أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قسب

صفحة 506 - الجزء 1

  أبذَى إذا بوذيتُ من كلبٍ ذكَرْ ... أسوَدَ قزَّاحٍ يُغذَّى بالشّجَرْ

  قزز - رجل متقزّز، وهو يتقزّز من كلّ شيء. وقزّ قزّة إذا جمع جراميزه فوثب. وفي الحديث: «إن إبليس ليقِزُّ القَزَّةَ من المشرق فيبلغ المغرب». وشربت بالقازوزةِ والقاقُزَّةِ وهي الفيالجة.

  قزع - كأنّهم قَزَعُ السّحابِ وهي القِطع المتفرّقة؛ قال ذو الرّمّة:

  ترَى عُصبَ القطا هَمَلاً عليهِ ... كأنّ رِعالَهُ قَزَعُ الجَهامِ

  وتقزَّع السّحابُ وتقشَّع. وقَوْزَعَ الدّيكُ. فرّ من صاحبه.

  ومن المجاز: نُهيَ عن القَزَع والقنازِع وهي بعض الشَّعر يُترك غير محلوق؛ قال زهير:

  وأشعثَ قد طالتْ قنازع رأسِه ... دعوْتُ على طولِ الكَرَى ودعاني

  لطول اعتمامه في السّفر. ورجلٌ مُقَزَّعٌ. وذهب ماله ولم يبقَ إلّا قَزَع وهي صغار الإبل. ورمى الواديَ بالقَزَع. والفحل يرمي بالقَزَع وهو الغُثاء والزَّبَد وقِطع اللُّغام؛ قال الأعشى:

  طابتْ لهُ الرّيح فامتدّت غواربه ... ترَى حوالَيه من تيّاره قَزَعَا

  وقال ذو الرّمّة:

  إذا استرْدفَ الحادي وقد آل صوته ... إلى النّزرِ واعتمّتْ بذي قزَعٍ شُكلِ

  ورسول مُقَزَّعٌ: مستعجل، وقَزَّعوا إلى فلان رسولاً. وتقزَّعَ القوم: تفرّقوا.

  قزم - رجلٌ قَزَمٌ، وقوم قَزَمٌ: وصف بالمصدر من قَزِم قَزَماً إذا دَنُؤ ولؤم. وتقول: هؤلاء قوم قَزَم ما فيهم كرم ولكن كزَم.

  قسب - سمعتُ قَسيبَ الماء: خريره من تحت الورق؛ قال عبيد:

  أو فَلَجٌ في ظِلال نخلٍ ... للمَاء من تحتِهِ قَسيبُ

  وقد قَسَب يقسِب. والنبطيُّ يأكل الكُسْب ويترك القَسْب؛ وهو صفة في الأصل من قَسُب قُسوبة فهو قَسْبٌ إذا صلب ويبس؛ قال:

  قَسْبُ العَلابيِّ جِراء الألغادْ

  أي ألغاده كجِراء الكلاب. ويقال: إنّه لقَسْبُ العِلباء.

  قسر - قسرته على الأمر واقتسرته، وفعل ذلك قسراً واقتساراً. وهو مُقْتَسَرٌ عليه، والوالي يتسخّر النّاس ويقتسرهم. وهم يخافون القَسْورة والقساور وهو الأسد من القَسْر.

  ومن المجاز: قَسورَ العُشب كما يقال استأسد، وعن بعض العرب: وجدتُ عُشباً قَسوراً، وغلام قَسورٌ وقَسورةٌ: قوِيَ وانتهَى شبابه؛ ويعزى إلى عليّ ¥:

  أنا الذي سمتني أمّي حَيْدَرَهْ ... أضربكم ضربَ غلامٍ قسورَهْ.

  قسس - هو قَسُ النّصارى وقِسّيسهم: رأسهم وكبيرهم. ولفلانٍ القُسوسَةُ والقِسِّيسِيَّةُ. وتقول: هو ممّن دخل القُوس وصحب القُسوس؛ قال ذو الرّمّة:

  على أمرِ منقدّ العفاء كأنّهُ ... عصا قَسِ قُوسٍ لينُها واعتدالها

  «وأبلغ من قُسّ». وفلان قَتَّاتٌ قَسَّاسٌ، وهو يتجسّس الأخبار ويتقسّسها. وتقسَّس أصواتَ النّاس باللّيل: تسمّعها. وبات يعُسّ ويقُسّ. وقَسَ ما على العظم من اللّحم: تتبّعه حتى لم يترك منه شيئاً. وهو يلبس القُوهيَّ والقِسِّيَ وهي جنس من ثياب كتَّان فيها حرير تجلب من مصر منسوب إلى القَسِ قريةٍ على ساحل البحر، وقيل: هو القَزِّيُّ، وقيل: نُسب إلى القَسِ وهو الصّقيع لنصوع بياضه؛ وأنشد لأبي دؤاد:

  بعد حيّ تَغدو القِيانُ علَيهِمْ ... في الدِّمَقْس القَسِّي براحِ سبيّهْ

  قسط - هو قاسِطٌ غير مُقسِط: جائر غير عادل. وقد قَسَط عليَ قَسْطاً وقُسوطاً. وتقول: {اللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ} ويُقسِط ولا يَقسُط، وأمر الله بالقِسْط ونهَى عن القَسْط. وقَسَّط الخراجَ عليهم. وقسَّط بينهم المالَ: قسَمه على القِسط