أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نول

صفحة 658 - الجزء 1

  على أيّ نَوْعٍ هو أي على أي وجه. وهو جائعٌ نائع، وجَوْعاً له ونَوْعاً. ونَوّعتُ الشيءَ: دلَّيتُه فتركته يَتَذبْذب فتنوّع؛ قال:

  له هَيْدبٌ دانٍ كأنّ رَبَابه ... نَعامٌ بأطرافِ الحِبالِ يُنوَّع

  وقال ذو الرُّمّة:

  ترى كلَّ مغلوبٍ يَميدُ كأنّه ... بحَبْلين في منْشوطةٍ يَتنوَّع

  ويقال: تنوّع الصبيُّ في الأرجوحة. وتنوّع النّاعِسُ على الرّحل.

  نوف - جبلٌ مُنيفٌ، وقد أناف إذا ارتفع. وأناف عليه: أشرف. وأنافُوا على مائة ونَيَّفوا. وأنافت هذه الدراهم على ألف ونيَّفتْ، وهي ألفٌ ونَيِّف. وهذا الجبل نَيِّفٌ على هذا؛ قال ابن الرِّقاع:

  وُلدتُ برابيَةٍ رأسُها ... على كلّ رابيَةٍ نَيِّفُ

  وجبل عالي المَناف أي المُرتَقَى، ومنه: عبد مَنافٍ. وجمل وناقةٌ نِيافٌ.

  ومن المجاز: له عِزٌّ مُنيفٌ. وامرأة مُنِيفةٌ: تامَّةٌ.

  نوق - تَنَوّق في الأمر. وفلان له نِيقه وصناعتُه أنيقه. وفي مثل: «خرقاء ذات نِيقة»: لجاهل يدّعي المعرفة. وله نُوقٌ ونِيَاقٌ وأينُق وأيانِقُ؛ قال:

  خيَّبَكنّ اللهُ من نِيَاقِ ... إن لم تُنَجِّينَ من الوَثاقِ

  وبعيرٌ مُنوَّق: مذلَّل كأنّه ناقةٌ. وأضيق من النّاق وهو الحَزُّ بين صرَّة الإبهام وألية الخِنْصر ونحوه في باطن المِرفَق وأصل العُصْعُص وفي مؤخَّر حافر الفرس.

  ومن المجاز: «استنوقَ الجملُ».

  نوك - هو أنوك بيّن النَّوك والنّوَاكة من قوم نَوْكَى. واستُنوِك: استُحمِق، ورجلٌ مُسْتَنْوِكٌ.

  نول - أنالَه معروفاً وناله ونوَّله؛ قال:

  لو ملَكَ البحرَ والفُراتَ معاً ... ما نالَني من نداهما بَلَلا

  وقال طَرفةُ:

  إنْ تُنَوِّلْهُ فقد تمنعه ... وتُريه النّجمَ يجري بالظُّهُرْ

  وهو كثير النَّول والنَّوال والنّائل، ورجلٌ مُنيلٌ ونَالٌ؛ قال:

  إذا كان مالاً كان نالاً مُرَزَّأ ... ونال نداه كلّ دانٍ وجانبِ

  مالاً: متموّلاً. ونوّلَني كذا فتنوّلتُه: أخذتُه، وناولني الشيءَ فتناولتُه. وهو قريب المتناوَل. وناولني المحدّثُ الكتابَ مُناولَةً. وأَرويه عنه على سبيل المُناوَلة وهي فوق الإجازة.

  ومن المجاز: نوْلك أن تفعل كذا بمعنى حقُّك. وما ينبغي أن تعطيَه من نفسك، وما نوْلُك أن تفعل. وفي الحديث: «ما نَوْلُ امرئ مُسلمٍ أن يقول غير الصواب»؛ وقال:

  أإن حنّ أجمالٌ وفارق جيرةٌ ... عُنيتَ بنا ما كان نولُك تفعل

  ومنه قول ذي الرُّمّة:

  وقفتُ بهنّ حتى قال صحبي ... جزِعتَ وليس ذلك بالنَّوال

  أي بما ينبغي. وتقول: ما أنالوا مثل نواله ولا نَسَجَ أحد على مِنوالِه. وتناولت بنا الرِّكاب مكانَ كذا؛ قال ذو الرُّمّة:

  إذا لم نَزُرها من قريبٍ تناولَتْ ... بنا دار صيداء القِلاصُ الطلائحُ

  وقال أيضاً:

  تصابيتُ واستعبرتُ حتى تناولت ... لِحَى القوم أطرافُ الدموع الذّوارِف

  نوم - قوم نِيامٌ ونُوَّام. وعيون نُوَّمٌ. ونام نَومةً طيّبةً. وهو ينام نَومةَ الضُّحى؛ قال: