أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نغب

صفحة 644 - الجزء 1

  للطُّوال: يا ظِلَ النعامة؛ قال جرير:

  فَضَحَ المنابِرَ يوم يَسْلَح قائماً ... ظِلُ النَّعامةِ شَبَّةُ بنُ عِقالِ

  نعي - نُعيَ إلينا فلانٌ نَعْياً ونَعِيّاً ونُعْياناً. يقال: يا نُعيانَ العربِ. ويجوز أن يكون جمعَ ناعٍ كبُغيان في باغٍ. وجاء نَعِيُ فلانٍ، وقام النَّعِيُ بموته، وهو النّاعي؛ قال:

  قام النّعِيُ فأسمعا ... ونَعَى الكريمَ الأروعا

  وعن الفرّاء: النعيّ: رفع الصوت بذكر الموت، وعن الأصمعيّ: كانت العرب إذا مات من له قَدْرٌ ركب راكب وجعل يسير في النّاس يقول: نَعَاءِ فلاناً، ويقال: يا نَعاءَ العربِ أي انعهم.

  ومن المجاز: نَعَى عليه هَفَواتِه إذا شهّره بها. ويقال: ذهبت تميم فلا تُسمى ولا تُنهى ولا تُنعى، أي لا تبلغ نهايتها كثرةً ولا يُرفع ذكرها. وإذا كان القوم مجتمعين فأخبروا بمفزع فتفرّقوا نافرين قيل: استَنعوا أي انتشَروا كما ينتشر النَّعِيُ.

  نغب - نَغَبَ من الماء نُغَباً: جرع منه جُرَعاً؛ قال ذو الرُّمّة:

  حتى إذا زلجت عن كلّ غَلْصَمَةٍ ... إلى الغَليلِ ولم يقصعنَهُ نُغَبُ

  وسقاه نُغْبَةً من اللّبن.

  ومن المجاز: قول العرب إذا سَمِعَتْ بموت عدوّ أو بلاء نزل به: واهاً ما أبردها من نُغبةٍ، ما أبردها على الفؤاد، تعساً لليدين والفم.

  نغر - قَمْحٌ كقِطَع الأوتار وأفواه النِّغران؛ قال:

  يَحملنَ أوعيَةَ المدام كأنّما ... يَحمِلنَها بأكارع النِّغران

  وفي الحديث: «يا أبا عُمَيْر ما فعل النُّغَير». وتقول: أقمأه الصِّغَر كأنّه النُّغَر. ونَغَرت القِدْرُ تنغَر ونَغِرتْ تَنْغَر إذا غلت.

  ومن المجاز: نَغِرَ الرجلُ: اغتاظ. وفلانة غَيرَى نَغِرَةٌ. وجُرح نَغّارٌ: جيّاش بالدّم.

  نغش - كلّ هامّةٍ أو طائرٍ تحرّك في مكانه واضطرب فقد تنغَّش وتَنَخَّش؛ قال ذو الرمّة يصف قِرداناً:

  إذا سَمِعتْ وطءَ الرِّكابِ تنغَّشتْ ... حُشَاشاتُها في غيرِ لحمٍ ولا دم

  ودار تَتَنَغَّش صبياناً ورأس يتَنَغّش صِئباناً.

  نغص - نَغّص عليه عَيْشَه إذا قطع عليه مُرادَه منه. وتنغَّص عليه وهو في نَغَصٍ من أمره، وقد نَغص أمرُه نَغَصاً؛ قال لبِيدٌ:

  فأوردها العِراكَ ولم يَذُدها ... ولم يُشْفِق على نَغَصِ الدِّخال

  نغض - نَغَضتْ سِنُّه تنغِض وتَنغُض نَغَضاناً وتنغَّضتْ: رجفت. ونَغَضَ برأسه إلى صاحبه مُتَعَجّباً وأنغضه. ونَغَض الرحلُ. وإبل نَغّاضة برِحالِها. وأصاب نُغْضَ كتفه ونَغْضَها وناغِضها وهو غُضروفها.

  ومن المجاز: نَغضوا إلى العدوّ: نهضوا إليه؛ قال الكميت:

  حتى إذا نَغَضَ العدوُّ ... وتَمَّ خَصْلُكَ مَن تُخاصلْ

  ونَغَض الغيمُ: حيث تراه يَتَمَخّض متحيّراً لا يسير؛ قال:

  أرَّقَ عينيك عن التَّغماضِ ... بَرْقٌ سَرَى في عارضٍ نغّاضِ

  نغنغ - غَمَزت العاذرةُ نغانِغَ الصَّبيّ؛ قال الفرزدق:

  غَمَزَ الطّبيبُ نَغانِغَ المعذور

  وهي لحماتٌ عند اللهاة.

  نغف - كثُر النَّغَفُ في الغنم وهو دودٌ في أنوفها، ويقال: في كلّ رأس في عَظْمَي الوجنتين نَغَفَتانِ من تحرّكهما يكونُ العُطاس.

  ومن المجاز: قولهم للمحتقَر: يا نَغَفَةُ.

  نغق - نَغَقَ الغُرابُ نَغِيقاً ونُغاقاً، وغرابٌ نَغّاقٌ.