أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

كفف

صفحة 547 - الجزء 1

  وكفَحها وكافحها: قبّلها غَفْلة وِجاهاً. وفي حديث أبي هريرة: أكفَحُها وأنا صائم، وهو كفيحُها: ضجيعُها؛ قال عميْر بن طارق اليربوعي:

  مَناكِ الإلَهُ إن كَرِهتِ جماعَنا ... بمثلِ أبي قُرْطٍ إذا اللّيلُ أظلَمَا

  يَسوقُ الفِراعَ لا تُحسِّينَ غيرَه ... كفِيحاً ولا جاراً كريماً وَلا ابْنَمَا

  جمع فَرَعٍ وكان يتصدّق به على أخسّ النّاس فكانوا يتعايرون به. وكفحتُ الدّابّةَ وأكفحتُها: تَلقّيتُ فاها باللّجام.

  ومن المجاز: تكافحتِ الأمواجُ، وبحر متكافح الأمواج. وكافحتْه السَّموم. وكافحَ الأمرَ: باشره بنفسه. وكافحه بما ساءَه. وأصابه من السَّموم كَفْح ومن الحَرور لَفح.

  كفر - كَفَرَ الشيءَ وكفَّره: غطَّاه، يقال: كَفَرَ السحابُ السماءَ، وكفَر المتاعَ في الوعاء، وكفر اللّيلُ بظلامِه، وليلٌ كافِرٌ. ولَبِسَ كافِرَ الدُّرُوع وهو ثوب يُلبَس فوقها. وكفَرَتِ الرّيحُ الرّسمَ، والفَلّاحُ الحَبَّ، ومنه قيل للزُّرَّاع: الكُفَّار. وفارسٌ مُكَفِّر ومُتَكَفِّر، وكَفَّر نفسه بالسّلاح وتكفَّر به؛ قال ابن مُفَرِّغ:

  حمَى جارَه بِشرُ بن عمرو بن مَرْثدٍ ... بألْفَيْ كميٍّ في السّلاحِ مُكَفِّرِ

  وتكفَّرْ بثوبك: اشتملْ به. وطائر مُكَفَّرٌ: مُغطًّى بالرّيش؛ قال:

  فأُبتُ إلى قومٍ تريح نساؤهُمْ ... عليها ابنَ عِرْسٍ والإوَزَّ المُكَفَّرَا

  وغابتِ الشمسُ في الكافر وهو البحر. ورجل مُكَفَّر وهو المحْسان الذي لا تُشْكَر نِعمَتُه. وإذا أُمر الرجل بعمل فعمله على خلاف ما أُمر به قالوا: مَكْفور يا فلان عنَّيْت وآذيت أي عملُك مكفور لا تُحمَد عليه لإفْسادِك له. وكفَّر العِلجُ للملك تكفيراً إذا أومأ إلى السُّجود له. وخرج نَوْر العنب من كافوره وكُفُرَّاه وهو أكمامه، وكافور النخل وكُفُرَّاه: طَلْعُه. وفي الحديث: «أهل الكُفُور أهل القبور». وليُفتحنّ الشَّأمُ كَفْراً كَفْراً وهو القَرْية، يقال: كَفْرُ طاب وكَفْر توثا. وكافرني حقّي: جَحَده. وفي الحديث: «لا تُكَفِّر ولا تُكْفِر أهلَ قِبلتك». يقال: أكفَره وكفّره: نسبه إلى الكُفْر. وكفّر اللهُ عنك خطاياك.

  كفف - كَفَفْتُهُ عن الشرّ فكفّ عنه، فهو كافٌ ومكفوف. وهو يُكفكفُ دمعَه: يمسحه مرّةً بعد مرّة ليردّه. وصَافُّوهم ولافُّوهم ثمّ كافُّوهم؛ أي حاجِزوهم، وتكافُّوا: تحاجزوا. وعنده كَفَافٌ من العيش: ما كَفّ عن النّاس أي أغنى. ونفقتُه الكَفَافُ وليس فيها فضل. وليتني أنجو منه كَفافاً لا لي ولا عليّ. ودعني كَفَافِ: تَكُفُ عني وأكُفّ عنك؛ قال رؤبة:

  فليتَ حَظّي من نَداكَ الضّافي ... والنَّفعُ أن تَترُكني كَفَافِ

  واستَكفّ النّاسَ وتكفَّفهم: مدّ إليهم كفَّه يسألهم. وفلان يستكِفّ الأبواب ويتكفَّفها. واستكفَ النّاسُ حوالَيْه: أحدقوا به. واستكفّ الشيءُ: استدار كأنّه كِفّةٌ. واستكفَّتِ الحَيَّةُ: تَرَحَّت؛ وأنشدتْ قُرَيْبَةُ أمّ البُهلول:

  ومقطوعة قَطْعَ الرَّحى مُستديرة ... تَعَضّ بأضراسٍ وليسَ لها فَمُ

  أراد السَّعْدانَة وثمرتها مستديرة ولها شَوْك حداد كالإبر. واستكفّ الرّملُ: استمسك؛ قال النابغة:

  باتَ بحِقْفٍ من البَقَّارِ يحفُرُهُ ... إذا استَكَفّ قليلاً تُربه انهدَما

  واستكفّ النّاظرُ: وضع يده على حاجبه، وعين مُسْتَكِفّة. ولقيتُه كَفَّةً كَفَّةً. «وأضيق من كِفَّةِ الحابِل». ووشمتْ كفَّها كِفَفاً: داراتٍ. وهذه كُفّة الرّمل، وكُفّة الثوب وهي طُرّته المستطيلة. وبُعث رسول الله ÷ إلى الثقلين كافّةً. وثوب مُكَفَّفٌ: له كفائِفُ ديباج يُكَفُ بها جيبُه وأطرافُ كمَّيه؛ قال طُفَيل:

  تَظَلّ رِياحُ الصّيفِ تَنْسجُ بينَهُ ... وبينَ قَميصِ الرَّازِقيّ المُكَفَّفِ