أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

فرص

صفحة 470 - الجزء 1

  فرص - أصبتَ فُرْصَتَك، وأيّامك فُرَصٌ. وافترَصَ الأمرَ. وأنا مفترصٌ للقائك مفترض لزيارتك. وفلان لا يُفْتَرَصُ إحسانُه وبِرُّه لأنّه لا يُخافُ فَوتُه. وأفرصَتْه الفُرصةُ: أمكنته. وجاءت فُرصَتي من السَّقْي أي نوبتي. ويقال: إذا جاءت فُرصتُك من البئر فأدلِ؛ قال:

  تراها وقد زادتْ يداها قَباضَةً ... كأوْبِ يَدَيْ ذي الفُرصة المتمتِّحِ

  وهو يفارصني في الماءِ، وهم يتفارصون الماء. وتقول: فلان إن فاتَته الفُرصة أخذتْه الفَرصة. وتقول: فلان إن فُقدت فُرصتُه، أُرعدتْ فَريصته؛ وهي لحمة في الجنب ترتعد عند الفزعة.

  ومن المجاز: بين فكّيْه مِفراصُ الخفاجيّ وهو ما يُفرص به الذهب والفضّة. وفلان ضخم الفريصة أي جريءٌ شديدٌ.

  فرض - فرض الله الصلاةَ وافترضها. وحقّك فرضٌ ومفروض ومُفترَض. وفرّض الله الفرائض، وما لكم لا تؤدّون فرائض إبلكم؟ وهي حقوق الزكاة. وفلان فَرَضِيٌ وفارض وفَرّاض: معه عِلْم الفرائض. وقد فَرُضَ فَراضة فهو فَريض. وفُرِض لفلان في الديوان إذا أُثبتَ رزقُه فيه. وأبلَى إياسُ ابن حُصَين في قتال الخوارج فقال الحجّاج: افرِضُوا له في ثلاثمائة فقال إياس:

  ما في ثلاثٍ ما يجَهِّز غازِياً ... وما في ثلاثٍ مُتعة لفَقير

  فقال: افرضوا له في الشرف ففَرضوا له في ألفين. وافترَضَ الجندُ: ارتزقوا. وعنده مائة من الفَرْضِ أي من الجند المفروض لهم، وجمعه: فُروض. وما طلبتُ قَرْضاً ولا فَرْضاً؛ وهو العطاء؛ قال:

  ألا ليسَ فتى الفتيا ... نِ بالرَّخْص ولا البضِ

  ولكن مُبتني العُرْفِ ... بقَرْضٍ كان أو فَرْضِ

  وأوقعِ الوترَ في فَرْض قوسك وفُرضتها وهو الحزّ في سِيتها، وفَرضَ قوسَه، وفرَّضَ قِسيَّه؛ قال:

  شَخْتُ الجُزارة في ساقيه تفريضُ

  أي تحزيز. ومكِّن الزَّندَ في فَرْضِ الزَّنْدة وهو الثَّقب الذي يُجعل فيه رأسُه ثمّ يُفتلُ عند القدْح ويسمّى: الوَكْرَ. وسهمٌ فَريضٌ: فُرِض فُوقُه. واستقَوا من فُرْضة النّهر وهي مَشْرَعته، والجمع: فِراضٌ، يقال: سَقَينا بالفِراض. ووسِّعْ فُرضة الباب وفُرضة الدواة. وبقرة فارضٌ: مسنّة، وقد فَرَضَتْ فُروضاً.

  ومن المجاز: لحيةٌ فارضٌ: كبيرة ضخمة. تقول: قلَّت السّعادة في اللّحية الفارض الثقيلة على العوارض. ورجُلٌ فارضٌ؛ قال:

  شيّبَ أصداغي فرأسي أبيَضُ ... محامِلٌ فيها رجالٌ فُرّضُ

  أي كبار ضخام يثْقُلون على الرِّكاب. وأضمر عليَّ ضغينةً فارضاً؛ قال:

  يا ربَّ ذي ضِغْنٍ وضَبٍ فارِضِ ... له قروء كقروء الحائضِ

  وأبسرت النخلة بُسراً فوارضَ، وهذه بُسرةٌ فارضٌ.

  فرط - أرسلوا فارِطَهم وفَرَطَهم وهو في الماء كالرائد في الكلإ، وقد فَرَطَ فُرُوطاً. وفي الحديث: «أنا فَرَطُكم على الحوض». وأفرَطوه إلى الماء: قدَّموه. وو وردتُ قبل فُرّاط القطا وهي متقدّماتها إلى الوِرْدِ. وتفارطتِ الماء: تبادرتْه؛ قال بشر:

  يُبارين الأسنّةَ مصغياتٍ ... كما يَتفارَط الثَّمَدَ الحَمامُ

  وقال العمانيّ:

  وابن السُّقاة إذا الحجيج تفارَطوا ... حوْضاً بمكّة واسعَ الأركانِ

  وكلّ أمر فلان فُرُطٌ أي مُفرَطٌ فيه مجاوَزٌ حدّه {وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً} وغدير مُفرِط: ملآن، ولا ألقاه إلّا في الفَرْطِ أي في الأيّام مرَّةً، وآتيك فَرْطَ يومٍ أو يومين بمعنى بَعْدَ. وفرسٌ فُرُطٌ: سابق، وخيل أفراط؛ قال لبيد: