بني
  بلو - بَلَوْتُهُ فكان خَيرَ مَبْلُوّ. وتقول: اللهمّ لا تَبْلُنا إلّا بالذي هو أحْسن. وقد بُليَ بكذا وابتُليَ به. وبُليَ فلانٌ: أصابَتْهُ بَلِيّةٌ؛ قال:
  بُلِيتُ وفِقْدانُ الحَبِيبِ بَلِيّةٌ ... وكَمْ من كَرِيمٍ يُبْتَلى ثمَّ يَصْبِرُ
  وأصابَتْه بَلْوَى. ونزلتْ بَلاءِ على الكُفّار. وفي الحديث: «أعوذُ باللهِ من جَهْدِ البَلاء إلّا بَلاءً فيه عَلاء». أي عُلُوّ منزلةٍ عند الله. وهما يتنَباريانِ ويَتَبالَيانِ أي يَتَخابَرَانِ. ومنه قولهم: لا أُباليه: أي لا أُخابِرُه لقِلّة اكتِرائي له، وهو أفْصَحُ من لا أُبالي به؛ قال زُهَير:
  لقَد بالَيْتُ مَظْعَنَ أُمّ أوْفَى ... ولكِنْ أُمُّ أوْفَى لا تُبَالي
  وقيل: هو قلبُ لا أُبَاوِلُه من البَالِ أي لا أخْطِرُه ببَالي ولا أُلْقي إليه بالاً. ولذلك قالوا: لا أُبَالِيه بَالَةً، وقيل: أصلُها بالِيَةً. وناقة بِلْوُ سَفَرٍ: قد بَلاها السّفَرُ أو أبْلاها. وقولهم: أبْلَيْتُهُ عُذراً إذا بَيّنْتَهُ له بَياناً لا لَوْمَ عليك بعده، حَقيقتُه جعلتُه بالِياً لعُذْري أي خابِراً له عالماً بكُنْهِه. وكذلك أبْلَيْتُه يَمِيناً؛ قال جرير:
  فأبْلى أمِيرَ المُؤمِنِينَ أمَانَةً ... وأبْلاهُ صِدْقاً في الأمُورِ الشّدَائِدِ
  ومنه أبْلى في الحربِ بَلاءً حَسَناً إذا أظْهَرَ بأسَه حتى بَلاه الناسُ وخَبَرُوه. وكان له يومَ كذا بَلاءٌ. وأبْلى اللهُ العَبْدَ بَلاءً حَسَناً أو سيّئاً. والله يُبْلي ويُولي، كما تقول: عَرّفَك اللهُ بَرَكاته. وابْتَلَيْتُ الأمرَ: تَعَرّفْتُه؛ قال:
  تُسَائِلُ أسْمَاءُ الرّفاقَ وتَبْتَلي ... ومن دون ما يَهوَينَ بابٌ وحاجِبُ
  يريد أنّه محبوسٌ.
  ومن المجاز: بَلَوْتُ الشيءَ: شَمَمْتُه؛ قال يَصِفُ الماءَ الآجِنَ القديمَ:
  بأصْفَرَ وَرْدٍ آلَ حتى كأنّما ... يَسُوفُ به البَالي عُصَارَةَ خَرْدَلِ
  بند - هو كثيرُ البُنُودِ أي كَثيرُ الحِيَل والدّواهي. وأقبل العدُوُّ مع الجُنُودِ والبُنُودِ وهي أعلامُ الرّومِ تحت كلّ بَنْدٍ عشرةُ آلافٍ.
  بنق - قَمِيصٌ واسعُ البَنَائِقِ وهي الدَّخارِيصُ، وقيل اللِّبَنُ؛ قال ذو الرُّمّة:
  على كُلّ كَهْلٍ أزْعَكِيّ ويافِعٍ ... من اللّؤمِ سِرْبالٌ جَديدُ البَنَائِقِ(١)
  وتقول إذا خِطْتَ البَنِيقَه فخطْها بنِيقَه. وبَنّقَ الكتاب: ذَرّهُ. وإذا فَرَغْتَ من قراءة الكتاب فبَنِّقْه ولا تَدَعْه غير مُبَنَّقٍ.
  ومن المجاز: جَعْبَةٌ مُبَنَّقَةٌ: زِيدَ في أعلاها شِبْهُ بَنِيقَةٍ لتَتّسِعَ. وطريقٌ مُبَنَّقٌ: واسعٌ. ومَفَازَةٌ مَبْنُوقَةٌ بأُخرى: موصولةٌ بها.
  بنن - شَمَمْتُ منه بَنّةً طَيّبَةً. وأجِدُ في هذا الثّوبِ بَنّةَ تُفّاحٍ أو سَفَرْجَل. وأجِدُ بَنّةَ الغَزْلِ منك أي أنت حائِكٌ. وفيها بَنّةُ مَرَابِضِ الغَنَم. ومنها قيل للرّوضَة: البُنَانَةُ لطيبِ البَنّةِ. وأبَنّتْ ديارُهم: عادتْ فيها بَنّةُ النَّعَمِ؛ قال الجَعْدِيّ:
  أقامُوا بها حَتى أبَنّتْ دِيارُهُمْ ... على غَيرِ دَيْنٍ ضَارِبٍ بجِرَانِ
  وما زاد عليه بَنَانَةً أي إصبَعاً واحدةً؛ قال:
  لا هُمّ كَرّمْتَ بني كِنَانَهْ ... ليس لحَيّ فوْقَهم بَنَانَهْ
  ومن المجاز: أبَنُّوا بالمكان: أقاموا به، وأصلُه ما يحدُثُ فيه من بَنّةِ نَعَمِهم، ثمّ كثُرَ حتى قيل لكلّ إقامةٍ إبْنَانٌ. وقيل: أبَنّتِ السّحابَةُ إذا دامَتْ أيّاماً.
  بني - بَنى بَيتاً أحسَنَ بِناءٍ وبُنْيَانٍ، وهذا بِناءٌ حَسَنٌ وبُنْيَانٌ حَسَن {كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ} سُمّيَ المَبنيّ بالمصْدر. وبناؤك من أحْسنِ الأبْنِية. وبنَيْتُ بُنْيَةً وبِنْيَةً عَجِيبَةً. ورأيتُ البُنى والبِنى فما رأيتُ أعجبَ
(١) أزعكي: هو القصير اللئيم.