أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

كثر

صفحة 536 - الجزء 1

  وكتفَ البابَ والإناءَ: ضَبَّبه، وباب وإناء مكتوف بالكتيفة وهي الضبة، وبالكتائف والكتيف.

  ومن مجاز المجاز: في قلبه كَتيفَة وكتائفُ: حِقْد.

  كتل - يقال: مِكْتَل تمرٍ بمكتَلِ بُرٍّ وهو الزَّبيل. وأطعمه كُتْلَةً من تمر. وكَتَّلَ الأَقِطَ: جعله كُتلة كُتلة.

  كتم - كَتَمتُه السِّرّ كَتْماً وكتماناً، وكتَّمه: بالغ في كتمه، وسِرّ وحديث مُكَتَّم، واستكتمتُه أمري، وهو كتَّام وكتّامة للأسرار، وكاتمتُه العداوة: ساترتُه، وفلان لا يَكتتم أي لا يكتم أمره وسرّه، وهو ظُهَرَةٌ وليس بكُتَمَةٍ.

  ومن المجاز: ناقة كَتومٌ: لا ترغو إذا رُكِبت؛ قال:

  كَتُومُ الهواجرِ ما تَنْبِسُ

  وقال الشمّاخ:

  قد تَبَطّنتُ بهلْواعَةٍ ... عُبْرِ أسفارٍ كَتُوم البُغَام

  وكَتُومٌ ومِكتامٌ: لا تَشُول بذنبها وهي لاقح. وقوس كتوم: لا ترنّ. وسحابٌ مُكتَتِمٌ: لا رعْد فيه ولا برق. ومزادة كَتومٌ: ذَهَب مَرحُها وهو سيلان مائها عند التّسريب.

  كثب - كَثَبَ الطعامَ وغيره: جمعه. وباتوا على كثيبٍ من رملٍ وكُثُبٍ وكُثبانٍ. وكأن قدودهنّ قضبان على كُثبان. وسقاه كُثْبَة من اللَّبن وكُثَباً وهي قَدْر الحلبة. وفي الحديث: «يَعْمِدُ أحدُكم إلى امرأة مُغيبة فيخدعها بالكُثْبة». وعرض رمَحه على كاثِبَةِ فرسه؛ وقال النابغةُ:

  إذا عُرِض الخطّيّ فوق الكواثبِ

  وأكثَبَك الصَّيدُ فارْمِه: أمكنك من كاثِبَته، كما يقال: أفقرك: أمكنك من فَقَاره.

  ومن المجاز: أكثب الأمرُ: دنا، وأكثب فراقُ القوم. ورماه من كثَبٍ، وطلبه من كثبٍ: من قُرب، وهو مني كَثَبٌ. وفي مثل: «خاطبُ الكُثْبةِ»، وفلان يخطب الكُثَبَ، وأصله أن الرجل يأتي بعِلّة الخِطبَةِ وإنّما يريد القِرَى؛ قال الراجز:

  برَّح بالعينين خَطَّاب الكُثَبْ ... يقولُ إنّي خاطبٌ وقد كذَبْ

  وإنّما يخطب عُسّاً من حَلَبْ

  وعن بعض العرب: دخلتُ على فلان وإذا الدنانير صُوبَة، فقيل له: وما الصُّوبة؟ قال: الكُثْبَة المجتمعة؛ وقال ذو الرُّمّة:

  مَيْلاءُ من مَعدِن الصِّيرانِ قاصِيَةٌ ... أبعارُهنّ على أهدافِها كُثَبُ

  كثث - كَثَّتْ لِحْيته تَكَثُ، مثل: عضَّ يَعَضّ، ولحية كَثَّة، وهي بيّنة الكَثَثِ والكَثَاثة، وتقول: من كانت في لحيته كَثاثه كانت في عقله غَثَاثه.

  كثر - خير كثيرٌ وكَوْثَرٌ: بليغ الكَثْرة؛ قال الكميت:

  وأنت كثيرٌ يا ابن مروان كوثرٌ ... وكان أبوكَ ابن العَقَائل كوثَرَا

  وتكَوثر الغُبار؛ قال حسّان بن نُشيبة:

  أبوا أن يُبيحوا جارهم لعدوّهم ... وقد ثارَ نقع الموتِ حتى تكَوْثرَا

  وكاثَروهم فكَثَروهم: كانوا أكثر منهم؛ قال الأعشى:

  ولستَ بالأكثر منهم حَصًى ... وإنّما العِزّةُ للكاثِرِ

  والحمدُ لله على القُلّ والكُثْر: على القِلّة والكَثرة. وله كُثْرُ المال أي أكْثره، وأكثر الله ماله وكثَّره، وهو مُكْثِر: مُثْرٍ، وكَثُرَ ماله، وتكاثرت أموالُه، وتكثَّر بشيء غيره، وتكثَّر من العلم، يقال: تقلّل من العلم لتحفظ وتكثّر منه لتفهم. وهو يستكثر القليلَ. واستكثِرْ من المال. ورجل مكثور: مغلوب في الكثرة، ومكثور عليه: كَثُر من يطلب إليه المعروف. ورجل وامرأة مِكْثارٌ: مِهذار.

  كثف - كَثُف الشيءُ: كَثُر مع الالتفاف. وتكاثَف عددُهم، واستكثف الشيءُ بعد رقّته، واستكثفته. وجاء في كَثْفٍ من الجيش. وعَسْكَر وسَحاب وشَجَر وماء كثيف؛ قال أميّة: