أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

مني

صفحة 606 - الجزء 1

  مَنَنّاهنّ بالإدلاجِ حتى ... كأنّ متونهنّ عصيُّ ضالِ

  ومنه: الحبلُ والثوبُ المَنينُ: الواهي المنسحق الشَّعر والزئبر؛ قال:

  يا ريَّها إن سلمتْ يميني ... وسلِمَ السّاقي الذي يَليني

  ولم تخنّي عُقدة المَنِين

  وقال:

  قد جعلَتْ وعكتُهنّ تَنجلي ... عَنّي وعن مَنينِها الموَصَّلِ

  أي يصدر انجلاؤها عني وعن رشاء الدّلو باستقائي؛ وقال أوس:

  تأوي إلى ذي جُدَّتَينِ كأنّهُ ... كَرٌّ شديدُ العصب غيرُ مَنينِ

  ومَنّتْهُ المنونُ: قطعتْه القَطوعُ وهي المنيّة؛ قال:

  كأن لم يَغنَ يوْماً في رَخاء ... إذا ما المَرْءُ مَنّتْهُ المَنُونُ

  و {أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ}. وتقول: ما أعظم مِنّةً مَنَّها لو لا أنّه مَنَّها. وأتيته مستعدياً فقال ومَنْ بك.

  مني - مَنَى اللهُ لك الخير. وما تدري ما يَمني لك الماني؛ قال:

  ولا تَقولنْ لشيء لستُ أفعلُهُ ... حتى تَبَيَّن ما يَمني لكَ الماني

  وأنا راضٍ بمَنى الله: بقدَره، وتقول: ساقه المَنى إلى دَرْك المُنى؛ قال:

  لعمرُ أبي عمرٍو لقد ساقَه المَنى ... إلى جَدَثٍ يَزْوَى له بالأهاضِبِ

  وقال:

  سأُعمِلُ نَصَّ العيس حتى يكفّني ... غنى المالِ يَوْماً أو مَنى الحَدثانِ

  وهو مِنّي بمَنى مِيلٍ، وداره مَنى داري: بحذائها، ومنه: المنيّة والمنايا؛ قال زهير:

  كعوْف بن شمّاس يرشِّحُ شِعرَه ... إلى أسَديّ يا مَنيَ فأسجحي

  أي تعاليْ يا منيّة فهذا وقتك. وتمنّى على الله أمنيّة وأمانيَ ومُنيَةً ومُنًى، ومُنيَ بكذا: بُليَ به، وهو ممنوٌّ به، ولأمنوَنّك بما لم تُمنَ بمثلِه. وأمنَى الرجلُ ومَنَى. وقُرئ {أفَرَأيْتُمْ مَا تَمْنُونَ}.

  موت - مات مَوتةً لم يمتها أحد، ومات مِيتةَ سوء، وأماته الله، وهو ميِّت ومَيْت، وهم موتى وأموات وميّتون. وموّتتِ البهائمُ. وأكل المَيْتَةَ. وفلان مستميتٌ: مسترسل للموت كمستقتل؛ قال:

  فأعطيتُ الجُعالَةَ مُستَميتاً ... خفيفَ الحاذِ من فتيان جَرم

  واستميتوا صَيدكم ودابّتكم: انتظروا حتى تبيّنوا أنّه قد مات. ووقع في النّاس والمال مَوْتانٌ ومُوتانٌ، بالفتح والضم مع سكون الواو. وتماوتَ الثعلبُ.

  ومن المجاز: أحيا الله البلدَ الميّتَ، وهو يُحيي المَوات والمَوَتان، واشترِ من المَوَتان ولا تشترِ من الحيوان. وأمات الشيءَ طبخاً، وأُميتَتِ الخمرُ: طُبخت. ورجل مَوْتان الفؤاد إذا لم يكن حَرِكاً حيَّ القلب، وامرأة مَوتانة الفؤاد. وهو مستميتٌ إلى كذا: مستهلك إليه يظنّ أنّه إن لم يصل إليه مات؛ قال:

  وصاحبٍ صاحَبْتُهُ زَمِيتِ ... ليسَ إلى الزّادِ بمستَميتِ

  واستمات الشيءُ: استرخى؛ قال:

  قامتْ تُريك بَشَراً مكنُونَا ... كغرقئِ البَيْض استَماتَ لِينَا

  وماتَتِ النّارُ: خمدتْ؛ قال ذو الرّمّة:

  رَبْلاً وأرْطَى نفتْ عنه ذوائبُه ... كواكبَ القيظ حتى ماتتِ الشُّهُبُ