أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

كفت

صفحة 546 - الجزء 1

  هيئة الكعاب. وكعّبتُ الثوبَ: أدرجتُه إدراجاً شديداً. وكَعَبَتِ الجارية كَعابةً وكُعوبةً وهي كاعِبٌ وكَعَابٌ، وتكعَّب ثديُها: نتأ كالكَعْب. وكعَّبتْ كُبَّتَها: جعلتْ لها حروفاً كالكُعوب. والجارية بكُعْبتها: بعُذرتها؛ قال:

  يَبُدّها أقمَرُ نَهْدٌ جبهَتُهْ ... قد كان مختوماً فدُقّتْ كُعْبتُهْ

  وفي الحديث: «نزل القرآن بلسان الكَعْبين»: كعبِ قريشٍ وكعبِ خُزاعة؛ قال كثيّر:

  جُدودٌ من الكَعبين بِيضٌ وجوهُها ... لهم مأثراتٌ مَجدُهنّ تَليدُ

  وأصاب كُعبُرةَ رأسه. وقيل لبعض الملوك: المُكَعْبِر: لأنّه ضرب كَعابرَ الرّؤوس. ونقّى البُرّ ورمَى بالكَعابِر.

  ومن المجاز: قَنَاةٌ لَدْنَةُ الكُعوب، وهذا الرمح بكَعبٍ واحدٍ أي مستوي الكعوب؛ قال أوس:

  تَقَاكَ بكَعْبٍ واحدٍ وتَلذّه ... يداكَ إذا ما هُزَّ بالكَفّ يَعْسِلُ

  وعنده كَعْبٌ من السَّمْن: قطعة منه قدرُ صُبَّة أو كتلة إذا كان جامداً. وأعلى اللهُ كَعْبَهُ. وذهب كَعْبُ القوم إذا ذهب جَدُّهم وشرفُهم.

  كعع - كَعَ الرّجُلُ، وكعكعه الخوف فتكعكعَ.

  كعم - بعيرٌ مكعومٌ، وقد كَعمتُه بالكِعام والكِعامة وهي ما يمنعه من الأكل والعضِّ من حبلٍ يُشدّ به أو غيره.

  ومن المجاز: كعَمَه الخوف فلا ينبسُ بكلمةٍ؛ قال ذو الرّمّة:

  بينَ الرَّجا والرَّجا من جيبِ واصيَةٍ ... يهماءَ خابِطُها بالخوف مكعُومُ

  وكعَمَ المرأةَ: قبَّلها ملتقِماً فاها، ويقال: كامَعها فكاعَمها.

  كفأ - هو كُفْؤه وكَفْؤه وكِفْؤه وكَفيئه ومُكَافِئُه وكِفَاؤه وكَفَاؤه، ولا كِفاء له وهو مصدر بمعنى المكافأة وُضع موضع المكافئ؛ قال حسّان:

  وروح القدس ليسَ له كِفاءُ

  أي مكافئ مقاوم، وهو كفؤ بيّن الكفاءة والكَفاء؛ قال:

  وأنكحها لا في كَفَاء ولا غِنًى ... زِيادٌ أضَلّ اللهُ سعيَ زيادِ

  وهم أكْفاءٌ كِرام. وأكفأتُ لك: جعلتُ لك كُفؤاً. وتكافؤوا: تساووا: «والمؤمنون تتكافأُ دماؤهم»، وفي العَقيقة: «شاتَان متكافئتان»: متساويتان في القَدْر والسنّ، وكافأتُه: ساويتُه، وهو مكافئ له. وكافأتُه بصنعه: جازيتُه جَزَاءً مكافئاً لما صنع. وكان رسول الله ÷ لا يقبل الثناء إلّا عن مكافئ. وكَفَأَ الإناءَ وأكفأه: قلَبه. ويقال: ربّ كافٍ كافئ لفِيك أي يُرى أنه يكفيك. وهو يَكفأُك أي يَكُبّك لفِيك. واستكفأتُه: طلبتُ منه أن يَكفأ ما في إنائه في إنائي. وانكفأ إلى وطنه. وتكفّأتْ بهم الأمواجُ.

  ومن المجاز: أكْفأَ في الشِّعر: قلَب حَرْف الرَّويّ من راء إلى لام أو من لام إلى ميم. وأصبح فلان كَفيء اللّون ومُكْفَأ الوجه: متغيّره أي كُفئ من حالٍ إلى حال، وأُكفئ لونُه وانكفأ. وفي حديث عمر: وانكفأ لونُه عامَ الرَّمادة. وفي الحديث: «لا تسأل المرأةُ طَلاق أختِها لتكتفئ ما في صَحْفتها». أي لتَجْترَّ حظَّها إلى نفسها.

  كفت - كَفَتَ المتاعَ: جمعَه وضمّ بعضَه إلى بعض. وكَفَتَ الفِراش. وفي الحديث: «اكفِتُوا صبيانكم باللّيل». وكَفَتَ الرّعاةُ مواشيَهم. والأرض تكفِت أهلَها {أَحْياءً وَأَمْواتاً}، وهي كِفاتهم. وكفَتَ ذيلَه: شمَّره. وفرسٌ كَفيتٌ: سريع، وتكفَّت في سيره؛ قال الشَّنفَرَى:

  وتأتي العَديَّ بارزاً نصفُ ساقها ... كعَدوِ فريدِ العانَةِ المُتَكَفِّتِ

  ومن المجاز: كَفَت اللهُ فلاناً إذا مات، واللهم اكفِته إليك. وفي الحديث: «إذا مرض عبدي فاكتبوا له مثل ما كان يعمل في صِحّته حتى أعافيَه أو أكفِته».

  كفح - كافَحَه: لاقاه مواجهة عن مفاجأة، ولقيتُه كفاحاً، وكافحوهم في الحرب: ضاربوهم تِلقاء الوجوه، وتكافحوا، وتكافحَتِ الكِباشُ، وكافح بعضُها بعضاً؛ قال الأغلب:

  كبشٌ لقرْنَيها كَسُورٌ ناطحُ ... غادرها عضْباء لا تكافِحُ