أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

موث

صفحة 607 - الجزء 1

  وماتَ العجَاج: سكن؛ قال ذو الرّمّة:

  سَخاويّ ماتَتْ فوقها كلُّ هبوَةٍ ... من القيظِ واعتمّتْ بهنّ الحَزاوِرُ

  السَّخواء: الأرض السهلة وجمعها: سَخاويّ. ومات الثوبُ: أخلق. ومات الطريق: انقطع سلوكه. وبلد تموت فيه الريح كما يقال: تهلك فيه أشواط الرّياح؛ قال محمّد بن ذؤيب:

  فلاة تموتُ الرّيحُ في حَجَراتِها ... يحارُ القطا فيها عن الأفرُخِ الطُّحلِ

  وماتت الريح: سكنتْ؛ قال أبو النّجم:

  بحرٌ يكلِّلُ بالسَّديفِ جِفانَهُ ... حتى تموت شَمالُ كلِّ شتاء

  ومات فوق الرّحل إذا استثقل في نومه؛ قال ذو الرّمّة:

  إذا ماتَ فوْقَ الرّحلِ أحييتُ رُوحَه ... بذكراكِ والصُّهْبُ المراسيلُ جُنَّحُ

  مائلة في السّير. وماوَت قِرنَه: صابره وثابته؛ قال يصف ثوراً وكلاباً:

  فأيقنّ أنْ لاقَينَهُ أنّ يومَه ... بذي الرِّمْثِ إن ماوَتْنَه يوْمُ أنْفَسِ

  أي يوم أنْفَسِها: أطولها عمراً. وفلان مات من الغمّ، ويموت من الحسد، وموتٌ مائتٌ: شديد. وأمات فلان بنين: ماتوا له، كما يقال: أشبَّ فلان بنين إذا شبّوا له؛ قال الأخطل:

  مُدْميَة حُرّاً من الوَجهِ حاسِراً ... كأن لم تُمِتْ قبلي غُلاماً وَلا كَهلا

  وبه مُوتة: فُتور في العقل. وأخذته المُوتة: الغشي. وبها مُوتة: فتور في عينيها كأنّها وَسْنى؛ قال الأخطل:

  فقد تُهازِلُني المُسْتَبعِلاتُ وقد ... يعتاقُني عند ذاتِ المُوتةِ الأنَقُ

  وفلان متماوتٌ: يُسكِّن أطرافَه رياء. وفي حديث عائشة: لا تُمِتْ علينا ديننا أماتك الله. وأمات غضبه: سكّنه؛ قال أبو النّجم:

  نَهُذّهم هَذَّ الحريقِ القَصَبَا ... بالمَشرَفِيّاتِ يُمِتنَ الغَضَبَا

  موث - ماثَ الشيءَ في الماء: أذابه فيه.

  موج - بحر مائج، وماج البحرُ وتموّج، وارتفعت موجةٌ. عظيمة وموج كثير وأمواج.

  ومن المجاز: ماج النّاسُ في الفتنة وهم يموجون فيها، وماجت الفتنة. والسِّلعة تموج بين الجلد واللّحم. وفعل ذلك في مَوْجة شبابه وغَلْوة شبابه: في عُنفوانه. وماجت يدا النّاقة ومِلاطاها في السّير، وإنّها لمَوجَى الحبال إذا جالت أنساعُها؛ قال العُجَير السَّلوليُّ:

  ولمّا تصَدّى للرّواحِ انبرَتْ لهُ ... براكبِها مَوجَى الحبالِ زَهوقُ

  وماج فلان عن الحقّ: مال عنه.

  مور - مَارَ الشيءُ يَمورُ إذا تردّد في عَرْضٍ كالدّاغِصَة في الرُّكبة. والدّم يمور على وجه الأرض إذا انصب فتردّد عَرْضاً. وجَمَلٌ مَوّار الضَّبْعين. وفرس موّار الظهر. ومار السِّنان في المطعون، وأماره الطّاعن؛ قال:

  وأنتم أناسٌ تقمصونَ من القَنَا ... إذا مارَ في أعطافِكُم وتأطَّرَا

  وأمارَ الدُّهنَ والطِّيبَ على رأسه؛ قال الشَّمّاخ يصف قوساً ونبعة صفراء:

  كأنّ علَيها زَعفراناً تُمِيره ... خَوازِنُ عَطّارٍ يَمانٍ كوانزُ

  وجاءت الرّيح بالمُور وهو التراب الذي تمور به، وأمارت الرّيحُ التراب.

  موص - مَاصَ الثوبَ مَوْصاً وهو غَسْلٌ ليّن رفيق، وفي حديث عائشة ^: مَاصُوه كما يُماصُ الثوبُ بالصابون ثمّ قتلوه. وهو يَمُوص أسنانَه ويَشُوصها، وهذه مَوّاصة الثياب: لغَسّالتها.

  موق - رجلٌ مائِقٌ، وماق الرجلُ واستماق، وليس بمائق ولكن يَتَماوق وما أبين مُوقَه إذا رأى موموقه. وتقول: