أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وطن

صفحة 681 - الجزء 1

  ومن المجاز: رجل وَطْبٌ: جافٍ؛ قال:

  أفي أنْ سَرَى كلبٌ فبيَّت عُلبةً ... وجُبْجُبَةً للوَطْب سلمَى تُطلَّقُ

  وطد - وطَد المكانَ ووطَّده إذا ضربه بالمِيطَدة ليتصلّب لأساس بناء أو غيره.

  ومن المجاز: وطَّد الملكَ توطيداً. وعزٌّ موطَّد وموطود وواطدٌ: ثابت. ووطَّدتُ منزلةَ فلان عند فلان، وتوطَّدتْ له عنده منزلةٌ، ومنه: وَطائد المسجد: لأساطينه، ووطائد القِدر: لأثافيه. وفلان من وطائد الإسلام؛ قال:

  فأنتَ لدين الله فينا وطيدةٌ ... وأنت عن الأحساب فينا المُذَبِّبُ

  أي دِعامةٌ.

  وطر - قضَيتُ منه وطَري وأوطاري.

  وطس - وطَستِ الركابُ اليَرمعَ: كسرته، ووطَستُ الأرضَ: هزَمتُ فيها. وحفر وطيساً: حفرة يُختبزُ فيها ويُشتوَى.

  ومن المجاز: حَميَ الوطيسُ إذا اشتدّت الحرب. وتواطستِ الأمواجُ: تلاطمت.

  وطش - وطَّشتُ القومَ عني: دفعتهم. وضربوه فما وطَّش إليهم توطيشاً: ما مدّ يده إليهم ولا دفع عن نفسه. ووطِّشْ لي شيئاً من الحديث حتى أذكره أي افتحْ.

  وطف - في أشفاره وَطَفٌ: طول شَعر واسترخاء.

  ومن المجاز: سحابة وطْفاءُ: لها هَيدبٌ، وسحاب وُطْفٌ. وعيش أوطفُ: رخيّ.

  وطن - كلٌّ يحبّ وطنه وأوطانه وموطنه ومَواطنه، والإبل تحنّ إلى أوطانها. وأوطن الأرضَ ووطَّنها وتوطَّنها واستوطنها. وأرسلت الخيل من المِيطانِ: من حيث تُوطَّن للسّباق.

  ومن المجاز: هذه أوطان الغنم: لمرابضها. وثبت في مَوطن القتال ومَواطنه وهي مَشاهده. وإذا أتيتَ مكَّة فوقفت في تلك المواطن فادعُ لي ولإخواني أي في تلك المشاهد. ووطَّنت نفسي على كذا فتوطَّنتْ؛ قال:

  ولا خيرَ فيمن لا يُوطِّن نفسه ... على نائبات الدّهر حين تَنوبُ

  وواطنتُه على الأمر: وافقتُه.

  وظب - وظَب على الأمر وُظوباً، وواظَب عليه مُواظبة: داوم.

  وظف - له وظيفةٌ من رزق، ووظائفُ ووُظُفٌ، وعليه كلّ يوم وظيفةٌ من عمل. ووظَّف عليه العمل، وهو مُوظَّف عليه، ووظَّف له الرزق: ووظَّف لدابَّته العلَف. وضرب وظيفَ دابّتهِ وأوظفة دوابّه وهو مقدّم السّاق.

  ومن المجاز: للدنيا وظائفُ أي نوب ودول؛ قال:

  أبقت لنا وقعاتُ الدّهر مكرمَةً ... ما هبّت الريحُ والدنيا لها وُظُفُ

  وجاءت الإبل على وظيفٍ واحد وخفّ واحد إذا جاءت قِطاراً.

  وعب - أوعبتُ الشيءَ واستوعبته إذا استنظفته.

  ومن المجاز: استوعبَ الجرابُ الدّقيقَ. وفي الحديث: «إن النِّعمة الواحدة تستوعب عملَ العبد يوم القيامة». وأوعبَ الجَدْعُ أنفَه، وجدَعه جَدْعاً مُوعِباً. وركْضٌ وَعِيبٌ وهو أقصى ما عند الفرس؛ قال بعض العبديّين:

  أمالَ بها كَفَّهُ مُدبراً ... وهل يُنْجِينَّك ركضٌ وَعِيبُ

  وأتبعَهُ طعنَةً ثَرَّةً ... يسيل على السرج منها صبيبُ

  وبيتٌ وعِيبٌ: واسع يستوعب ما يُجعل فيه، وأوعب بنو فلان لبني فلان: جاءوهم بأجمعهم. وأوعبوا جَلاءً: لم يبقَ في بلدهم أحد.

  وعث - هو يمشي في الوَعْث والوُعوث: في دِهاسٍ يشقُّ فيه المشيُ، وقد أوعثوا، كقولك: أسهلوا.

  ومن المجاز: «أعوذ بالله من وَعْثاء السّفَر»: من شدّته. وركب فلان الوَعْثاءَ إذا أذنب؛ قال الكميت: