أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

هزج

صفحة 701 - الجزء 1

  ومن المجاز: مفازة هازئة بالرَّكب أي فيها سرابٌ، وهَزّاءة بهم، والسراب يهزأ بالقوم ويتهزّأ بهم. وغداة هازئة: شديدة البرد كأنّها تهزأ بالنّاس حين يعتريهم الانقباض والرِّعدة والرنين ونحوها.

  هزج - هَزِجَ المغنّي في غنائه والقارئ في قراءته إذا طرّبا في تدارك الصوت وتقاربه. وله هَزَجٌ مُطَرِّبٌ وأهازيجُ، كقولك: أغانيّ؛ قال الشمّاخ:

  يكلّفها أن لا يخفِّض جأشَها ... أهازيجُ ذِبّانٍ على غصنِ عَرفجِ

  الأتان تسكن إلى أغانيّ الذِّبّان فتقف عندها فلا يدعُها العَير ويطردها. ومغنٍ هَزِجٌ؛ قال عنترة:

  وخلا الذّبابُ بها فليس ببارح ... هَزِجاً كفعل الشارب المترنِّم

  وهزّج صوتَه تهزيجاً: داركه وقاربه، فتهزّج.

  ومن المجاز: سحاب هَزِجٌ بالرعد. وسمعتُ هَزَجَ الرعد والعُود، وقد هزِج وتهزّج. وتهزّجتِ القوسُ: أرنّت. وعُودٌ هَزِجٌ، وللقوس أهازيجُ؛ قال الكميت يصف القوس:

  لم يَعِبْ ربُّها ولا النّاسُ منها ... غير إنذارِها عليها الحَميرَا

  بأهازيجَ من أغانيّها الجُ ... شّ وإتباعِها الحينَ الزّفيرَا

  هزز - هزّ السّيفَ والقناةَ وغيرهما {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ}. وهزّت الرّيحُ الأغصان. وسيفٌ هَزْهازٌ؛ قال:

  فوردتْ مثلَ اليماني الهزهازْ ... تدفع عن أعناقها بالأعجازْ

  أي ماء كالسيف. وهزهز الثورُ قَرنَه فتهزهز. وفي الحديث: «ما تهزهزتْ رؤوسُكما». وفلان يشهد الهَزاهزَ وهي الحروب والشدائدُ التي تُهزهِزُ.

  ومن المجاز: هو يهتزّ للمعروف، وهززْتُه وهزَزتُ منه.

  وقد هَزّ عِطفَيْه لكذا، وهزّ منكِبيْه. وهزّ الحادي الإبلَ بحُدائه فاهتزّت، ولها هَزيزٌ عند الحُداء: نشاط في السير وحركة. وللريح هَزيز؛ قال امرؤ القيس:

  إذا ما جرى شأوين وابتلّ عِطفُه ... تقول هزيزَ الريح مرّتْ بِأَثأَبِ

  وهو حفيفها وسرعة هبوبها؛ قال الطِّرمّاح:

  يظلّ هزيزُ الرّيح بين مَسامعي ... بها كالتجاج المأتم المتنوِّح

  واهتزّ الماءُ في جرَيانه والكوكبُ في انقضاضه. ويقال: قد هَزّ الكوكبُ إذا انقضّ؛ قال:

  كأنّ من يأخذ وهو مُذنِبُ ... يخِرّ من حيث يَهِزّ الكوكبُ

  واهتزّ النباتُ إذا طال. وهزّته الرّياحُ والأمطارُ. واهتزّت الأرض إذا أنبتت. وامرأةٌ هَزّةٌ: نشيطة للشرّ مرتاحة له، ونساء هَزّاتٌ.

  هزع - مضى هَزيعٌ من اللّيل. وتهزّع فلان لفلان: تنكّر له وتعبّس، من الهزيع لأنّه ساعةٌ وحِشَةٌ. وما ترك في القوس مَنزَعَا ولا في الكِنانة أهزَعَا. وما له أهزعُ أي شيء وهو السّهم الذي يبقى في أسفل الكِنانة.

  هزل - هَزَلَ معه وهازله؛ قال:

  ذو الجِدّ إن جدَّ الرّجالُ به ... ومُهازِلٌ إن كان في هَزْلِ

  وقال القطاميّ:

  يهازل ربّاتِ البراقع بالضّحى ... ويخرج من باب ويدخل بابا

  وأ هازلٌ أنت أم جادٌّ؟ وهو يهزِل في كلامه. وشاة هَزيلٌ وشاءٌ هَزْلَى. وجمل مهزول وإبل مهازيلُ، وبه هُزالٌ وهَزيلةٌ، وفشت الهزيلةُ في الإبل؛ قال:

  حتى إذا نوَّر الجَرجارُ وارتفَعَتْ ... عنها هزيلتُها والفحلُ قد ضَرَبا

  وهَزلَها صاحبُها وهَزّلها. وأهزل القَومُ: هُزلتْ دوابُّهم.