أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نطل

صفحة 640 - الجزء 1

  بالجبال وانتطقَت؛ قال ذو الرمّة:

  دِهاس سقتها الدّلو حتى تنَطّقتْ ... بنوْر الخزامى في التِّلاع الجوائفِ

  الواسعة الأجواف؛ وقال:

  تنطّقن من رمل الغناء وعُلِّقتْ ... بأعناقِ أُدمانِ الظِّباءِ القلائدُ

  ونطّقَ الماءُ الشجرَ والأكمةَ: بلغ وسطها؛ وقال الأعشى:

  قطعتُ إذا خَبَّ رَيْعانها ... ونُطّق بالهول أغفالُها

  أي أحاط بها الهولُ كالنِّطاق. وفي حديث عليٍّ، ¥: من يَطُلْ أيرُ أبيه ينتطِقْ به. أي من كثر بنو أبيه اعتضد بهم، ومنه: رجل منتطِقٌ: عزيز. وانتطق فرسَه: قاده، وبه فُسّر قول خِداش بن زهير:

  وأبرح ما أدام الله قومي ... رخيَّ البال منتطِقاً مُجيدا

  صاحبَ فرسٍ جوادٍ؛ وقال ذو الرمّة:

  إذا قيل مَن أنتم يقول خطيبهم ... هوازنُ أو سعدٌ وليس بصادِقِ

  ولكنّ أصلَ القومِ قد تعلمونه ... بحورانَ أنباطٌ عِراضُ المناطِقِ

  أي يهود ونصارى ومناطقهم زنانيرهم، كما قال حسان، رضي الله تعالى عنه:

  يسعى بها أحمرُ ذو بُرنُسٍ ... منتطِقُ الجوف عريضُ الحزام

  أراد بالحزام: الزُّنَّار. ونطق العُودُ والطائرُ؛ ومال صامتٌ وناطق وهو ما له كَبِدٌ؛ قال:

  فما المالُ يُخلِدُني صامتاً ... هُبِلتَ ولا ناطقاً ذا كَبِدْ

  وكتابٌ ناطِقٌ: بيِّنٌ، وبذلك نطَق الكتابُ.

  نطل - سقاه من النَّطْل ولم يسقه من السُّلاف وهو ما عُصر بعد السُّلاف. والمَناطِل: المَعاصر التي يُنطَل فيها. وعنده ناطِلٌ من نَبيذٍ أو لبن أو دهن وهو مكيال. وما في الدنّ ناطِلٌ ونُطْلَةٌ أي شيء يسير؛ قال أبو ذؤيب:

  ولو أنّ ما عند ابن بُجرةَ عندها ... من الخمر لم تَبْلُلْ لَهاتي بناطِلِ

  وأخذتُ نُطْلَةً من النِّحيِ وهي ما تأخذه بطرف إصبعك.

  نطي - أرض نَطِيَّةٌ وخَرْقٌ نَطِيٌ: بعيد؛ قال العجاج:

  وبلدةٍ نِياطُها نَطيُ

  نظر - نظرتُ إليه ونظرتُه؛ قال:

  ظاهراتُ الجمال ينظرنَ هَوناً ... مثل ما تنظر الأراكَ الظّباءُ

  ونظرتُ إليه نظرةً حُلوةً ونَظَراتٍ. ونظرتُ في المِنظارِ وهو المِرآة؛ وأنشد الفرّاء:

  خَوْدٌ مهفهَفَةٌ كأنّ جبينَها ... تحتَ الوَصاوص صفحةُ المِنظارِ

  ونظرتُ في الكتاب. ويقال: مُرَّ بي على بني نَظَري ولا تمرَّ بي على بنات نَقَري؛ أي على رجال ينظرون إليّ لا على نساء ينقرنني أي يعبنني. وله مَنْظَرٌ حَسَنٌ. وإنّه لذو مَنظَره بلا مَخبرَه. ورجل مَنْظَرانيٌ ومَخْبَرانيّ. وهو يُنَظِّر حوله: يكثر النظر؛ قال زهير:

  فأصبحَ محبوراً يُنظِّر حولَه ... بمغْبطة لو أنّ ذلك دائمُ

  ونظرتُه وتنظّرته وانتظرتُه وأنظرته: أنسأتُه واستنظرتُه. واشتريتُه بنَظِرةٍ {فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ}. وكوى ناظريْه وهما عرقان في جانبي الأنف؛ قال:

  قليلة لحم النّاظريْن يزينها ... شباب ومخفوض من العيش بارد

  وفقأ الله ناظريْه. ورمتني بناظرتَيْ وحشيّة. ونساء حُور النواظر. ورجلٌ منظور: مَعينٌ، وبه نَظْرَةٌ؛ قال:

  ما لقِيَتْ حُمْرُ أبي سوار ... من نظرةٍ مثلِ أجيج النّار