أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ثأر

صفحة 68 - الجزء 1

  ث

  ثأب - تثاءب الرجلُ، وكُرِه التّثاؤبُ للمصلي. وفي مثَلٍ: «أعدى من الثُّؤَبَاء»؛ وقال عُتْبَة بن مِرْداس:

  فَما قُمْتُ حتى راعَني ثُؤَبَاؤُهَا ... وصوْتُ مُنادٍ للصّلاةِ مُكَبِّرُ

  وهو من ثَئِبَ الرّجلُ إذا استرخى وكَسِل.

  ثأج - لا بدّ للنّعاج من الثُّؤاج؛ وهو الثُّغاء، ثَأَجَتِ النعجَةُ. ولهم الصاهِلُ والشّاحِج والخائرُ والثّائِج؛ قال الكميت:

  رأيُه فيهِمُ كَرَأيِ ذَوي الثَّلَّ ... ة في الثّائجاتِ جُنحَ الظّلامِ

  ثأد - مكانٌ ثَئِدٌ وليلةٌ ثَئِدَةٌ وذاتُ ثَأَدٍ وهو الندى. ومنه قولهم: يا بنَ الثَّأْداء وهي الأَمَة، كما يقال: يا بن الرَّطْبة. وإذا استُضْعِفَ رأي الرجل قيل إنّه لابنُ ثَأْدَاء.

  ومن المجاز: أقمتُ فلاناً على ثَأَدٍ إذا أقْلَقَه، لأن المكان النّدِيّ لا يُقَرّ عليه. ويقال لأُثْئِدَنّ مَبرَكَك ولأدَعَنّ نومَك تَوْثَاباً. وفَخِذٌ ثَئِدَةٌ: ناعِمَة، عبَّر عن النَّعمة بالرّطوبة.

  ثأر - ثأَرْتُ فلاناً بحَميمي إذا قتَلتَهُ به. وثأرْتُ حَميمي وبحَميمي إذا قَتَلتَ قاتلَه، فعدوُّكَ مَثْؤُورٌ وحمِيمُكَ مَثْؤُورٌ به؛ قال قيس بن الخَطِيم:

  ثأرْتُ عَدِيّاً والخَطيمَ فلم أُضِعْ ... وَصِيّةَ أشْيَاخٍ جُعِلْتُ إزَاءَها

  وقال كَبْشَةُ:

  فإنْ أنْتُمُ لم تَثْأرُوا بأخِيكُمُ ... فمُشُّوا بآذانِ النَّعَامِ المُصَلَّمِ

  وثَأري عند فلان أي ذَحْلي، وأنا أطلُبُ ثأري عندَه؛ قال الفرزدق:

  وقوفاً بها صَحْبي عليّ كأنّني ... بها سَلَمٌ في كَفّ صَاحِبِهِ ثَأرُ

  وفلانٌ ثأري أي الذي عنده ذَحْلي وهو قاتِلُ حميمِه؛ قال:

  قتلتُ به ثأرِي وأدرَكْتُ ثُؤرَتي ... إذا ما تَناسَى ذَحْلَهُ كلُّ غَيهَبِ

  ويقال للثائرِ أيضاً: ثَأْرٌ، فكلُّ واحد من الطالب والمطلوب ثَأْرُ صاحِبه، وكلُّ واحد منهما يقول فلان ثأْرِي، أحدهما كالصّيْدِ والثاني كالعدل. ويجوز أن يكون الذي بمعنى الثائر محذوفاً من الثائر، كالشّاكِ واللاثِ من الشّائِكِ واللّائِثِ، فلا تُهْمَز ألفُه كما لا تُهمَز ألفاهما لأنّها ألِفُ فاعلٍ. وأدرك فلان ثَأراً مُنِيماً وأصاب الثأرَ المُنيمَ إذا قتل نبيلاً فيه وفاءٌ لطِلْبَتِه. وجُمِع الثّأر الذي هو معنى فقيل: يا لَثَارات الحسَين، أريد: تعالَينَ يا ثاراتِه أي يا ذُحُولَه