أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

هرف

صفحة 700 - الجزء 1

  ومن المجاز: توضّأ من المِهراس وهو حجر مستطيل منقور يُتَوَضّأ منه شُبّه بمِهراس الحَبّ. والفحلُ يهرُس القِرن بكلكله، وإبل مَهاريسُ: جسامٌ ثِقالٌ تهرُسُ الأرضَ بشدّة وطئها أو شديداتُ الأكل تهرُس ما تأكله هَرْساً شديداً؛ قال الحطيئة:

  مَهاريس يُروي رِسلُها ضيفَ أهلها ... إذا النّار أبدت أوجُهَ الخفِرات

  وعن النضر: رجل مِهراسٌ: لا يتهيّبه ليلٌ ولا سُرًى. ويقال: لبني فلانٍ هَراسَةُ عزٍّ وقهر يهرسون به أعداءهم؛ وقال أعرابيّ لآخر: لتجدَنّي أفظّ هَراسه وأشدّ شَراسه.

  هرش - تهارشت الكلابُ واهترشتْ، وهارش بعضها بعضاً، وهارشتُ بينها مُهارشةً وهِراشاً، وهما كلبا هِراش؛ قال:

  كأنّ طَبْيَيْها إذا ما درّا ... جِروَا رَبِيضٍ هورِشا فهرّا

  ومن المجاز: هرّش بين القوم وحرّش. وهَرَش الزمانُ يَهرُشُ ويَهرِشُ إذا اشتدّ؛ قال أميّة:

  لا نخاف المُحولَ إن هَرَش الدّه ... رُ ولا ننتوي لأهلٍ سواكا

  وقال في صفة الفرس:

  مُهارِشة العِنان كأنّ فيها ... جرادةَ هبوة فيها اصفرارُ

  أراد وُثوبه في العنان ومرحه كأنّما يهارشه. وفي مثل في التخيير: «خذا أنفَ هَرْشَى أو قفاها» وهي ثنيّة في طريق مَكّةَ قريبة منها.

  هرع - أُهْرِعَ الرجلُ إهراعاً وهو إسراع في رِعدة. ويقال: أقبل الشيخ يُهرَع. وفلان يُهْرَعُ من الغضب والبرد والحمّى. ويقال للمجنون والمصروع: مهروع، ومنه قوله تعالى: {فَهُمْ يُهْرَعُونَ}.

  هرف - هو يَهرِف بفلان نهارَه كلّه وهو الإطناب في الثناء شِبه الهذيان للإعجاب به. وجاءت رُفقةٌ يَهرِفون بصاحب لهم، ويقال: لا تَهْرِفْ قبل أن تعرِفْ، و «لا تهرِفْ بما لا تعرِفْ». وهرّفتِ النّخلةُ: عجّلت إتاءها، تهريفاً. وهَرَفَتْه الريح: استخفّته، ومنه قول أهل بغدادَ: الهَرْفُ جَرْف أي من جاء بالبواكير جَرف أموالَ النّاس.

  هرول - مشى هَرْوَلَةً. والطائف يُهروِل.

  ومن المجاز: هَرولَ السرابُ؛ قال الطِّرمّاح:

  حتى إذا صَغَتِ الظّلا ... ل بُعَيدَ هَرولة العساقلْ

  هرم - شيخٌ هَرِمٌ وشيوخٌ هَرْمَى، وقد هَرِمَ هَرَماً ومَهْرَماً، وهرّمتْه السّنون. وهو ابن هَرْمةٍ وابن عَجْزَةٍ: لولَد الشيخ. ووُلدَ لهَرْمَةٍ. وأذلُّ من الهَرْمة: واحدة الهَرْمِ وهو يبيسُ الشِّبرِق أذلّ الحَمضِ وأشدّه اسلنطاحاً؛ قال:

  ووطِئْتَنا وَطْأً على حَنَقٍ ... وَطْءَ المقيّد نابتَ الهَرْمِ

  ومن المجاز: خُشْبٌ هَرْمَى: قديمة يابسة، وقيل لرائد: كيف وجدت واديك؟ قال: وجدتُ فيه خُشْباً هَرْمَى وعُشْباً شَرْمَى. وجاء فلان يهرّم علينا الأمرَ والخبرَ أي يعظّمه ويصفه فوق قدره. وما عنده هَرِمٌ: رأيٌ محنَّك. وما أدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أي رأيك القارح.

  هرو - رجلٌ هَرّاء: يبيع الثّيابَ الهَرَويّةَ. وسمعتُ في رواية الهَرّاء عن الفَرّاء كذا، وهرّيت الثوبَ: اتخذته هَرَويّاً؛ قال:

  يا قومِ هل أُخبرتُمُ أو سمعتُمُ ... بما احتالَ مذ ضمّ المواريثَ مُصعَبُ

  رأيتُكَ هرّيتَ العِمامة بعدما ... مكثتَ زماناً قاصعاً لا تُعَصَّبُ

  قَصَعَ عِمامته إذا حسرها. وضربه بالهِراوة والهَرَاوَى. وهَرَوْتُ عبدي وتهَرّيتُه: ضربته بها.

  هزأ - هزئ به ومنه وهَزَأ وتهَزّأ واستهزأ. واتخذه هُزُؤاً. وفعل ذلك استهزاء به. ورجل هَزّاء وهُزَأةٌ، وهو هُزْأةٌ بين النّاس: يهزأون به.