أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نأنأ

صفحة 611 - الجزء 1

  ن

  نأنأ - كان ذلك في النَّأنأةِ: في أوّل الإسلام، ومعناها الضّعف قبل أن يقوى ويَعُزّ، يقال: رجلٌ نأنأ، وفيه نأنأة؛ قال امرؤ القيس:

  لعَمرُكَ ما سَعْدٌ بخُلّةِ آثِمٍ ... ولا نأنإٍ يوْم الحفاظِ وَلا حَصِر

  وفي الحديث: «طوبَى لمن مات في النَّأنأة». وقال عليّ ¥ لسُليمان بن صُرَدٍ: تنأنأتَ وتربّصتَ فكيف رأيتَ اللهَ صنع؟. أي فَتَرتَ وقصّرتَ.

  نأج - جأر إلى الله ونَأج، وبتُّ أُناجي ربّي وأنأج إليه وهو أضرع ما يكون من الدُّعاء وأحزنُه. وفي الحديث: «ادْعُ ربَّك بأنأجِ ما تقدر عليه»؛ قال:

  أنتَ الغِياثُ إذا المُضطَرُّ في كُرَبٍ ... نادى بصَوْتٍ ضَعيفِ الرِّكز نأْآجِ

  وريحٌ نؤوجٌ: لها حفيف، وقد نأجتْ، ورياح نوائجُ؛ وقال ذو الرّمّة:

  وصَوَّح البقلَ نأْآجٌ تَجيء بهِ ... هيفٌ يمانيّةٌ في مَرّها نُكُبُ

  ومن المجاز: نأجتِ الرائحةُ كما يُقال: عجّتْ؛ قال:

  كأنّ نأجَ نَفحَةٍ من سُنبُلِ ... من طَيّبِ الكافُورِ والقَرَنْفُلِ

  بجيبِ جمّاءِ العِظامِ عَيْطَل

  وتقول: جاء بَيلنجوج له أريجٌ وعجيج في البيت ونَئيج.

  نأد - داهيةٌ نُؤَاد ونَآد بوزن عُقام وصَناع، ونآدى بوزن نَصارى، ونأدتْه الدّاهيةُ تَنأدُه: قدحتْه وبلغتْ منه؛ قال:

  أتاني أنّ داهِيَةً نآداً ... على شَحْطٍ أتاكَ بها مَيُونُ

  أي كذوبٌ؛ وقال الكميت:

  فإيّاكم وداهِيَةً نآدى ... أظَلَّتكم بعارضِها المَخيل

  أُنشد لأبي تمام:

  سمعتُ بذكر داهيَةٍ نآدٍ ... ولم أسمَعْ بسرّاجٍ أديبِ

  ويقال: داهية نؤود.

  نأش - جاء نَئيشاً أي أخيراً؛ قال:

  تمَنّى نَئيشاً أن يكُونَ أطاعَني ... وقد حَدَثَتْ بعدَ الأمُورِ أُمُورُ

  نأم - سمعتُ نَئيمَ الأسدِ ونَئيمَ القوسِ وهو صوتٌ ضعيف.