أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نظف

صفحة 641 - الجزء 1

  وإن فيك لَنظرةً أي رَدّة وقُبحاً؛ قال:

  وأنا سيفٌ من سيوفِ الهِندِ ... ما شئت إلّا نظرة في الغِمدِ

  وكلّ ما سرّك عِندي عِندي

  ومن المجاز: نظرت الأرضُ بعينٍ وبعينينِ إذا ظهر نباتها. ونظر الدهرُ إليهم: أهلكهم. وحيٌّ حِلالٌ ورئاء ونَظَرٌ: متجاورون ينظر بعضهم إلى بعض. وبيننا نَظَرٌ أي قدرُ نَظرٍ في القُرب. ونَظَر إليك الجبلُ أي قابلك. ودورهم تتناظر. وهذا الجيش يناظر ألفاً: يقاربه، وهو نظيره بمعنى مناظره أي مقابله ومماثله، وهم نظراؤه، وهي نظيرتها، وهن نظائر: أشباه. وعن الزهريّ: لا تُناظرْ بكلام الله ولا بكلام رسول الله، ÷، أي لا تقابل به ولا تجعل مِثلاً له. وما كان نظيراً لهذا ولقد أنظرتُه، وما كان خطيراً ولقد أخطرتُه. وإن فلاناً لفي منظر ومستمَع وريّ ومَشبَع؛ أي في خصب ودعة وفيما أحبّ أن ينظر إليه ويستمع؛ قال أبو زبيد:

  قد كنتُ في منظر ومستمَع ... عن نصر بهراءَ غير ذي فرس

  وقال زِنباع بن مِخراق:

  أقول وسيفي يفلق الهامَ حَدُّه ... لقد كنتُ عن هذا المقام بمنظَر

  وسيّد منظور: يُرجَى فضلُه وترمقه الأبصار، وأنا أنظر إلى الله ثمّ إليك معناه أتوقّع فضل الله ثمّ فضلك. وسمعتُ صبيَّة سَرَويّة بمكّة تقول: عُيَيْنَي نُوَيظرة إلى الله وإليكم. وناظرته في أمر كذا إذا نظر ونظرتَ كيف تأتيانه. وفلان شديد الناظر إذا كان بريء الساحة ممّا قُرف به. وانظر لي فلاناً نَظَراً حسَناً: اطلبه لي. وفرسٌ نَظَّار: طامح الطرف لشهامته وحدّة فؤاده؛ وقال:

  نابي المَعَدَّيْن وَأًى نَظَّارُ ... مَحجَّلٌ لاحَ له خِمارُ

  أي غرة. وضربناهم من نَظَرٍ وبنظرٍ أي أبصرناهم. ورجل نَظورٌ: لا يغفل عن النظر فيما أهمّه.

  نظف - نَظُفَ الإناءُ، ونظَّفتُه فهو نظيف.

  ومن المجاز: استنظفَ الوالي الخراجَ: استوفاه نحو قولهم: استصفَى الخراج، وعن بعض أهل اللغة الصوابُ بالضاد من انتضف الفصيلُ ما في الضّرع والإبلُ ما في الحوض إذا اشتفّته. ورجل نظيفُ الأخلاق: مهذَّبٌ، وهو يتنظَّف: يتنزّه من المساوئ.

  نظم - نَظَمتُ الدُّرَّ ونظَّمتُه، ودرٌّ منظوم ومنظَّم، وقد انتظم وتنظّم وتناظم، وله نَظْمٌ منه ونِظام ونُظُمٌ.

  ومن المجاز: نَظَمَ الكلام. وهذا نَظْمٌ حسنٌ، وانتظم كلامُه وأمره. وليس لأمره نظام إذا لم تستقم طريقته، وتقول: هذه أمور عِظام لو كان لها نِظام، ورمى صيداً فانتظمه بسهم. وطعنه فانتظم ساقيْه أو جنبَيْه؛ قال الأفوه:

  تخْلي الجماجمَ والأكفَّ سيوفُنا ... ورماحُنا بالطّعن تنتظم الكُلَى

  وهذان البيتان ينتظمهما معنًى واحدٌ. وجاءنا نَظْمٌ من جراد ونِظامٌ منه: صفٌّ. ونظَمتِ الضَّبَّةُ والسمكةُ ونَظَّمتْ فهي ناظم ومنظِّم: امتلأت من البيض. ونظَمتِ النخلةُ: قبِلت اللّقاحَ، وخردلتْ إذا لم تقبل. وفي بطنها إنظَامان وهما الكُشْيتان وأناظِيم.

  نعب - نَعَبَ الغرابُ ينعَبُ وينعِبُ نعيباً وهو مدّه عنقَه في نُعاقه.

  ومن المجاز: نعَبتِ الإبلُ: مدّت أعناقها في سيرها. وناقة نَعوبٌ ونَعَّابة، وإبل نواعبُ، وتقول: ويلٌ للفتيان والكواعب من السُّحْم والصُّهْبِ النّواعب.

  نعت - هو منعوت بالكرَم وبخصال الخير، وله نعوتٌ ومناعتُ جميلة، وتقول: هو حُرُّ المنابت حسنُ المناعت، وشيء نَعْتٌ: جَيّدٌ بالغ. وفرس نَعْتٌ: بليغٌ في العِتْق. وإنّ عبدَك لنَعْتٌ وإنّ أَمَتك لنَعْتَةٌ. وانتعتت المرأةُ بالجمال، كما تقول: اتّصَفَتْ؛ وقال:

  رأيته طُوَالَ السّاعدَيْن عَنَطْنطاً ... كما انتَعَتَتْ من قوّةٍ وشبابِ

  أي كما هي كذلك. واستنعته: استوصفه.