أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

مخر

صفحة 584 - الجزء 1

  صاحبَه. وتماحَكَ البيّعانِ. وتقول: المتلوّن مرّة يضحَك ومرّة يمحَك.

  محل - أصابهم مَحْلٌ ومُحُولٌ. وقد أمحلتِ الأرضُ، وأمحلَ أهلُها. وبلد وزمان ما حِلٌ ومُمْحِلٌ، وعن ابن دُرَيد: أمحَلَ اللهُ الأرضَ، وأرضٌ مَحْلٌ، وأرَضونَ مَحْلٌ ومُحولٌ وأمحالٌ. ومَحُلَ - بضم الحاء وفتحها وكسرها - به إلى السلطان: سعى به. وفي الدّعاء: «ولا تجعله علينا ماحِلاً مصدَّقاً». وإنّه لَحُوَّلٌ قُلَّبٌ دَحِلٌ مَحِلٌ: محتال كيّاد، وهو يتمحّل: يحتال، وماحله: كايده {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ}. ورجلٌ مُتماحِلٌ: فاحش الطُّول. وبلدٌ متماحِلٌ: بعيدٌ؛ قال يصف فرساً:

  من المسْبَطِرّاتِ الجيادِ طِمِرّة ... لجوج هواها السَّبسَبُ المتماحلُ

  وقال آخر يصف بعيراً:

  بعيدٌ منَ الحادي إذا ما ترَقّصَتْ ... بناتُ الصُّوَى في السَّبسَبِ المتماحِلِ

  وفرسٌ قويُ المَحَال وهو الفَقار، الواحدة: مَحَالَةٌ والميم أصليّة بدليلِ قولِ جندلٍ:

  أصهَبُ تَغتالُ فُضُولَ الأحبُلِ ... منهُ حَوابٍ كقرُونِ الإيَّلِ

  عُوجٌ تَساندن إلى مُمَحَّل

  إلى مُركَّب المَحالِ وهو وسَط الظَّهر.

  ومن المجاز: أمرٌ متماحِلٌ، وفتنة متماحلةٌ: متطاولة لا تكاد تنقضي. وفي حديث عليّ: إنّ من ورائك أموراً متماحِلَةً. واستَقَى على المَحَالةِ وهي البَكْرة. وتحلّت المرأة بالمَحال والفِقَر وهو صَوغٌ من الذهب صِيغ مُفقَّراً أي على شكل الفَقار؛ قال مسكين الدارميّ يصف رجلين:

  هما حُبِيا بديباجٍ كَريمٍ ... وياقُوتٍ يُفصَّلُ بالمَحَالِ

  يريد حاجباً وعُطارداً توّجهما كسرى بتاجين حين افتكّ حاجبٌ قوسَه.

  محن - وقع في مِحنة ومِحَنٍ، ومُحِنَ فلان وامتُحِنَ، ورجلٌ ممحون ومُمْتَحَنٌ.

  ومن المجاز: ثوبٌ ممحونٌ: خَلَقٌ، وقد مُحِنَ هذا الثوبُ إذا مُحِقَ بطول اللُّبس. ومَحَنَ الأديمَ: مدّده حتى وسّعه وبه فُسّر قوله تعالى: {امْتَحَنَ اللهُ قُلُوبَهُمْ} أي شرحها ووسّعها. ومَحنتُ ناقتي: جهدتها بالسّير؛ قال:

  أتَتْ رَذايَا بادِياً كَلالُها ... قد مُحنَتْ واضطرَبتْ أوصالُها

  محو - كتابٌ ممحوٌّ وماحٍ: ذو مَحْوٍ. ومحوته فانمحى، وتقول: وحاه ثمّ محاه.

  ومن المجاز: مَحَتِ الرّيحُ السّحابَ والمطرُ الجدبَ والصبحُ اللّيلَ، والإحسان يمحو الإساءة. وهَبّتْ مَحْوَةُ وهي الشَّمال لأنّها تمحو السّحابَ؛ قال:

  قد بكرَتْ مَحْوَةُ بالعَجاجِ ... فدَمّرَتْ بَقيّةَ الرَّجَاجِ

  وأصابت الأرضَ مَحْوَةٌ: مطرة تمحو الجدبَ. وتركتُ الأرضَ مَحْوَةً واحدةً إذا طبّقها الغيثُ. ويقال: تمحَ منهم يا فلان تحلّلْ أي اطلبْ منهم أن يمحوا عنك ما جنيتَ عليهم، وتحلّل فلان وتمحّى.

  مخخ - عظمٌ مُمِخٌ، وقد أمخّتْ عظامه، وأمخّتِ الشّاةُ، وتمخّختُ العظامَ: أخرجتُ مُخَّها.

  ومن المجاز: أكلتُ مُخّ العين: شحمتَها. وهؤلاء مُخُ القوم ومُخّةُ القوم: لخيارهم. ولا أرى لأمرك مُخّاً: خيراً. وأمرٌ مُمِخّ: فيه فضل وخير. وهذا لسان مُمِخّ: حسَن الشّفاعة، وله لسانٌ مُمِخّ: ذلِقٌ قويٌّ على الكلام. وفي مثل: «أهونُ ما أعملتَ لسانٌ مُمِخّ». «بين المُمِخَّةِ والعَجْفاء»: للوسط، «شرٌّ ما أجاءك إلى مُخَّةِ عُرقوب»: في الحاجة إلى اللّئيم.

  مخر - فُلْكٌ مَواخِرُ، تمخُر الماء وتمخَره: تشقّه مع صوت، ونشأت بناتُ مَخْرٍ وهي سحاب الصيف تمخُر الجوّ مَخْراً. واستمخرتُ الرّيحَ: استقبلتُها بأنفي، وخرجتُ أتمخّر الرّيحَ