أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قوم

صفحة 528 - الجزء 1

  و «رماه بأحوَى أقوَسَ»: بأمر صعب وهو الدهر لأنّه شابٌّ أبداً كالشّابّ الأحوى وهو هَرِمٌ لتقادمه كالشيخ الأقوس.

  قوض - قَوَّض الخيْمة، وقوَّض البناءَ: نقضه من غير هدم، وتقوَّض البيتُ.

  ومن المجاز: تقوّضَ المجلسُ، وتقوّضتِ الحِلَقُ والصّفوفُ وقوّضوها. وبنى فلان ثمّ قوّض إذا أحسن ثمّ أساء؛ قال:

  فتبّاً لمن لم يبنِ خيراً لنَفسِهِ ... وتبّاً لأقوام بنوا ثمّ قوّضوا

  قوط - له قَوْطٌ من الغنم: قطيع، وأقواط.

  قوع - هو كسرابٍ بقيعة وبقَاعٍ، ونزلوا بسَراب قِيعانٍ، ولهم قاعة واسعة وهي عَرْصةُ الدار، وأهل مكّة يسمّون سِفْلَ الدار: القاعةَ، ويقولون: فلان قعد في العِلِّيَّة ووضع قماشَه في القاعة؛ وقال:

  سائلْ مجاور جَرْمٍ هل جنَيتُ لهم ... حرْباً تُفَرِّق بين الجيرةِ الخُلُطِ

  وهل تركت نساء الحَيّ ضاحيَةً ... في قاعةِ الدّارِ يَستوقدنَ بالغُبُطِ

  قول - رجل قَؤول ومِقْوَلٌ: منطيق، وقُوَلَةٌ وتَقوالةٌ وقَوّالةٌ: كثير القول، وسمعت مقاله ومقالته ومقالاتهم وأقاويلهم. وكثر القيل والقال. وانتشرت له في الناس قالةٌ. وقوّلَتني ما لم أقل. وفي الحديث: «ما قالته لكن قُوّلتْه». وله مِقْولٌ من المَقاول الفِصاح: لسان. وهو مِقْوَلٌ من مَقاول حِمْير ومَقاوِلَتهم، وقَيْلٌ من أقوالهم وأقيالهم. واقتال قولاً: اجترّه إلى نفسه من خير أو شرّ. واقتال عليه: احتكم.

  ومن المجاز: قال بيده: أهوى بها، وقال برأسه: أشار، وقال الحائطُ فسقط: مال، وهذا قول فلان: رأيه ومذهبه؛ وقال أبو النجم:

  غيثاً إذا جئتَ إلَيه قاصِدَا ... ترْجو الغِنى وترهبُ الشّدائدَا

  قالَ لك الطّيرُ تقدّم راشِدَا

  وقال آخر:

  إذا قالتِ الأنساع للبطنِ الحقِ

  قوم - رأيتُ أقواماً وأقاويم. وقام قَومة واحدة، وقيل لأبي الدُّقَيش: كم تصلّي الغداة؟ فقال: أصلّي الغداة قومتين والمغرب ثلاث قومات. وبه قُوام: يقوم كثيراً من خِلْفَة به. وفلان يُقام به، وقِيمَ بفلان، وأقامه من مكانه، وأقاموا بالدار. وأقاموا عنها: ظعنوا. وهذا مُقام السّاقي، وهذا مُقام الحيّ ومُقامتهم، ودار مُقامتهم. وقوّم العودَ وأقامه فقام واستقام وتقوّم. ورمحٌ قويمٌ. وقوّم المتاعَ واستقامه. وهو طويل القامة والقوام، وهم طِوال القِيَم والقامات. وقبض على قائم السيف، وقوائم السيوف. وقامت الدابة على قوائمها. وهذه قائمة الخِوان والسرير.

  ومن المجاز: بكم قام عليك هذا المتاع، وقد قام عليّ بكذا. وقام بعيرُك مائةَ دينار، والبعيران قاما ثمناً واحداً. ودينار قائم: سواء لا يَرجحُ، وميَّال: يرجح شيئاً، ودنانير قُوَّمٌ وقُيَّمٌ. وعين قائمة: ذهب بصرها والحدقة صحيحة. وإذا أهلك البرد بعض النبات أو الشجر قيل: منه هامدٌ ومنه قائمٌ. وقام قائمُ الظَّهيرة، وقام ميزانُ النّهار؛ قال:

  وذابَ للشّمس لُعابٌ فنزلْ ... وقامَ ميزانُ النّهار فاعتَدَلْ

  وما قام له ولا يقوم له إذا لم يُطقْه، وقام بي ظهري ويداي وعيناي وعروقي وكذلك كلّ شيء من بدنك إذا أوجعك. وقامت دابّته: انقطعت. وماء قائم: دائم. وقام على الأمر: دام وثبت؛ قال:

  متَحامِلٌ مَلَثَ الظّلام إذا ... لغِبَ الظَّنونُ وقام ذو الصَّبرِ

  وقام الأميرُ على الرّعيّة: ولِيَها؛ قال الشمّاخ:

  يظَلُّ بصَحراء البَسيطةِ قائِماً ... عليها قيامَ الفارِسيِّ المُتَوَّجِ

  يعني العَيْرَ يملك أمرَ الأُتُنِ. وأقام الشيءَ: أدامه. وما لفلان قيمة: ثبات ودوام على الأمر. وهو الحيّ القيّوم: الدائم الباقي. وهو قائم بالملك، وهم قامة الملك وساسته. وهو قَيِّمُ القوم.