أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

كلل

صفحة 550 - الجزء 1

  وكَلِفَ به إذا تكلَّفه. وكَلِفَ بالمرأة كَلَفاً شديداً. وليس عليه كُلْفَةٌ في هذا أي مشقّة، وهو يحتمل الكُلَفَ، وتقول: من لم يصبر على الكُلَف لم يصلْ إلى الزُّلَف. وكلَّفه الأمرَ فتكلَّفه، وهو في تَكاليفَ؛ قال زهير:

  سئمتُ تكاليفَ الحياة ومن يَعشْ ... ثمانين حوْلاً لا أبا لك يَسأمِ

  وهو متكلِّف: وقَّاع فيما لا يعنيه عِرِّيض للفضول.

  كلل - كَلَ الإنسانُ والدابّةُ كَلالاً وكَلالَةً، وهو كالٌ مُكِلٌ: كلَّت دَوابّه، وأكَلَ دابّته. وكَلَ السيفُ كُلولاً وكِلَّةً. وكلَّله: ألبسه الإكليلَ وهو عصابة مزيّنة بالجواهر. وانكَلَّتِ المرأةُ: ضحكتْ؛ قال الأعشى:

  وتَنْكَلُ عَن مُشرِقٍ بارِدٍ ... كشوْكِ السَّيالِ أُسفَّ النَّؤورَا

  وهو كَل عليه.

  ومن المجاز: كَلَ بصرُه ولسانُه كِلَّةً، وهو كَليلُ البصر واللّسان. وكَلَ عن الأمر: ثقل عليه فلم ينبعث فيه. وكَلَ فلان كَلالَةً إذا لم يكن ولداً ولا والداً أي كَلَ عن بلوغ القرابة المماسّة؛ قال الطرمّاح يصف الثور:

  يهزُّ سلاحاً لم يَرثه كَلالَةً ... يشكّ به منها غُموضَ المَغَابِنِ

  وكَلّلَ عن القتال: نَكَلَ. وانطلق مُكلِّلاً: ذهب لا يبالي بما وراءه. وكلَّلَ على القوم: حمل عليهم. يقال: كَلَّلَ تكليلةَ السَّبُع؛ وقال أبو زبيد الطائيّ:

  فأجمرَتْ حَرَجٌ خَوصاء ناجيةٌ ... وأيقنتْ أنّه إذ كَلَّلَ السَّبُعُ

  أي أنّه وقت تكليله. وجفنة مكلَّلة بالسَّديف، وجِفان مكلَّلات. وروضة مكلَّلة: محفوفة بالنَّوْر. وتكلَّلوه: أحدقوا به. وألقى عليه الدهرُ كَلْكَلَهُ. وانكلَ السّحابُ واكتَلّ: ضحِك بالبرق.

  كلم - سمعته يتكلّم بكذا، وكلّمتُه وكالمتُه، وكانا متصارمين فصارا يتكالمان. وموسى كليمُ الله. ونَطق بكَلِمةٍ فصيحة، وبكلِماتٍ فِصاحٍ وبكَلِمٍ، وجاء بمراهم الكِلام من أطايب الكَلام. ورجلٌ كِلّيمٌ: منطيق. وكُلِمَ فلان وكُلِّم فهو كَلِيمٌ ومُكَلَّمٌ، وهم كَلْمَى، وبه كَلْمٌ وكِلامٌ وكُلُومٌ.

  ومن المجاز: حفظتُ كلِمةَ الحُويْدرة لقصيدته، وهذه كَلِمَةٌ شاعرةٌ، وهذا ممّا يَكلِمُ العِرضَ والدينَ.

  كلي - هو يطعن في الكُلَى. وفَسَّر الخليل الكُلْيتين بأنّهما لحمتان منقبرتان حمراوان لازقتان بعظم الصلب عند الخاصرتين في كُظْرين من الشحم وهما بيت الزَّرع. وكَلَيتُه، واكتليتُه: أصبتُ كُليته.

  ومن المجاز: شربَ الماءَ من كُلية المزادة وهي الجُليدة المستديرة تحت عروتها. وحللنا على ركايا في كُلَى الوادي: في جوانبه. ودبِرَ البعيرُ في كُلاه إذا دَبِر في خاصرتيْه. وفلان لا يفرق بين كُليتي القوس وكُليتي السهم، فكليتا القوس ما عن يمين الكبد وشمالها وكليتا السهم ما عن يمين النصل وشماله.

  ومن مجاز المجاز: سحابة واهيةُ الكُلَى.

  كمأ - جنيتُ كَمْأً واحداً وكَمْأين وثلاثة أكمؤٍ، وكَمْأَةٌ كثيرةٌ، وهذا عكس تمْرةٍ وتمرٍ، وخرجوا يتكمّؤون: يجتنون الكَمْأَةَ، وتكمَّأْنا في أرض بني فلان؛ وأنشد الكسائي:

  فلا تحبسنّي بأرضِ العراق ... وخَلِّ سَبيلي إلى البادِيهْ

  أُراعي المخاض وأجني الكَما ... وتلك لنا عيشةٌ راضيَهْ

  ومن المجاز: كَمِئَتْ يدُه ورجلُه من البرد والعمل: تشقّقت فصارت كالكَمْأَة.

  كمت - فرس كُمَيْتٌ: بيّن الكُمْتَةِ من خَيلٍ كُمْتٍ.

  ومن المجاز: سقاه كُمَيْتاً: خمرة في لونها كُمْتة، وتقول: اصطبح من الكُميْت حتى أصبح كالمَيْت، وتمرة كُمَيْتٌ؛ قال:

  وكنتُ إذا ما قُرّب الزّاد مولعاً ... بكلّ كُميتٍ جَلدةٍ لم تُوَسَّفِ