أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نفث

صفحة 645 - الجزء 1

  نغل - نَغِل الأديمُ: فَسَد. وأديمٌ نَغِلٌ، ولا خير في دَبغةٍ على نَغْلةٍ.

  ومن المجاز: غلامٌ نَغْلٌ ونَغِلٌ، وجاريةٌ نَغْلَةٌ ونَغِلَةٌ: لزِنْيَةٍ. ونَغِلَ الجُرحُ. ونَغِل عليه: ضَغِنَ. وفلانٌ دَغِلٌ نَغِلٌ. وجَوْزَةٌ نَغِلَةٌ.

  نغم - هو حسن النّغْمَة، ونَغَمَ بكلمةٍ، وناغَمه.

  نغي - ناغَتِ المرأةُ ولدها: كلّمته بما يُجْذِله. وسمعتُ نَغْمته ونَغْيَتَه؛ قال أبو نُخَيْلة:

  لمّا أتتني نَغْيةٌ كالشُّهدِ

  ونَغِيتُ إليه ونَغيَ إليّ إذا ألقيتَ إليه كلمةً وألقى إليك.

  ومن المجاز: هذا الجبل يناغي ذاك: يُدانيه. ويقال للموج إذا ارتفع: كاد يناغي السّحابَ؛ قال:

  كأنّك بالمُبارَك بَعد شَهْرٍ ... يناغي موجُه غُرَّ السّحابِ

  وناغَى الماءُ الكواكبَ إذا رأيتَ بريقها في الماء.

  نفت - القِدْرُ تَنْفِتُ نَفِيتاً: تغلي.

  ومن المجاز: صدره يَنفِتُ بالعداوة.

  نفث - نَفَثَ الشيءَ من فيه: رمى به، ونَفَثَ ريقَه. ونَفَثَ في العقدة. ونَفَثَ عليه عند الرُّقيةِ؛ قال:

  فإن يبرأ فلم أنْفُثْ علَيه ... وإن يَهلك فذلك كان قدري

  أي تقديري. ولو نَفَث عليك فلان لقطَّرك: تقوله لمن يُقاوي مَنْ فوقه. ولو سألتني نُفاثةَ سِواكٍ ما أعطيتُك. ودمٌ نَفِيثٌ: نَفَثَه العِرْقُ.

  ومن المجاز: امرأة نَفّاثة: سَحّارة. ورجل مَنْفُوثٌ: مسحور. وهذا من نُفاثاتِ فلانٍ: من شِعْره. و «لا بدّ للمصدور أن يَنْفُثَ» بضم الفاءِ وكسرها، وهذه نَفْثَة مصدور، ونُفِثَ في رُوعي كذا: أُلهِمتُه.

  نفج - الثديُ الناهدُ ينفُجُ الدِّرْعَ: يرفعه. ورجل وجمل منتفِجُ الجنبينِ: مرتفعهما. ونَفَجَ اليَربوعُ وهو أرخَى عَدْوِه. وأنفجَ الصيدَ: أثاره من مجثمه. ونَفَجَتِ الفرّوجة: خرجت من بيضتها. ونَفَجَتِ الريحُ: جاءت بقوّة، وريح نافجة، ورياحٌ نوافجُ؛ قال ذو الرمّة:

  يَرْقَدُّ في ظلّ عرّاص ويطرده ... حفيف نافجة عثنونها حَصِبُ

  ومن المجاز: فلان نَفّاجٌ، وفيه نَفْجٌ، وسمعت من يقول: فيه نَفاجَةٌ، وقد نَفَجَ يَنفُج. وكانوا يقولون: هنيئاً لك النافجةُ وهي البنت لأنّه كان يأخذ مهرها فينفُج مالَه أي يوسّعه ويعظّمه، ومنه: النُّفّاجَةُ: للَبِنَةِ القميص لأنّها توسّعه؛ وأنشد الجاحظ:

  وليس تِلادي من وراثة والدي ... ولا شأن مالي مستفادُ النّوافِج

  يعني أنّ أباه كان جواداً لم يدّخر ما يُورَثُ.

  نفح - نَفَحَ الطِّيبُ نَفْحاً، وله نَفْحَةٌ ونَفَحاتٌ طيّبة، ونافِجة نافِحة، ونوافجُ نوافحُ، وجَبِّن اللبن بالإنفَحَة؛ قال:

  كم قد تمشَّشتَ من قَصٍّ وإنفَحَةٍ ... جاءت بذاك إليك الأضؤنُ السودُ

  وقال الشمّاخ:

  وإنّي منَ القومِ الذينَ علمتمُ ... إذا أولموا لم يولموا بالأنافحِ

  ومن المجاز: لا تزال له نَفَحاتٌ من المعروف. والله النَّفّاحُ بالخيرات؛ قال:

  والله نَفّاحُ اليدين بالخير

  ورجل نَفّاعٌ نفّاحٌ. ونفَحه بالمال. ونفَحه بالسيف: ضربه ضربة خفيفة، ومنه: نَفَحتُ عن فلان ونافحتُ عنه: دافعتُ. وكان حسّان، رضي الله تعالى عنه، ينافح عن رسول الله، ÷؛ وقال:

  وكم مشهَدٍ نافحتُ عنك خصومَه ... وكلُّهمُ عَضْبُ اللّسان مُنافحُ

  ونفَحته الدابّة: ضربته بحدّ حافرها. ونفحتِ الريحُ: نسَمت وتحرّكت أوائلها. وأصابه لَفْحٌ من حَرٍّ ونَفحٌ من