أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

كلح

صفحة 549 - الجزء 1

  كُلأةٍ؛ وأكْلأتُ في الطّعام وكَّلأتُ: أسلفتُ. وأصابوا كَلأً واسعاً وأكلاءاً وهو المرعى رطْباً كان أو يابساً، وجناب مُكلئ وكالئ، وأرض مُكلئة ومَكْلأةٌ. وبلغوا كَلاءَ النّهر ومُكَّلأه وهو مرفأ السفن وحيث تُستر من الرّيح وتُكلأ.

  ومن المجاز: كَلأتُ النّجمَ متى طلع إذا رعيتَه؛ قال الكميت:

  حتى إذا لهَبَانُ الصّيفِ هبَّ لهُ ... وأفغرَ الكالِئينَ النّجمُ أو قَرُبوا

  وقال زهير:

  خَوْدٌ منعَّمَةٌ أنيقٌ عيشُها ... للعَينِ فيها مَكْلأٌ وبَهاءُ

  تديم النظر إليها كأنّك تكلأها لإعجابك بها، ومنه: رَجُل كَلُوءُ العين: ساهرها لأن الساهر يوصف برِقبة النجوم، وعين كَلوءٌ، وناقةٌ كَلوءُ العين؛ قال الأخطل:

  ومَهمهٍ مُقفرٍ تُخشَى غوائلُه ... قطعتُه بكَلوء العين مِسفارِ

  واكتلأتْ عيني: سهرتْ، وأكلأتُها: أسهرتُها. وقد كَلأ عمرُه إذا طال وتأخّر؛ وقال:

  تعفّفتُ عنها في السّنين التي خلَتْ ... فكيفَ التّصابي بعدما كَلأ العُمْرُ

  وبلغ الله بك أكلأ العمر. وفي مثل: «مَن مشى في الكَلَّاء قذفناه في الماء» أي من وقف موقف التهمة لمناه.

  كلب - هذه أكْلُبٌ وأُكَيْلِبٌ وكِلابٌ وكَلِيبٌ، وصائد مُكَلِّبٌ: معلّم للكلاب وسائر الجوارح، وكَلْبٌ كَلِبٌ، وكِلابٌ كَلْبَى، وبه كَلَبٌ. ورجل كَلِبٌ، وقومٌ كَلْبَى. وفي دماء الملوك شفاء للكَلْبَى. وأسيرٌ مُكَلَّبٌ. وبيده كُلَّابٌ وكَلُّوبٌ: خشبة في رأسها عُقّافة منها أو من حديد؛ قال:

  جُنادفٌ لاحقٌ بالرّأس منكبه ... كأنّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلَّابِ

  يغرى ويحثّ. وأصابته أُمّ كَلْبَةَ وهي الحمّى.

  ومن المجاز: نحن في كَلَبِ الشّتاء وكُلْبَتِه، والنّاس في أُلْبَةٍ وكُلْبَةٍ: في جوع وبرد؛ قال:

  أنجَمَتْ قِرّة الشّتاء وكانتْ ... قد أقامَتْ بكُلْبَةٍ وقِطَارِ

  وشتاء ودهر كَلِبٌ. وكَلِبَتِ الأرضُ، وأرضٌ كَلِبَةٌ: لم يُصبها الربيع فخشنت ويبست. وكَلِبَ القِدّ على الأسير: جفّ عليه وعضّه. وسائلٌ كَلِبٌ: شديد الإلحاح. وهو كَلِبٌ على كذا: حريص عليه، وتكالبَ النّاسُ على الدنيا: اشتدّ حرصهم عليها. وتكالب الخصمان: تشاتما، وكالبَ أحدهما صاحبه. وأهل اليمن يسمّون الجريء: مُكالباً لمكالبته الموكَّلَ بهم، وتقول: فلان عنيف المطالبه شنيع المكالبه. وكفّ عنه كِلابَهُ إذا ترك شتمه وأذاه؛ قال:

  ألم ترَني سكَّنتُ إلِّي لإلِّكُم ... وكفكفتُ عنكم أكلُبي وهيَ عُقَّرُ

  أراد أهاجِيَه؛ وقال النابغة:

  سأربِطُ كَلْبي أن يريبك نبحُهُ ... وإن كنتُ أرعى مُسحلانَ فحامِرَا

  أي وإن كنت بعيداً منك. وقال الجاحظ: يقال للعود إذا كان سريع العُلوق: ما هو إلّا كَلْبٌ. وفلان بوادي الكَلْبِ إذا كان لا يُؤبَهُ له ولا مأوى يؤويه كالكَلْب تراه مُصحِراً أبداً. وأنشب فيه كلاليبَه: مخالبه.

  كلح - كَلَحَ الرجُلُ كُلوحاً: بدت أسنانه من العبوس، ووجه كالح {وَهُمْ فِيها كالِحُونَ}. وكَلَّحَ وجهَه: عبّسه، وكلّح في وجه الصبيّ والمجنونِ إذا فزّعه.

  ومن المجاز: دهر كالح، وأصابتهم كُلاحٌ: سنة شديدة. وما أقبح جَلَحَته وكَلَحَته! وهي الفم وما حوله. وتكلَّح البرقُ: تتابع، وأصله من ظهور الأسنان وانكشافها، كما يقال: تبسّم البرق.

  كلع - بقدمه كَلَعٌ: وسخ وشُقاق، وكَلِعَتْ رِجْلُه.

  كلف - بوجهه كَلَفٌ، وقد كَلِفَ وجهُه. وبعيرٌ أكلفُ: بيّن الكُلْفَةِ وهي حمرة يخالطها سواد. وكَلِفَ الأمرَ