أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

جثث

صفحة 82 - الجزء 1

  جبن - رجل جَبَان، ورجال جُبَنَاء، وفي حديث خالد: «فلا نامتْ أعينُ الجُبَنَاء». وامرأةٌ جَبَانٌ، ونساء جَبَانَاتٌ؛ قال كثيّر:

  أخاضَتْ إليّ اللّيْلَ خَوْدٌ غَرِيرَةٌ ... جَبَانُ السُّرَى لم تَنْتطِقْ عن تَفَضُّلِ

  كقولهم: امرأةٌ جَوَادٌ، ويقال جَبَانَةٌ. سُمِعَ بعض العرب يقول: الضَّبُعُ جَبَانَةٌ لا تُقْبِل على الصّفِيرِ، إذا صُفِرَ بها فَرّتْ. وأجبنتُ فلاناً وأبخلتُه: وجدتُه كذلك. وعن عمرو بن معديكرب: قاتلناكم فما أجْبَنّاكم. وجَبّنتُه نسبتُه إلى الجُبن. وخرجوا إلى الجَبّانَةِ والجَبّانِ وهي الصحراء؛ قال أبو النجم:

  يَهوِي برَوْقَينِ ما ضَلّا فرائِصَها ... حتى تَجَدّلْنَ بالجَبّانِ واختَضَبَا

  أي ما أخطآ فرائِصَ الكلاب. ورجل صَلْتُ الجبين. وتجبّن اللبنُ وتكبّد: صار كالجبن والكبد.

  ومن المجاز: فلان شجاع القلب جبان الوجه أي حييٌّ.

  جبه - جَبْهَةٌ ذاتُ بهجةٍ. ورجلٌ أجْبَهُ: عريض الجبهة. وجَبَهْتَه: ضربتَ جبهتَه.

  ومن المجاز: هو جَبْهَةُ قومِه، كما يقال وجههم، وجاءني جَبْهَةُ بني فلان: لسَرَوَاتهم، وجاءت جَبْهَةُ الخيل: لخيارها؛ قال بعض بني فَزَارة:

  وَلّيْتُ جبهَةَ خَيلي شَطْرَ خَيلِهِمُ ... وواجَهُونا بأُسْدٍ قابَلُوا أُسُدَا

  وجَبَهه: لَقِيَه بما يكره. ولقيت منه جبهة أي مَذَلّة وأذًى. وجَبَهْنَا الماءَ: وردناه ولا آلةَ سَقْيٍ، فلم يكن منّا إلّا النظر إلى وجه الماء، ومنه جَبَهَنا الشتاءُ: جاءنا ولم نَتَهَيّأ له.

  جبي - جَبَى الخراج جِبَايَةً: جَمَعه {يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ}. وجَبَى الماءَ في الحوض. واسقوني من جِبَى حوضِكم. ولفلان قِدْرٌ كالخابيَه وجَفْنَة كالجابِيَه؛ و {جِفانٍ} كَالْجَوابِ. وجَبّى تَجْبِيَةً إذا ركع. وفلان لا يُجَبّي: لا يصلّي.

  ومن المجاز: فلان يجتَبي جِبَى المجدِ أي يقوم بالمجد ويجمعه لنفسه؛ قال ذو الرُّمّة:

  وما زلتَ تَسمو بالمَعالي وتَجتَبي ... جِبَى المجدِ مُذْ شُدّتْ عليك المآزِرُ

  واجتباه: اختاره، مستعار منه لأن من جمع شيئاً لنفسه فقد اختَصّه واصطفاه، وهو من جِبْوَةِ الله وصِفْوَتِه.

  جثث - فلان صغير الجثّة وهي شخصه قاعِداً، ولهم هِمَمٌ دِقاقٌ إلى جُثَثٍ ضِخَامٍ. وجَثّه واجتَثّه: استأصلَه {اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ}. وشجرٌ مجتَثّ: لا أصلَ له في الأرض.

  جثل - شَعر جَثْلٌ: كثير لَيّن، وقد جَثُل جُثُولةً وجَثَالةً؛ قال الأعشى:

  وأثِيثٌ جَثْلُ النّبَاتِ تُرَوّيـ ... ـه لَعُوبٌ غَرِيرَةٌ مِفْنَاقُ

  ولِحْيَة جَثْلَة، وللفرس ناصِيَةٌ جَثْلَة ولِمّة جَثْلَة؛ قال الكميت:

  إذْ لِمّتي جَثْلَةٌ أُكَفّئُها ... يُضْحِكُ منها الغَوَانيَ العَجَبُ

  واجْثَألّ الطائرُ: نفّشَ ريشَه من البرد؛ قال:

  جاء الشّتَاءُ واجْثَألّ القُبَّرُ ... وطَلَعَتْ شَمسٌ عَلَيها مِغْفَرُ

  وجَعَلَتْ عَينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ

  ومن المجاز: نباتٌ جَثْلٌ، وشجرة جَثْلَة الأفْنَانِ. واجْثَألّ النباتُ: طال والتفّ.

  جثم - جَثَمَ الطائرُ، وهذا مَجْثِمُه. ونُهِيَ عن المجثَّمة وهي المصبورة. وجاء بثريدةٍ كجُثْمانِ القطاة. ورأيتُ تمراً مثل جُثْمان الجَزُور.

  ومن المجاز: فلان جَثّامة: لا ينهض للمكارم.

  جثو - جَثَا على ركبتيه جُثُوّاً، ورأيتُه جاثِياً بين يديه {وَتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً}. ورأيتُهم جُثِيّاً عنده. وفي الحديث: «أنا أوّل من يَجْثُو للخصومة بين يدي الله