أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قرو

صفحة 505 - الجزء 1

  مقترنين، وأعطاه بعيرين في قَرَنٍ وفي قِران وهو حبلٌ يُقرنان به، وناوِلْني قِراناً وقَرَناً أقرُن لك وأقراناً وقُرُناً. وفي الحديث: «الناس يوم القيامة كالنَّبل في القَرَنِ». وهو جعبة صغيرة تُضمّ إلى الكبيرة. ورجل أقرنُ الحاجبين ومقرون، وبه قَرَنٌ. ودورٌ قرائنُ: متقابلات. وفي الحديث: «في أكل التمر لا قرانَ ولا تفتيش». أي لا يُقرنُ بين تمرتين. ويقال لأهل النّضال: اذكروا القِرانَ أي والوا بين سهمين سهمين. وللضبّ نيزكَانِ وللضبّة قُرْنَتان. وثورٌ أقرنُ، وبقرة قرناء. وقَرِنَ قَرَناً: طال قَرْنُه. وجاؤوا فُرادَى وقُرَانَى؛ قال ذو الرّمّة:

  وشِعْبٍ أبَى أن يسلك الغُفْرُ بينَه ... سلكتُ قُرانَى من قَياسرةٍ سُمرَا

  يريد فُوقَ السّهم سَلَكَه وتَراً فُتل طاقتين من جلود إبل قياسرة. وأقرنَ له: أطاقه {وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ}، يقال: أقرنتُ لهذا البعير ولهذا البِرْذَوْن ومعناه صرت له قِرْناً قويّاً مُطيقاً.

  ومن المجاز: هي قرينة فلان: لامرأته، وهنّ قرائنه. وأسمحتْ قَرونَتُه وقَرونُه: نفسه. وطلع قَرْن الشمس. وضُرِبَ على قَرْنَيْ رأسه. وكان ذلك في القَرْنِ الأوّل وفي القرون الخالية وهي الأمّة المتقدّمة على التي بعدها. ولها قُرونٌ طِوالٌ: ذوائبُ، ومنه قولك: خرج إلى بلاد ذات القُرونِ وهم الروم لطول ذوائبهم؛ قال المرقِّش:

  لاتَ هَنّا وليتني طَرَف الزُّجِ ... وأهلي بالشّامِ ذاتِ القُرون

  لأن الروم كانوا ينزلون الشامَ. وما جعلت في عيني قَرْناً من كحل: ميلاً واحداً. ونازعه فتركه قَرْناً لا يتكلّم أي قائماً ماثلاً مبهوتاً. وبالجارية قَرْنٌ: عَفَلَةٌ، وهي قرناء. ووجدتُ نقطة من الكلإ في قَرْنِ الفلاة: في طَرَفها. وبلغ في العلم قَرْنَ الكلإ: غايته وحدّه. ولتجدَنّي بقَرْنِ الكلإ أي في الغاية ممّا تطلب مني. «وتركته على مثل مَقَصِ القَرْن» وهو مَقطعه ومستأصلُه يُضربُ فيمن استؤصل. وأعطاني قَرَناً: بعيرين مقرونين؛ قال الأعور النبهاني يهجو جريراً:

  فلوْ عند غسّانَ السليطيِّ عرَّسَتْ ... رَغَا قَرَنٌ منها وكَاسَ عَقيرُ

  ويقال للرجل عند الغضب: قد استقرنتَ وأردت أن تنفقئ عليَ: من أقرن الدُّمّل، واستقرن إذا لان. وأقرنتْ أفاطير وجه الغلام إذا بثرت مخارجُ لحيته ومواضع التفطُّر بالشَّعر.

  قرو - قروتُ الأرضَ وتقرّيتُها واستقريتُها: تتبّعتُها. وناقة طويلة القَرَا وقَرواء. ويقال للقصيدتين: هما على قَرِيٍ واحدٍ وعلى قَرْوٍ واحدٍ وهو الرويُّ. وفي الحديث: «وضعته على أقراء الشِّعر». ولا بدّ للعمود من قَرِيّةٍ وهي الخشبة التي فيها رأس العمود. وهذه قَرْوة الكلب: لمِيلَغَتِه. وهو يَقْرِي الضّيْفَ، وأوقد نارَ القِرى. وقَرَى الماءَ في الحوض، والماء في القَرِيِ والقُرْيان وهي مجاري السّيل. وله مَقْراةٌ كالمَقْراةِ ومَقارٍ كالمقاري أي جفان كالجوابي.

  ومن المجاز: قريتُ الهمّ مطيّتي؛ وقال:

  اقرِ هموماً حَضَرَتْ قِراها

  ويقولون في الحرب: قَرَوْها قِراها. والمسلمون قَواري الله في الأرض أي أمناؤه وشهداؤه الميامين شُبّهوا بالقواري من الطير وهي الخضر التي يتيمّنون بها، الواحدة: قارية؛ قال:

  أمن ترجيع قاريَةٍ تركتم ... سباياكم وأُبتم بالعَنَاقِ

  وقال جرير:

  ما ذا تَعُدّ إذا عددتُ عليكمُ ... والمُسلمون بما أقول قواري

  ونزلتم على قُرى النّمل وهي جراثيمه.

  قزح - قَزِّحْ قِدْرَك: تَوْبِلْها. وفي الحديث: «إن مطعم بن آدم ضرب للدنيا مثلاً وإن قَزّحه ومَلحه». وطعام مليح قَزيح. وقزَّح الكلبُ ببوله تقزيحاً وقَزَح به وقَزِح، وكلب قَزّاح؛ قال:

  إذا تخازَرتُ وما بي من خَزَرْ ... ثمّ كسرْتُ العينَ من غير عَوَرْ

  ألفيتني ألْوَى بعيدَ المستمرّ ... أحملُ ما حُمّلتُ من خير وشرّ