرير وهي المجسّة من معرَفته، استعير لها اسم الفم الذي هو موضع فَرِّ الأسنان لأنّه يُتعرّف بها حال سِمَنه كما يُتعرّف بالفم حال سنّه. وسئل رجل: متى يبلغ ضمر الفرس؟ فقال: إذا ذَبُلَ فَريرُه وتفلّقت غروره وبدا حصيره، واسترخت شاكلته؛ الحصير: عرق في الجنب. وفلان يفرفر فلاناً إذا نال منه وخرّق عرضه. وعن عون: ما رأيت أحداً يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم.

  فرز - فَرَزَ له من ماله نصيباً وأفرزه، وقد أُفرزَ له نصيبٌ من الدار. وأفرزتُ فلاناً بشيء إذا أفردته به ولم تشرك معه فيه أحداً. وفرزَ الشيءَ من الشيءِ: فصَله. وتكلّم بكلام فارز: فَيْصلٍ. وفارَزَ شريكَه: قاطعه وفارقه، وتفارَزَا الشركةَ.

  فرس - «هما كفرسي رهان». وتقول: هو فارسٌ ثابت الفَرَاسه وفارسٌ صائب الفِراسه. وقد فَرُسَ فلان إذا حذَق بأمر الخيل فُروسةً وفُروسيّةً. ويقال لراكب البغل: فارس؛ قال:

  وإنّي امرؤ للخيل عندي مزيّة ... على فارِس البرذون أو فارِس البغل

  ويقال: ليس بفارس ولكنّه يتفرّس. وفرُسَ: صار ذا رأيٍ وعلمٍ بالأمور. وفِراستي في فلان الصّلاح؛ قال:

  بأطيَبَ مِنْ فيها وما ذُقتُ طعمَه ... ولكنّني فيما ترَى العينُ فارِسُ

  وقال البعيث:

  قد اختاره الله العبادَ لدينِه ... على علمه واللهُ بالعبدِ أفرسُ

  وعن عمر ¥: لا تنخعوا ولا تَفرِسوا ودعوا الذبيحة تجِبُ. والفَرْسُ: دقّ العنق، ومنه: الفَرَسُ: لدقّه الأرضَ بحوافره. والفرْسة: القَرْحة التي تخرج بالعنق فتفرِسها. تقول: أنزل الله بك الفَرْسة والفَرْصة وهي ريح الحَدَب. وأبو فِراسٍ تخيسُ الفرائسُ في خِيسه وهي كنية الأسد. وتقول: في بني تميم فوارس كأنّهم الليوث الفوارس. ولا بدّ لحبلك من فريس وهي الحلْقة من العود في رأسه؛ قال:

  فإن تكنِ الرِّشا مائتين باعا ... فإنّ ممرّ ذلك في الفَريسِ

  وطويتُ إليه فراسخَ؛ وقال الفرزدق:

  وقد ينبحُ الكلبُ النجومَ ودونَه ... فراسخُ تُنضي الطَّرْفَ للمتأمّلِ

  فرش - فَرَشتُ له فِراشاً، وفرشتُه إيّاه وأفرشتُه؛ قال الكميت:

  كأمّ البَيْض تُلحفُه غُدافاً ... وتفرُشه من الدَّمَثِ المَهِيلِ

  وافترش تحته تراباً أو ثوباً. تقول: كنت أفترش التراب وأتوسّد الحجر. وأفترش السّبعُ ذراعيه. واجعل على رجلك مِفرَشةً وهي وِطاء يوضع فوق صُفتَّه.

  ومن المجاز: فلان متفرِّشٌ للنّاس: يفرُش لهم نفسه بِرّاً بهم. وفَرَّشَ الطائرُ وتفرَّش: رفرف على الشيء باسطاً جناحيه ولم يقع. وفرَّش الزرعُ: انبسط. يقال: فرَّخَ الزّرعُ وفرَّش. وما بالأرض إلّا فَرْشٌ من الشجر وهو الصِّغار، وإلّا فَرْشٌ من الإبل. وأفرشَ الشجرُ: أغْصَنَ. ولقي فلاناً فافترشه إذا صرعه وركبه. وافترش أثَرُه إذا بغاه. وافترشتنا السّماءُ: أخذتنا. وجمل مُفرَّش الظّهر: لا سَنام له. وأكمة مفترِشة الظهر: دَكّاء. وافترش لسانَه: يتكلّم كيف شاء. وفَرَشتُه أمري: بسطته له كلّه. وأفرش صاحبَه: اغتابه. وأفرشتَ في عِرضي. وضربته فما أفرشتُ أن قتلته أي ما أقلعتُ؛ وقال:

  لم يَعْدُ أن أفرَشَ عنهُ الصَّقَلَهْ

  وفلان كريم المفارش أي النّساء؛ قال أبو كبير:

  سجَراءُ نفْسي غير جمع أُشابَةٍ ... حُسُدٍ ولا هُلُكِ المفارش غُزَّلِ

  ورأيتُه فَراشةً، «وما هو إلّا فراشةٌ»: للخفيف الرأس يُشبَّه بواحدة الفَراش وهو مثل في الخفّة والحقارة. وما بقي في الحوض إلّا فَراشةٌ وهي القليل من الماء.