أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نتأ

صفحة 616 - الجزء 1

  بنَائيَةِ الأخْفاف من قمَع الذُّرَى ... نِبَالٌ تَواليها رِحَابٌ جُنُوبُها

  ويقال: كَعْبُها نَبيلٌ: على وجه الذّمّ. وأنبلَ قِداحَه: جعلها غليظَةً جافيةً. وتَنَبّل الخَطْبُ: عَظُمَ. ورجل نابل بالأمر: حاذِقٌ به، استُعير من الحاذق بالنِّبالة. ونَبِّلْني حجارةً أتطهّرُ بها وهي النَّبلُ والنُّبل. وفي الحديث: «أبعدوا المذهب واتّقوا الملاعن وأعِدّوا النّبل». وما انتَبَل نُبْلَه إلّا بآخرة أي ما أخذ عُدّته إلّا بعد فواتِ الوقت.

  نبه - انتَبه من نومه واستنبه وتنبّه ونَبِه نُبْهاً؛ قال:

  وتَبذُلُ لي سَلْمى إذا نمتُ حاجتي ... وتُلْفى خلالَ النُّبْه وهيَ مَنُوع

  وأضَلّوه نَبَهاً: لا يدرون متى ضَلّ حتى انتبهوا له. ورجل نبيه، وقد نَبُه نَباهَةً، ونبّهتُ باسمه: نوّهتُ به.

  ومن المجاز: سمِعتُ كلاماً فما نَبِهتُ له: فما فَطِنتُ له. وما لي به نُبْهٌ ونَبَهٌ. ونَبّهْتُه من غَفْلته، وتنبّهتُ على الأمر: تفطّنتُ له.

  نبو - نَبَا السّيفُ عن الضّريبة نَبْوةً ونُبُوّاً، وسيفٌ نابٍ، و «لكلّ صارم نَبْوة»، وما أنبَى سيفَك؟: ما جعله نابياً.

  ومن المجاز: نَبَا عنه بصري؛ قال:

  نَبَتْ عَينُ مَيٍ نَبوَةً ثمّ راجعتْ ... وما خيرُ عينٍ إذ نَبَتْ لم تُراجع

  وتقول: نَبَتْ عيني فأذْنبت إذ نَبَت. ونبا عنه فهمي. ونبا عني فلانٌ: فارقني، وبيني وبينَه نَبْوَةٌ. وهو يشكو نَبْوَةَ الزّمان وجَفْوَتَه، وأصابتهم نَبَوَاتُ الزّمان وجفواتُه. ونبا السّهمُ عن الهَدَف: لم يُصِبه. ونبا عليه صاحبه إذا لم يَنقَدْ له. ونبا عليه سيفُه؛ قال:

  أنا السّيفُ إلّا أنّ للسّيفِ نَبْوَةً ... ومثليَ لا تَنبُو عليك مَضاربُهْ

  ونَبا به منزلُه وفراشُه؛ قال:

  فأقِم بدارٍ ما أصبتَ كرامةً ... وإذا نَبا بك منزلٌ فتَحَوّلِ

  وفي مثل: «الصدق يُنبي عنك لا الوعيد». وأنشد سيبويه يصف جملاً:

  أو مُعْبَر الظّهر يُنبي عن وليّته ... ما حَجّ رَبُّه في الدّنيا ولا اعتمرَا

  نتأ - وقع على صخرةٍ ناتئَةٍ من الجبَل. ونتأتِ القَرْحة: ورِمَتْ. ونتأ ثَدْيُ الجارية. وفي مثل: «تحقره ويَنتأ» أي يتقدّم بالنُّكر ويَشْخَص به وأنت تحسبه مُغَفَّلاً.

  نتج - نُتِجَتِ النّاقةُ وهي مَنْتوجَةٌ، وأنتجتْ فهي مُنتِجَةٌ إذا وضعت، ونُوقٌ مناتيجُ، ونَتَجها صاحبها وأنتجها: وَليَها حتى وضَعتْ فهو ناتِجٌ ومُنْتِجٌ؛ قال الحارث بن حِلِّزَةَ:

  إنّك لا تَدري منِ النّاتج

  وهذا وقتُ نَتْجِها ونِتاجِها أي وضعِها، وفرس نَتُوجٌ ومُنتِجٌ، وكذلك كلّ حافر إذا دنا نتاجُها وعَظُم بطنُها، وقد نَتَجَتْ وأنتجتْ: حَملتْ، وتَنَتّجت النّاقةُ: تزحّرتْ في نتاجها، وتَناتجت الإبلُ وانتتجتْ: توالدتْ، ولي قَلوصٌ ما أركَبَتْ ولقد ولدَتْ نتائجُها أي لِداتُها؛ قال:

  نَتيجَتُها في العَينِ حِقٌّ وناقَتي ... كبازِلِ ذي عامَينِ كوْماء كالقَصْرِ

  أي مُوافِقتُها في النِّتاج ومُساوِيتُها. وغَنَمُ فلانٍ نتائجُ أي في سِنّ واحدة.

  ومن المجاز: الرّيحُ تُنتجُ السّحابَ؛ قال الراعي:

  أرَبّتْ بها شَهْرَيْ ربيع علَيهِمِ ... جَنائبُ يَنتجنَ الغَمامَ المَتالِيا

  وفي مثل: «إنّ العَجْزَ والتّوَانيَ تَزاوجا فانتَتَجا الفَقَر»؛ قال ذو الرّمّة:

  قد انتَتجتْ من جانبٍ من جُنُوبِها ... عَواناً ومن جَنْبٍ إلى جَنبِها بِكرَا

  وهذه المُقدّمة لا تُنتج نتيجةً صادقةً إذا لم تكن لها عاقبةٌ محمودةٌ. ويقال: هذا الولد نَتيجُ ولَدي إذا وُلدا في شهرٍ