أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قوس

صفحة 527 - الجزء 1

  فأقادني منه.

  ومن المجاز: إن فلاناً سَلِسُ القِياد: يتابعك على هواك، وأعطيتُه مَقادتي: انقدتُ له، وطريق مُنقاد: مستقيم، وانقاد الطريقُ إلى البلد؛ قال ذو الرّمّة يصف ماء:

  تنَزَّلَ عن زِيزاءَةِ القُفِّ وارتَقَى ... عن الرّمل وانقادتْ إليه الموارِدُ

  واقتادَ النّبتُ الثَّورَ: وجد ريحه فهجم عليه. وللسّحاب قائدٌ وهو السّحاب يتقدّمه؛ قال ابن مقبل:

  لها قائدٌ دُهمُ الرَّبابِ وخلفهُ ... رَوايا يبجّسنَ الغمامَ الكَنَهوَرَا

  وأقادَ السّحابُ: صار له قائد، وسحابٌ مُقِيدٌ، وقادته الريحُ فاستقاد لها؛ قال الأخطل:

  باتَت يمانية الرّياح تقوده ... حتى استقادَ لها بغيرِ حبالِ

  وأصبحتُ يُقادُ بي البعير أي شختُ وهرِمتُ. وتقاود المكانُ: استوى؛ قال:

  ألا ليت شِعري هل أرَى مَن مكانُه ... ذرَى عَقَدات الأبرق المتَقَاوِدِ

  وقلّة قوداء: طويلة.

  قور - هذه قُوارة القميص والبطيخ وغيرهما ويقع على الخِرَق والقطعة. وحكى الجاحظ في كلام بعض الشطّار: لا يكون الفتى مُقوِّراً وهو الذي يقوّر الجُرادِقَ فيأكل أوساطها ويدع حروفها. ودار قوراء، وقَوِرتْ دارُه قَوَراً، واقوَرَّ الجلدُ: تَشانَّ هزالاً. وناقة مُقْوَرَّةٌ: مهزولة؛ قال رؤبة:

  بعد اقورار الجلدِ والتشنّنِ

  «ولقيت منه الأقورِين»: الدواهي؛ وقال نهار بن تَوْسِعة:

  وكُنّا قبلَ مُلكِ بني سُلَيمٍ ... نسومهم الدّواهي الأقورينا

  أي المتناهيات في الشدّة، من قولهم: بلغت من الأمر أطوريْه وأقوريْه: نهايته. وزها السراب القارَةَ والقُورَ وهي أصاغر الجبال.

  ومن المجاز: تقوّر اللّيل وتهوّر: أدبر؛ قال ذو الرّمّة:

  وخوضهنّ اللّيلَ حينَ يسكَرُ ... حتى ترَى أعجازَهُ تَقَوَّرُ

  وقال جِرانُ العَودِ:

  لقد طرقتْ دِهقانةُ الركبِ بعدَما ... تقوَّرَ نصفُ اللّيلِ وانصَدعَ الفجرُ

  ورُويَ تقوّر بمعنى تقوّض.

  قوز - بات وراء القَوْزِ، وهو الرّملة المستديرة، والجمع: أقواز وقِيزان؛ قال:

  وأُشرِفُ بالقَوْزِ اليَفاعِ لعلّني ... أرَى نارَ ليلى أو يراني بصِيرُها

  قوس - معه قَوس وأقواس وقِياسٌ وقُسِيٌ وقِسِيٌ.

  ومن المجاز: رموْنا عن قوْسٍ واحدة، وفلان لا يمدّ قوسَه أحد أي لا يعارَض. وعُرضَ فلان على المِقوَس وهو حبل يُصفُّ عليه الخيلُ في المكان الذي تُجرى منه، يقال للمجرّب؛ قال أبو العيال الهذليّ:

  إنّ البلاء لدَى المقاوس مُخرِجٌ ... ما كانَ من غيبٍ ورجمِ ظنونِ

  وفي مثل: «صار خيرُ قُوَيسٍ سهماً» إذا عزّ بعد المهانة. وقَوَّسَ الشيخُ وتقوَّس، وشيخ أقوسُ؛ قال امرؤ القيس:

  أراهنّ لا يُحببنَ مَن قلَّ ماله ... ولا من رأين الشيبَ فيه وقوَّسَا

  واستقوس الهلالُ، وحاجب مستقوِسٌ. ونؤيٌ مستقوِس؛ قال ذو الرّمّة:

  ومُستقوِسٍ قد ثلَّمَ السّيلُ جَدْرَه ... شبيهٍ بأعضادِ الخبيطِ المهَدّمِ

  وانتفجت أقواسُ البعير: مقدّمات أضلاعه. وما في الجُلَّة إلّا قَوْس وهو ما بقي من التمر في جوانبها شِبهَ القوسِ. وتقوَّسه الشيب: وخَطَه؛ قال ابن مقبل:

  لقد تقوَّسَ لَحيَيه ولِمَّتَهُ ... شيبٌ وذلك ممّا يُحدِثُ الزّمنُ